أخ ابن شهران أعتذر لعدم الرد في المدة الأخيرة
لقد أعدت قراءة موضوعك الذي طرحت فيه أفكارك حول إيجاد الحلول للوضعية الحالية التي تمر بها الأقطار العربية.... إننا لا نختلف في حتمية التغيير و لكن ربما كان الإختلاف الجوهري في آلية التغيير و أهدافه...
لا يختلف ذوا لب في أن الأمور في البلاد العربية بلغت درجة من التعفن و الفساد و الظلم ما لم تبلغه في أي أمم أخرى و سنمر سريعا على أسباب التخلف التي يحصرها الكثير في طغيان الحكام و استبدادهم...و هذا صحيح إلى أبعد الحدود ولكن لا ينمو العفن و يتكاثر إلا في البيئة الملائمة، و بعبارة أخرى فإن الشعوب لها الدور الأكبر في التخلف المادي و المعرفي الذي تعيشه أضف إليه التسلط و الإستبداد و الغياب التام للوعي.
و سأعطي أمثلة عن غياب الوعي عند الشعوب العربية مقارنة بالشعوب الأخرى.
في ألمانيا و في الولايات المتحدة يعتبر التهرب الضريبي ليس جريمة يعاقب عليها القانون فقط و إنما عار و دمار لذلك الشخص لأنه سيصبح منبوذا من طرف الجميع...لماذا؟
لأنه بالإضافة إلى جرم السرقة قام بالتحايل على مواطنيه...إذ أن الناس هناك بلغت درجة من الوعي تجعلهم يفكرون بالطريقة التالية:
الرصيف الذي تمشي عليه أنت يا من تتهرب من الضرائب، أنا ساهمت في بنائه بأموالي و أنت لا.
المدرسة التي تبعث أطفالك للتعلم فيها أنا ساهمت في بنائها بأموالي و أنت لا.
و النتيجة؟؟؟...
هؤلاء الناس ليسوا مستعدين للتفريط في حقوقهم أبدا.
و بالمقابل فإنهم يقومون بواجباتهم على أكمل وجه و سأعطي مثالا من أرض الواقع:
في فرنسا يتخلى أكثر من 60 % من رؤساء البلديات عن عهدتهم الثانية لأن حجم المسؤولية أكبر من أن يتحمل و قد وصل بأحد المواطنين هناك أن يقاضي رئيس البلدية لأن إشارة المرور كانت بعيدة بعض الشيء عن المكان الذي دهمت فيه ابنته من طرف سيارة مسرعة.....و أغرب من هذا أن رئيس البلدية يصرح للتلفزيون بأنه لم و لن ينام هنيئا حتى يصدر الحكم من طرف القضاء؟؟؟؟ !!!
في المرة القادمة سأتحدث عن آلية التغيير و أهدافه و هنا سيظهر الاختلاف الذي آمل أن لا يفسد للود قضية
|