عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 03-03-2004, 10:23 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
Thumbs up ما شاء الله يا أختي اليمامة.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أختي اليمامة،مواضيعك كلها جميلة،وما شاء الله هذا الموضوع أجمل،أختي إن سمحت لي أن أقول ما عندي،فبسم الله أبدأ:

أقول لك إن شاء الله معنى السعادة بالنسبة لي بصراحة،سعادتي هي علمي أولا وقبل كل شيء بأن الله راض عني ويحبني،ووالله الذي لا إله إلا هو أقول لك هذا بتجربة مررت منها،والله يا أختاه عندما تشعر بأنك قريبة من الله تغمرك سعادة لا يمكنك وصفها ولو كان لسانك لسان أديب وشاعر وليس فقط ذلك،بل ولو كنت أحسن الشعراء والأدباء لعجز لسانك عن وصفها،يا لسعادتنا عندما تفكر في شيء،فقط تفكر فيه وتتمناه،وبعد قليل أو أيام أو حتى لحظات تحصل عليه،فتقول سبحان الله قد تمنيته وهاهو الآن أحصل عليه،فتعرف أن الله معك ويحبك،أو عندما تخلو بربك في الليل قائما بين يديه،فتبكي،نعم والله تبكي لا تضحك،تبكي،خشية،لكن أيضا تبكي شوقا وحبا،تبكي وتبكي،يغمر قلبك شيء يجعله كأنه سوف يطير والله،وعندما تنتهي تقول،والله بكيت،لكن لست حزينة،بل كان جميلا،والأعظم من كل هذا،سعادتك العظمى،هي عندما يطمئن الله قلبك و يجعلك تعرف أنه يحبك،والله صحيح،يجعلك تعرف ذلك،ولله الحمد،هذه هي السعادة بحق،ووالله الذي لا إله إلا هو،اليأس و الحزن هو عندما تبدأ تفرط في عبادة الله بسبب شهوات فانية،فتشعر بنفسك أنك تبتعد من ربك العظيم،فعندها يبدأ الشك والحزن وعدم الثقة بالنفس،وكل ما تريد،فتبدأ تبحث مرة أخرى عن سعادتك مع الله،سعادة جميلة وعظيمة والله،تصور أنك والله الذي لا إله إلا هو تجعلك تلك السعادة تضحك مع الله،والله لست أكذب،والله صحيح،نعم،تضحك مع الله،والله هذه هي السعادة صحيح،تعيش حياتك كل يوم وأنت تتساءل هل الله يحبك وراض عنك أم لا،يا رب اجعلنا من المحبين العاشقين لك يا الله واجعلنا من المحبين العاشقين لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يا الله،وأحبنا يا الله وارض عنا،اللهم أسسعد أيامنا بك يا رب العالمين وبحبك لنا.

طبعا يا أختي،سعادتي أيضا تكمن في أشياء دنيوية،فما أنا إلا إنسان،لذلك أقول لك،أن سعادتي بإذن الله تكمن أيضا في سعادة من أحب،أن أرى من أحب سعداء تلك هي سعادتي،أن أراهم بصحة وعافية و سعادة،ولله الحمد،تلك هي الدنيا وما فيها بالنسبة لي،طبعا أتمنى أن أكون أنا أيضا سعيدة في حياتي فيما يرضي الله تعالى،أن أنام بالليل وأنا أعلم بإذن الله أنني لم أظلم أحدا في الصباح ولم أعتد على أحد وأني قد فعلت ما بجهدي لأقدم شيئا في حياتي،سواء دراسة أو عمل أو خدمة أو أي شيء،يعني أن أشعر أني اغتنمت الوقت في فعل شيء دون أن أندم أنني ضيعت الوقت،فهذه سعادتي أيضا،سعادتي أن أعاتب نفسي على ما فعلته قبيحا قبل أن أنام سعادة مهمة بالنسبة لي،فعلى الأقل إن لم أفعل شيئا أندم عليه،هذا شيء مهم بالنسبة لي،فكم من إنسان وللأسف لم تبقى عنده نفس تعاتبه،سعادتي،أن أشعر بفضل الله ورحمته أنني لست قاسية،أحزن لحزن الناس،وليس فقط لحزني،رغم أن ذلك أحيانا قاسي بالنسبة لي،لكن أحمد الله على ذلك،سعادتي أن أرى أشياء جميلة...لكن في الأخير،أقول لك يا أختاه،أننا مهما سعدنا فلن نصل إلى السعادة الكاملة والحقيقية،وكيف لنا أن نصل إليها و نحن لا نعرف خاتمتنا؟ كم من إنسان يظن أنه وصل إلى قمة السعادة،في حين لم يصل حتى إلى منتصفها،وكم من شخص يعتقد أنه غير سعيد في حين تنتظره السعادة وهو لا يعلم،وكم من شخص يبحث عن السعادة لكن للأسف لا يعثر عليها أبدا،يعني مهما قلنا واعتقدنا فلن نصل إلى السعادة الكاملة حتى نرى خاتمتنا،فما الحياة الدنيوية إلا كجسر نمر منه لنصل إلى الحياة الخالدة والحقيقية،تلك الحياة التي فيها ستجد حقا إما السعادة الكاملة أو الحزن والعذاب الدائم،لذلك أقول أن سعادتنا الحقيقية لن نصل إليها أبدا مادمنا بالحياة.هذا هو تفكيري البسيط.

اللهم إنا نعوذ بك من قسوة القلب وغفلته،اللهم نور قلوبنا بك وأشغل فكرنا بك يا الله،وارزقنا بزهد سيدنا علي بن أبي طالب يا رب العالمين،والصلاة والسلام على من لانبي بعده،حبيبنا وشفيعنا محمد بن عبد الله،عليه أفضل وأزكى صلوات الله مادامت السماوات والأراضين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.