[أحمد ياسين]

نعيق الغربان
لا تستغرب أيها الزائر ويا أيها العضو فعنوان الموضوع ليس للهزل أو للمزاح
إنما هو حال وواقع تعيشه الأمة
وبعد حين نسعى لشرح هذا الشبه الذي يكاد ينطق
انه حال بعض الأصوات التي علا نعيقها وكأنها غربان سوداء تحلق في سماء والجيف من تحتها والناس يتضرعون لفقد عزيز أو قريب تكاد تنهشه النسور والذئاب المفترسة
إن الغربان معروفة ولها أصوات غليظة تشبه إلى حد بعيد بعض الأصوات من بني الإنسان الذين ينطقون
وكان بأفواههم الحجر
لا يستطيع أن يفقهها أو يفهمها إلا من هو متخصص في علم اللغات فيعرف لغة الطير من الحيوانات
ويميزها عن باقي الكائنات
إن الغراب مهما حلق ومهما استعمل تقنيات الطيران في التحليق لا يستطيع أن يمشي مشي الحجلة
لان خطواته معروفة ومدروسة ولن يستطيع بأي حال من الأحوال
أن يخادع أهل المهارة من الصيادين
بل يعافونه ويتحاشون صيده لأنه لا يصلح لأي مؤدبة
بل يتحاشونه لان هناك ماهو أهم منه في الصيد
فقط
هناك علامة لا يعرفها إلا قليل من الناس
وهي انه كلما كثر نعيق الغربان فهناك دلالات على أن هناك شيء ما يدبر فوق الأرض
فإما أفعى تريد أن تتلقف الصغار في عشها أو هناك ثعلب أو ذئب يكشر على أنيابه للبدء
في وجبته المعتادة في المكر بالانقضاض
وهناك أشياء لا يعرفها إلا أهل الخبرة من المتمرسين في الصيد
أو الذين يعرفون الوقت ليس بالساعة الاعتيادية
إنما من خلال الظل وقياسه والهلال بظهوره وغيابه
والشمس بشروقها وغروبها
والفجر بطلوعه وانقشاعه

أيها السادة الأحبة
إن الغربان الناعقة كثر هذه الأيام نعيقها فهناك شيئا ما يحضر
فاعتبروا يا أولي الأبصار
احذروا من الأفاعي وسمومها وهيئوا أنفسكم لتفويت الفرص عليها واحفظوا الأوقات التي تأتي فيها لتتعلموا شيئا
أعطاه الله لكم وحكمة إلهية تجري على الأرض من خلال نعيق الغربان والأماكن التي تتواجد فيها