عرض مشاركة مفردة
  #108  
قديم 09-03-2006, 11:21 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي حذو القذة بالقذّة

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عاب الله سبحانه وتعالى على يهود والنصارى اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم مشرّعين من دون الله، ونَعتهم بالشرك في قوله تعالى

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(التوبة : 31)
..

جاء عدي بن حاتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم - و كان قد دان بالنصرانية قبل الإسلام - فلما سمع النبي يقرأ هذه الآية قال : يا رسول الله إنهم لم يعبدوهم ، فقال "بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم" ، وفي رواية أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال

أما أنهم لم يكونوا يعبدونهم و لكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئا استحلّوه ، و إذا حرّموا عليهم شيئا حرّموه

(رواه أحمد والترمذي وابن جرير : وحسّنه الألباني في غاية المرام)

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره
وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير

{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}
إنهم اتبعوهم فيما حلّلوا وحرموا
..

وقال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا
كتاب الله وراء ظهورهم ، ولهذا قال تعالى
{وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا}
أي الذي إذا حرّم الشيء فهو الحرام وما حلّله فهو الحلال ، وما شرعه اتّبع ، وما حكم به نفذ " لا إله إلا هو ولا رب سواه
(انظر تفسير ابن كثير لهذه الآية)
..

فتحليل الحلال وتحريم الحرام وتشريع الشرائع والأمر بالأوامر والنهي عن النواهي كلها من خصائص الله سبحانه وتعالى ، ومن تبع في شيء من هذا غير الله فهو عابد له متخذا منه شريكاً لله ، فهو مشرك بالواحد الأحد جل في علاه
..

لقد احتكر رهبان النصارى – لقرون كثيرة – حق تفسير الإنجيل : فلا يجوز للعامي أو المثقف النصراني أن يفسّر الآيات الواضحات في كتابه إلا وفق ما يراه أرباب الكنيسة ، ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم اتخذوهم أرباباً من دون الله ، فالآيات واضحة بيّنة في كتابهم ، ومع ذلك لا يعملون بها إلا إذا أقرهم على العمل بها هؤلاء الرهبان ، وكذا حال يهود مع كتابهم
..

وها هي نبوءة نبينا صلى الله
عليه وسلم تتحقق في هذه الأمة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم
لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة
بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
قالوا
[الصحابة]
يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟
قال :
فمن
!!
(صححه ابن تيمية في الفتاوى الكبري) ..

ليس كل الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى ، بل في الأمة الكثير من أهل الخير ، منها الطائفة التي ما زالت منصورة بفضل الله ومنّته ، وعلى رأس هؤلاء : المجاهدين ، والعلماء العاملين الربانيين ، والمنفقين على الجهاد والذابين عن أعراض المجاهدين ، ومنهم من عوام المسلمين ومن العباد والزهاد خلق كثير متفرقين في بلاد الإسلام
..

أما النكرات المشابهين لأوليائهم النصارى واليهود فقد جاء وصفهم دقيقاً على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم : ففي لفظ عند أحمد "ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم – أهل الكتاب

حذو القذة بالقذة
(حسنه الألباني في الصحيحة لشواهده)
فهم إذاً : شرار هذه الأمة
..

لقد عبد شرارُ هذه الأمة الحكامَ من دون الله واستنوا فيهم سنة النصارى "فولي الأمر"
له الحكم يتصرف فيه كيف شاء ، وله أموال الدولة يتصرف فيها كيف شاء ، ويحكم بما شاء من تحليل للربا والزنا والخمر والميسر ، ويوالي من شاء ، ويعادي من شاء ، ويقتل من المسلمين من شاء ، ويحمي من شاء من الكفار ويمكن من شاء منهم رقاب المسلمين وأعراضهم ، فكان شعارهم "دعوا ما لقيصر لقيصر"
!!
بل إنهم فاقوا النصارى في هذا الشعار الذي أتى عند النصارى في المال فقط ، أما هؤلاء فكل شيء عندهم لقيصر !! إن لم تكن هذه هي العبادة فماذا تكون
!!

وعبد آخرون من شرار هذه الأمة بعض العلماءَ : فالآيات في القرآن واضحات بيّنات لا لبس فيها ولا غموض ، والأحاديث النبوية
(على صاحبها الصلاة والسلام)
بيّنة واضحة جلية ، وعمل الخلفاء الراشدين وإجماع سلف الأمة من علماء المسلمين ، كل هذا بيّن واضح جلي مشهور متداول ، ومع ذلك ينتظر كثير من الناس فتوى من رهبانهم وأحبارهم ليحلّوا لهم ما حرم الله ويحرّموا عليهم ما أحل الله ، فيُطيعونهم في مخالفة كلام الله الواضح الصريح المنزل من فوق سبع سموات بلسان عربي مبين يفهمه العامة والخاصة
!!

وقد اتفقت الكنيسة والدولة في التاريخ النصراني فكانت طامة كبرى وعظمى على النصرانية التي حرّف دينها الأباطرة بما يتناسب وأهوائهم وشهواتهم ، ووافقهم على ذلك رهبانهم الذين باعوا الآخرة بالدنيا : فحرّفوا كتاب الله ، وقلبوا التوحيد شركاً ، وأحلّوا ما حرّم الله ، وحرّموا ما أحل الله واتبعهم على ذلك عامة النصارى الذين حرّم الرهبان عليهم النظر في كتابهم وجعلوا تفسيره والنظر فيه حكراً عليهم وحدهم
!!


ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع إن شاء الله
__________________