الموضوع: قُراضة الذهب
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-05-2003, 01:23 AM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي قُراضة الذهب

قراضة الذهب في نقد أشعار العرب

لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني 390 – 456 هـ

هذا كتاب صفحاته مائة وست ولكنه يحوي طائفة طريفة من مفارقات الشعر وموافقاته وسرقاته وتوارداته وما يستحسن من بعضها وما يستقبح من البعض الآخر. ولضيق المجال فسأختار طائفة دون ما يتعلق بما له عليها من تعليق.

1- لأبي الحسن علي بن القسم اللَّواتي في رثاء المعز بن باديس والمقصود آخر بيتين :
ألم ترهم كيف استقلوا به ضحى
..............إلى كنفٍ من رحمة الله واسعِ
أمام خميس ماج في البر بحره
...............يسير كمتن اللجة المتدافع
إذا ضربت فيه الطبول تتابعت
...........به عَذََبٌ يحكي ارتعاد الأصابع
تجاوب نوحٌ بات يندب شجوه
...........وأيدي ثكالى فوجئت بالأصابع

لعبد الكريم بن إبراهيم النهشلي في وصف اندفاع ماء بجدول

قد صاغ فيه الغمام أدمعَه
..........دُرّاً وروّاه جدولٌ غمْر
تجيش فيه كأنما رعشت
.............إليك منه أناملٌ عشْرُ

لعبد الله بن المعتز في صفة جدول:

كفيلٌ لأشجارها بالحياةِ
.................إذا ما جرى خلته يرتعشْ


ولامرئ القيس في البرق:

أصاح ترى برقاً أريك وميضه
...............كلمع اليدين في حبيٍّ مكلّلِ

عبد الله بن عباس الربيعي في البرق:

كأن تقلبه في السما
.................يدا كانبٍ أو يدا حاسبِ

ولابن المعتز يصف فرسا:

وله أربعٌ تريك إذا همــ
..............ــلجَ منه أناملَ الحُسّابِ

وقال أبو نخيلة:
والشمس كالمرآة في كفّ الأشل

ولأبي الشيص (ت811هـ) في صفة الحباب

فواقع تحكي ارتعاش البنان

ولأبي نواس:

أو كقرن الشمس تنشقّ منه
.........شُعَبٌ مثلَ انفراجِ البنانِ

وللحسن بن أحمد المغلّس يذكر الشموع:

كأنّ الشموع وقد أطلعت
.............من النار في كلّ رمحٍ سنانا
أنامل أعدائك الخائفينَ
................تضرّعُ تطلب منك الأمانا

ولابن المعتز في وصف لسان حية:

ينسل منها لسان تستغيث به
...............كما تعوّذ بالسبّابة الفَرِقُ

ولأبي علي بن رشيق مؤلف الكتاب في صفة نوع من أصابع الأترجّ (الكبّاد من جنس الليمون)
ما حمَلت عرائس الجنانِ
..............أحسن من أترجّة الريّانِ
لبعضه فوق ذرى الأغصانِ
.................إشارة التسليم بالبنان

وللسبري بن أحمد الكندي
والبرق يومض بينها
...........إيماض حالية الأناملْ

ولأبي علي بن رشيق مؤلف الكتاب في صفة أترجّة على هيئة كف:
أترجّةٌ سبطةُ الأطراف ناعمةٌ

............تزهو بلونٍ بديعٍ غير منحوسِ
كأنما بسطت كفّاً لخالقها
............تدعو بطول ِ بقاءٍ لابن باديسِ
وله أيضا
وكأنّما راياته......مشهورةً يوم اقتحامهْ
أيدٍ تشير إلى العدوّبــسلمه أو بانتقامهْ

---------------
ومن لطيف المعاني قول أبي إسحق الصابي في صفة مدخنة

تحرّق فيه الندَّ بدءاً وعودةً
.................فتأخذه جسماً وتبعثه روحا

لطّف معنى قول أبي نواس
فاستلّها من فم الإبريق فانبعثت
..........مثل اللسان جرى واستمسك الجسدُ
وأشار إلى قول النظّام:
(ما زلت آخذ روح الدّنّ في لطَفِ)
ويقرب منه قول ابن المعتز:
لما وجاها بدت صفراء صافيةً
........كأنّما قُدّ سَيرٌ من أديم ذهبْ
وقال إبن سكّرة (أو غيره)
ثم وجاها بشبا مِبزلٍ
..........فاستلّ منها وتراً مُذْهبا

(وجها : أي وجأها ضربها فثقبها)
وضحكت عندما أوحى لي البيت الأخير بعلبة زيت السيارة عندما يثقبها مغير الزيت بالمفك 

وإن كان ابن المعتز قد قال قبله:

ومدامةٍ يكسو الزجاجَ شعاعُها
................كالخيط من ذهبٍ إذا ما استلّتِ
الرد مع إقتباس