عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 20-07-2004, 03:49 PM
عنترنيت عنترنيت غير متصل
كاتب ساخر
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: جدة
المشاركات: 192
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي هادم الذات

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى
{تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏،‏ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}

إنكم لم تُخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى

واعملوا رحمكم الله أن الإنسان قد انطلق في رحلته في هذه الحياة منذ لحظة الولادة إلى لحظات الموت وفي كل دقيقة يبتعد عن نقطة البداية ويقترب من هدفه وغايته وهؤلاء هم أبناء الدنيا وصنف آخر جعلوا الآخرة هدفهم وغايتهم وتعاملوا مع الدنيا كوسيلة للآخرة فأخذوا ما يعينهم على الفوز بالآخرة، وتركوا ما يعيقهم عن ذلك.
وعلى الإنسان الذي ابتلي بقسوة قلب فهو لا يكاد يذكر الموت حتى وإن رأى الجنائز تتراء أمامه ‏ عليه أن يصطنع تذكر الموت‏ وهذا ما فعلتة في موضوعي هذا عليه أن يفعل كما فعل عمر‏ كان قد نقش على خاتمه هذه الكلمات: (كفى بالموت واعظاً ياعمر)‏.‏ ويحك ألا تذكر أنك رأيت إنساناً وقع في سياق الموت‏؟‏ ألا تذكر أنك رأيت قريباً صديقاً حبيباً أياً كان لك كان يتباهى بعافيته وقوته وسلطانه‏ كان يتباهى بغناه‏ كان يتباهى بقدراته‏ بحنكته بذكائه ثم نظرتَ وإذا هو ممتد على فراش الموت‏ وإذا بعينيه عالقتان في الأعلى‏ وإذا بملك الموت يستلب روحه من جسده شيئاً فشيئاً‏؟‏
ألم تقف أمام هذا المنظر يوماً ما‏؟‏
ألم تقل لك نفسك إنك ستمتد على الفراش ذاته‏؟‏
ولكن لا تعلم متى‏ ستقابل مَلَك الموت وكيف ستكون نهايتك أجل ستجد ملك الموت بعينيك هاتين‏ في حين أن أهلك لا يبصرونه
{وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}
لا يحيد الإنسان في دنياه عن شيء كما يحيد عن الموت‏ عندما يُهرع إلى الأطباء‏ عندما يأوي إلى أكنانه‏ عندما يأكل الطيب من طعامه‏ عندما يفعل كل ما يستطيع أن يفعله من أجل أن يتوقى عادية الموت‏
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}
من طاب للموت طاب له الموت فجعل يشتاق إلى لقاء ربه لاستعداده لذلك وتوقعه لما هنالك والشقي من اجتمعت عليه الحسرتان وتطابقت عليه الشدتان واستبان له الخسران وواجه مغبة التسويف والمماطلة والنسيان.
كان يتباهى بقدراته‏ بحنكته بذكائه ثم نظرتَ وإذا هو ممتد على فراش الموت‏ وإذا بعينيه عالقتان لهذا علينا أن نكثر من ذكر هادم الذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات ومؤيم الأزواج والزوجات ومنغص العيشات وعلينا أن نستعد له بتجديد التوبات والحرص على الطاعات والبعد عن المحرمات والاستعداد للممات والحذر من اجتماع الحسرات والانغماس في الشهوات واغتنام الفرص والاستفادة من الأوقات.
أخي الكريم أحذر الغفلة وطول الأمل وحب الدنيا وكراهية الموت فهذه أدواء مضلة وأمراض مذلة وأماني مخلة.

وأخيراً أقول كفى بالقرآن مذكراً وبالرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ومنذراً وبالموت واعظاً وبالدهر مفرقاً
اللهم اجعلنا ممن يخشاك في السر والنجوى وممن يتقيك حق التقوى وممن ختمتَ له بالحسنى وجعلتَ عاقبته الفردوس الأعلى

واستغفر الله العظيم
__________________

مـلل أخبـار حسّـادي أحـد صـادق واحـد كـذاب
و أحـد مـا طـال تـجـريـحي و أحـد عـايش لزلاتـي
أنـا مـا زادنـي شعـري ولا زادتـنـي الألـقـاب
تجـي دنيـاي أو تدبـر عـزيـز فـي كـل حـالاتـي