عرض مشاركة مفردة
  #110  
قديم 09-03-2006, 11:40 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي حذو القذة بالقذّة

فانظر رحمك اللّه إلى هذا الوعيد الشديد والخزي العظيم والوبال الأليم لمن تخلف عن الجهاد وتقاعس عنه ، وإن كانت هذه الآية نزلت في أقوام بأعيانهم ، فإن فيها ترهيبا وتهديدا لمن فعل كفعلهم وتخلف عن الجهاد الواجب كتخلفهم ، وناهيك في ذلك فعلا شنيعا ووعيدا فظيعا ، ولا حول ولا قوة إلا باللّه

روى صاحب شفاء الصدور عن أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه ، أنه قال
:
الجهاد في الله باب من أبواب الجنة
ومن ترك الجهاد في سبيل الله ألبسه
اللّه الذلة وشمله البلاء ودُيّث
[ذُلّل]
بالصغار وسيم الخسف ومنع النَّصَفَ ، يعني : الانتصاف
..

قال اللّه تعالى
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
(التوبة : 24)
..
وأمر الله نافذ في المتخلفين والمخذّلين والمثبّطن لا محالة
..

زعم هؤلاء أنهم يدخلون الجنة باتباعهم لهؤلاء العلماء المتقاعسين المتخاذلين !! هكذا بدون جهاد ولا قتال ولا تضحيات من أجل الدين
!! هيهات هيهات
!!

عن ابن الخصاصية رضي الله عنه قال :
أتيت رسول الله لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله ، قال ، قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما : أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود [ما بين الثلاثة إلى العشرة] هن رسل [لبن] أهلي ، وحمولتهم ، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرني قتال : كرهت الموت ، وخشعت نفسي ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، ثم حركها ، ثم قال : "لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخل الجنة ؟" ، قال : ثم قلت يا رسول الله ! أبايعك ، فبايعني عليهن كلهن
(أخرجه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب السير)
..

إي والله : لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخلون الجنة
!!

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم
مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء
وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ
(البقرة : 214)

الله سبحانه وتعالى يقول لهم في كتابه
انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبة : 41)
وهم يقولون : بل خير لنا الجلوس والقعود : طاعة لعلمائنا
!!

جاء في تفسير
"خفافاً وثقالاً"
عن ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي صالح في قوله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" قال : الشيخ والشاب . ومثله عن الحسن . وعن قتادة قال : نشاطا وغير نشاط ..
وروى أيضا بسند صحيح عن منصور عن الحكم
:
"انفروا خفافا وثقالا"
قال : مشاغيل وغير مشاغيل
وقيل : الثقيل ، الذي له ضيعة يكره أن يدعها ، والخفيف الذي لا ضيعة له
..
قال ابن زيد : وقيل : الخفيف الشجاع والثقيل الجبان ، حكاه النقاش
..
قال الإمام القرطبي في تفسيره : والصحيح في معنى الآية ، أن الناس أمروا جملة أن ينفروا خفت عليهم الحركة أو ثقلت (انتهى) .. وهذا الكلام من المفسرين فيما إذا كان القتال فرض كفاية
!!

وانظر تعامل هؤلاء الجهال مع هذه النصوص ، وتعامل سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين
:

خرّج ابن جرير في تفسيره ، والحاكم وصحح إسناده : عن أبي راشد الحبراني قال : وافيت المقداد [ابن عمرو] رضي اللّه عنه جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة (بحمص) وقد فضل عنها من عظمه
(وهو) يريد الغزو
!!
فقلت : لقد أعذر الله إليك
!!
فقال [المقداد رضي الله عنه] : أبت عليّ سورة البعوث ، قال الله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" ، يعني سورة التوبة
..

وروى عن أبي العوام عن أبي أيوب رضي اللّه عنه أنه أقام عن الجهاد عاما واحدا ، فقرأ هذه الآية : "انفروا خفافا وثقالا" فغزا من عامه ، وقال : ما رأيت في هذه الآية من رخصة
..

قال الزهري خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه
فقيل له : إنك عليل ، فقال : أستغفر اللّه ، الخفيف والثقيل ، فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد ، وحفظت المتاع
..

وروى أن بعض الناس رأى في غزوات الشام رجلا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فقال له : يا عم : إن الله عذرك !! فقال : يا ابن أخي، قد أمرنا بالنفر خفافا وثقالا
(ذكره ابن جرير في تفسيره)

ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع إن شاء الله
__________________