[landles]

أستاذي كيمكام
لا أشك في أصالتك ووطنيتك وعروبتك، الأمر الذي جعلني أحاورك، وعليه أستاذي المحترم
أنت على قدر كاف من الثقافة والمعرفة لتخوض في أمور السياسة والمجتمع ولا أظن أحسن وزير ثقافة عربي أكثر فهما مني ومنك.. بل هم عادة من أشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين. وجهة نظرك كمواطن عربي عندي أغلى وأثمن من لحية أكبر رئيس أو ملك أو أمير عربي.. كما ولا أريد أن يفهم من قولي أعلاه في المداخلة السابقة تحامل أو مجافاة للحقيقة. وبالفعل أخي الحبيب أنا سعيد جدا بمخاطبتك لي بعبارة (أخ) كوني ما وجدت من أغلبية أخواني العرب المسامين غير الشتم لمجرد تصريحي بأني غير مسلم. فهل يرضيك أن أكذب عليك وأقول بأني مسلم لتلق علي التحية؟
المهم،،،،

لم تجبني بصراحة عن مصيري في الدولة الإسلامية الموحدة، فأنا الآن أدفع ضريبة الدم جنبا لجنب معك وتدوس على عظامي الدبابة الصهيونية وتختلط بعظامك،،، فهل يعقل أن تكون نتيجة التحرير أن تفرض علي الجزية وتمنعني من العمل في القوات المسلحة؟
لا أدري صحة المقولة أن القائد العربي ورجل الدولة والسياسي المعروف عمر بن الخطاب رفع الجزية عن الغساسنة والمناذرة الذين أرتأوا البقاء على عقيدة الأجداد. وإن لم تصح الرواية فعمر لم يهدم كنيسة ولم يستبدلها بمسجد،،، أقول هذا مؤكدا بأن اشعال النعرات الطائفية جريمة يتحمل وزرها المثقفون العرب،،،،، إذ لا ألوم الجاهلين منا،،،
أما تعاطفك الذي لم يرق لي أيضا وألومك كمثقف عربي مع تواجد القوات الأمريكية على أرض الجزيرة العربية وتنفي بثقة وجود إسرائيليين في قوام الحشود العسكرية الأمريكية-البريطانية.. أطلب منك مراجعة المنطق العقلي والحدس ومن ثم ضميرك وليس مراجعة الإعلام. إسرائيل موجودة في قلب كل العواصم العربية فلماذا يتشبه المثقف العربي بالنعامة إن لم يكن نعامة،،،،‍!
لسني مع كل ما يقال في قناة الجزيرة،،، لكنها ولا شك أكثر وسيلة إعلام عربية تحكي الحقيقة،،، وطبعا هي لا تروق لأي نظام.. ولسني بصدد عمالتها أو لا الآن.



في الحقيقة لم يسبق لي زيارة المملكة قط، ولم أزر أي بلد عربي منذ قرابة عقدين،،، كما وأشكرك من أعماق القلب على توجيه الدعوة لزيارة القسم الآخر من وطني والتي فتقت جروحا لم تندمل. دعوة عزيزة رغم أنها لم تفاجئني بأصالتها. فأنا من غسان ولي أخوة هناك.
أما عن دفاعك عما في المملكة فوفره لغيري،، فأنا معني بالدفاع مثلك أيضا، ولكن عن أهلي في نجد والحجاز وليس عن أي جلاد عربي سواء طالت لحته أو قصرت. ولكن حقوق الإنسان مهدورة، بل ولا قيمة لها في هذا الجزء العزيز من وطننا، لدرجة أن الأمير الطائش يستل مسدسه ويقتل أمام المارة شابا تجاوز بسيارته عربة الأمير العربيد،،،! هذا الذي أرفضه وأفضحه وسأفضحه وسأعارضه وإن تستر خلف الدين فلا دين يستره،،،!

أما بخصوص تطبيق الشريعة القسري على مسيحيي السودان فلا يختلف عليه أثنان، بل وهناك نظام قنانة وشراء العبيد في جوبا وجبال النوبا وعشائر غرب السودان وتتستر عليه حكومة البشير تحت ستار الدين،، وأنا متأكد أن الدين براء من هذا وهم عالة على الدين،،، أي دين.
منعا للإطالة أتوقف حتى هنا وأكرر عبارة أحد كتاب الخيمة في مقالة جد أعجبتني: تحية لحذاء الأم الفلسطينية التي تقذف الحجارة في وجه الغزاة ، ذلك الحذاء العتيق الممزق الذي يعلو ويزيد شرفا وكرامة هام أكبر حاكم عربي ساقط ..
ولنا عودة.