عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 15-08-2007, 08:51 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي تقرير: طالبان تجني فوائد الاختطاف‏.. أحرجت أمريكا وانتزعت اعترافا بوجودها



تقرير: طالبان تجني فوائد الاختطاف‏.. أحرجت أمريكا وانتزعت اعترافا بوجودها


الأهرام / جاءت إدارة حركة طالبان الأفغانية لأزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين لتمثل لطمة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأفغانية‏,‏ وتؤكد أن الحركة‏-‏ بعد ست سنوات من سقوطها‏-‏ مازالت تمثل قوة حقيقية في أفغانستان‏,‏ وتتمتع بتنظيم جيد جعلها تحقق مكاسب سياسية عديدة من هذه الأزمة‏,‏ دفعتها إلي تمديد ثلاث مهل للحكومتين الأفغانية والكورية الجنوبية لتحقيق مطالبها‏,‏ قبل إعلانها أنها لن تقتل أيا من الرهائن قبل التفاوض المباشر الجاري حاليا مع الوفد الكوري الجنوبي‏.‏
الأزمة تفجرت باختطاف حركة طالبان ثلاثة وعشرين كوريا جنوبيا بينهم ثمانية عشر امرأة في التاسع عشر من شهر يوليو الماضي‏,‏ وطالبت الحركة الحكومة الأفغانية بالإفراج عن سجنائها مقابل إطلاق سراح الرهائن‏,‏ لكن هذه المطالب قوبلت كالعادة برفض الرئيس حامد كرزاي والحكومة الأفغانية‏,‏ خصوصا بعد الجدل الذي أثارته عملية الإفراج عن الصحفي الإيطالي دانييلي ماسترو جاكومو في مارس الماضي‏,‏ وتأكد الرفض الأفغاني علي تحقيق مطالب الحركة بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الأمريكي جورج بوش والأفغاني حامد كرزاي أخيرا في كامب ديفيد‏,‏ الذي اتفق خلاله الرئيسان علي أنه لن يكون هناك أي تنازل مع طالبان بشأن أزمة الرهائن‏,‏ وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جوردون جوندور إن بلاده تعمل قدر المستطاع مع الحكومتين الأفغانية والكورية الجنوبية لتسريع عملية الإفراج عن الرهائن‏,‏ موضحا أن أي تنازل من قبل كابل سيشجع طالبان علي المضي في عمليات الخطف‏.‏
الحركة الأفغانية أدارت الأزمة الحالية للرهائن الكوريين الجنوبيين بطريقة تؤكد رغبتها في تحقيق أقصي استفادة‏,‏ وهو ما دفعها إلي تمديد أكثر من مهلة‏,‏ ورغم قتلها اثنين من الرهائن في بداية احتجازهم‏,‏ إلا أنها عادت وأعلنت أنها لن تقتل الآخرين قبل إجراء المحادثات المباشرة مع الوفد الكوري الجنوبي الذي ذهب إلي أفغانستان لهذه الغاية‏,‏ كما سربت الحركة عن طريق أحد الرهائن‏-‏ الذي اتصلت به الخارجية الكورية‏-‏ أنها قامت بتقسيم المختطفين إلي مجموعات صغيرة في مناطق متفرقة‏,‏ ويعني ذلك فشل أية محاولة لتحرير الرهائن باستخدام القوة‏,‏ وهو ما دفع الكوريين إلي مطالبة القوات الأمريكية والحكومة الأفغانية بعدم القيام بأية عملية عسكرية قد تودي بحياة الرهائن‏.‏
وعلي الرغم من الرفض الأمريكي الأفغاني للتفاوض مع حركة طالبان وتنفيذ مطالبها‏,‏ فإن الحركة حققت عددا من المكاسب السياسية من أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين‏,‏ منها أن الحركة عادت بقوة إلي واجهة الإعلام العالمي وأكدت أنها تتمتع بالقوة العسكرية علي الأرض وأنها ليست مجرد مجموعة من الفلول كما تصورهم الإدارة الأمريكية‏,‏ خصوصا مع ارتفاع عدد الرهائن هذه المرة‏,‏ وهو ما يعني فشل أمريكا ودول التحالف المشاركة لها في حربها بأفغانستان في حسم المعركة لصالحها بعد مرور ست سنوات كاملة علي إسقاط الحركة‏,‏ ومن شأن ذلك تأليب الرأي العام الداخلي في تلك الدول وزيادة مساحة المطالبة بسحب القوات من معركة خاسرة ولا نهاية لها‏.‏
ولعل الهدف الأهم الذي حققته طالبان من أزمة الرهائن الكوريين كان انتزاعها الاعتراف بوجودها‏,‏ حيث سعت حكومة كوريا الجنوبية‏-‏ تحت ضغط من الرأي العام الداخلي‏-‏ إلي إجراء محادثات مباشرة مع ممثلين عن الحركة‏,‏ ومن جانبها حاولت طالبان استثمار ذلك الاعتراف بطلبها أن تقدم الأمم المتحدة ضمانات لحفظ سلامة أعضاء وفدها‏,‏ وبالتالي يكون هناك اعتراف ضمني من المنظمة الدولية أيضا بوجود الحركة كقوة علي الساحة السياسية الأفغانية‏,‏ ويمثل ذلك صفعة قوية للإدارة الأمريكية والحكومة الأفغانية خصوصا أنهما تعارضان بشكل دائم إجراء محادثات مع الحركة الأفغانية تمنحها مكاسب سياسية‏.‏
وفي محاولتها لإثبات حسن النيات تجاه حركة طالبان قبل التفاوض المباشر معها أمرت كوريا الجنوبية منظمات الإغاثة التابعة لها بمغادرة أفغانستان في نهاية أغسطس الحالي‏,‏ كما سبق وحظرت علي مواطنيها السفر إلي أفغانستان بعد عملية الاختطاف‏,‏ ومن المتوقع أن تطلب الحركة الأفغانية من الحكومة الكورية الجنوبية سحب قواتها من أفغانستان‏,‏ خصوصا مع تصريحات الكوريين بأنهم لا يملكون تحقيق مطالب الحركة بتحرير سجنائها لدي الحكومة الأفغانية‏,‏ وفي حال نجحت الحركة في انتزاع وعد من الكوريين بسحب قواتهم تكون قد حققت هدفا مهما ومطلبا أساسيا ودائما لديها بعزل القوات الأمريكية وكسر التحالف الدولي ضدها‏.‏
أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين تعزز أيضا الطرح بأن حركة طالبان أصبحت تتمتع بدعم كبير من المواطنين الأفغان‏,‏ نتيجة للعداء بينهم وبين القوات الأجنبية نتيجة لقصف تلك القوات الدائم للمدنيين وسقوط المئات منهم بين قتيل وجريح‏,‏ كما أكدت الأزمة محدودية وفقر المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدي القوات الأجنبية عن الحركة والمواقع التي تتحصن بها‏,‏ رغم التنازلات التي تقدمها هذه القوات لكل من يمدها بالمعلومات ومنها السماح له بزراعة المخدرات‏,‏ حيث إن تلك القوات لم تتعرف علي موقع واحد لاحتجاز أي من الرهائن المقسمين والموزعين علي أكثر من مكان‏,‏ وبالتالي فمن المرجح أن تظل حرب الاستنزاف القائمة بين حركة طالبان من جهة وبين القوات الأجنبية والحكومة الأفغانية من جهة أخري قائمة لفترة طويلة قادمة‏.‏