عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-07-2006, 12:04 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي نظرات في ما يحدث في فلسطين ولبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرات في ما يحدث في فلسطين ولبنان


الحمد لله معز المؤمنين ومذل الكفار وفاضح المنافقين ، ثم الصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..

فإن العالم اليوم يشاهد على شاشات التلفاز ويقرأ في الجرائد والمجلات ما يحدث في فلسطين ولبنان : قصف وقتل ودمار وتشريد وتخريب وأموات وأشلاء وضحايا من الأطفال الصغار والنساء العجائز ، كل هذا يحدث أمام أعين الناس يرونه لحظة وقوعه دون أن يحرك ذلك فيهم ساكنا في سابقة تاريخية للبلادة الحسية يندى لها الجبين ، فترى المشاهد ينظر إلى القصف والقتل والدمار على الشاشة ثم يقلب القناة إلى أغنية أو مسرحية أو فيلما عربيا أو أجنبيا ليشاهده ، ثم يرجع إلى الحرب مرة أخرى ، ثم إلى مباراة لكرة القدم ، ثم يختم جلسته أمام الشاشة الفضية بقراءة شريط عرض الأخبار ليقوم بعدها لغدائه أو عشائه ، فينام – بعد أن ملأ وعاءه - قرير العين وكأنه يعيش في كوكب آخر !!

ليس الكلام هنا عن الشعب البرازيلي أو مواطني فنلندا ، وإنما هذا هو شأن كثير من أفراد الشعوب المسلمة المحيطة بفلسطين ولبنان ، تلك الفئات التي لها نشوة السكران دون شراب ، هذه الشعوب التي ماتت قلوبها وتبلدت أحاسيسها ، وإن كان بعضها يخرج في مظاهرات لتذر رماد تخاذلها في عينها وتكفّر – في نظرها – عن جبنها وخورها بصرخات وهتافات هي أعلم بحالها ، ولا يتخيل المرء حجم فرح أولمرت وبيريز وهم يشاهدون هؤلاء الصارخين المولولين المتوعدين من بعيد !!

أسابيع وغزة تُقصف ولم يجرؤ أحد على مجرد الإستنكار والشجب الذي كان من أعظم علامات التضليل !! أسابيع والشعوب الإسلامية لاهية في مصايفها ورحلاتها الأوروبية والآسيوية وكأنها أخذت إجازة من عقيدتها ودينها وروابطها الإسلامية !! أسابيع والناس يسمعون آهات الثكالى وأنات الأجنة في البطون وصراخ اليتامى ولا يكلف أحد نفسه عناء إيصال كسرة خبز للمسملين في فلسطين ، فالكثيرون مشغولون بالتوفير لتذاكر السفر والإقامات الفندقية ، فبعد الملاحم والمعارك الملتهبة في "كأس العالم" كان لا بد من استراحة المحارب !!

لو كان مثل "أولمرت" يُشكر لشكرته على قصف لبنان ، لم لا وقد أيقض بقصفه بعض أفراد الأمة من غفلتهم وجعلهم يعيشون الواقع لبضع ساعات !! كم من المسلمين توجهوا إلى لبنان لقضاء عطلاتهم !! كم شاب ذهب إلى لبنان للنظر في عورات النساء ولإتيان الزنا ولشرب المسكرات !! كم أنفق تجار لبنان والحكومة اللبنانية على الحفلات الغنائية الراقصة الماجنة !! لو كانت نصف هذه النفقات في تجهيز جيش لبناني فعال : لتغير الحال .. لقد أنقذهم أولمرت من أنفسهم وأوقف بعض الفساد في لبنان هذا العام (ولقد قرأت في هذا بيانا للشيخ "عبد الكريم بن صالح الحميد" شفى فيه وكفى فجزاه الله خيرا ، وأنصح الجميع بقراءة البيان) ..

عشرات الآلاف من شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم هربوا من لبنان بعد أول قذيفة يهودية ليقول أولمرت للعلماء والمربين في دول العالم الإسلامي "ذكوركم هربوا من مجنداتنا ، فخبتم وخابت تربيتكم" !! ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم " إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل" (أبو داود بإسناد جيد) ، فمن علّم هؤلاء الشباب الهروب ، من زرع في قلوب هؤلاء الشباب استبدال الذي هو أدنى (السياحة الماجنة) بالذي هو خير (السياحة الجهادية) !! حقا ، إن برامجنا التربوية ومناهجنا التعليمية تحتاج إلى مراجعة حقيقية ..

الكل اليوم ساكت !! الكل اليوم صامت ، ولا غرابة في هذا فقد أمرت ولية الأمر - وأمرها على الحكام نافذ - أن لا يتدخل أحد ولا يعقد أحد مؤتمر ولا يتكلم أحد بشجب ولا استنكار في سابقة غير مألوفة للحكام ، فخنس القوم وخنعوا سمعا وطاعة لخنفساء البيت الأسود !!

أصبحت الأمة اليوم في حيص بيص بعد أن سمعت كلام المتحدثين بإسم سفراء أمريكا في البلاد العربية ، فالمتحدث بإسم السفير الأمريكي في الرياض يقول بأن حزب الله غامر مغامرة غير محسوبة ، وكذا قال المتحدث بإسم السفارة الامريكية في القاهرة وفي عمان ، لم تعهد الأمة العربية أن تسمع مثل هذه التصريحات الصريحة ، فقد كانت السياسة القديمة هي الشجب والإستنكار والشعارات القومية والأخوة العربية وإعلان دعم المقاومة الشعبية وغيرها من الشعارات الوردية ، أما اليوم : فلا دعم ولا أخوة ولا عروبة ، بل إستنكار مقلوب قلَب الحسابات !!

هناك الكثير من المعطيات والأحداث التي ينبغي أن تُجمع بعضها مع بعض لفهم الموقف وإدراك أبعاده ، فهذه المواقف والتصريحات مكملة بعضها لبعض وليست مستقلة ، فهناك تداخلات وهناك مصالح مشتركة وهناك عداوات وخيانات وعمالات وعبودية وغيرها من الأمور التي لا بد أن توضع على الطاولة حتى يتسنى النظر للصورة كاملة ..

ولنلقي الضوء على بعض الأحداث والمعطيات ، مع مناقشة بعضها حتى يتسنى لنا فهم بعض الواقع :

1- لا شك أن أسر الجندي اليهودي لم يبدأ حرب غزة ، فالتخطيط اليهودي لدخول غزة كان بعد فشل كفار فلسطين (عباس وزبانيته) إحداث حرب داخلية لإسقاط حماس ، وهذا ما تناقلته وسائل الأنباء اليهودية ، ولا يصدق أحد أن يهودا يخسرون كل هذه الأموال في سبيل تحرير أسير ، بل كانت بداية هذه الهجمة منذ أن انسحب اليهود من غزة ليطوقوها من الخارج فيسهل عليهم قصفها (وقد كتبت عن هذا في حينه) ..

2- لما قصف اليهود غزة : لم نسمع شجب ولا استنكار ولا شيء من حكومات الدول العربية ، فعمتهم رايس أمرتهم بالسكوت ، وكان صمت القبور حتى اتت حادثة لبنان لتفرج عنهم قليلاً بعد أن تكلم شيراك وبعض رؤساء دول أوروبا في الأمر فصار لهؤلاء الحكام سلف لا تنكرهم رايس ..

3- لم يكن دخول وتدمير لبنان بسبب الأسيرين كما يقول يهود ومواليهم ، بل دخول لبنان هو مخطط صهيوني قديم يهدف إلى إحتلال لبنان ومصر والأردن والعراق وشمال جزيرة العرب (من النيل إلى الفرات) ، وهذه الحقيقة ينساها المسلمون بين الحين والآخر ، فتأتي تحليلاتهم مبنية على أوهام واحتمالات غير واقعة ، أما الهجمة الأخيرة على لبنان فقد خطط لها اليهود لأكثر من ستة أشهر (جاء ذلك على لسان بعض ساستهم) ..

4- من أهداف اليهود القريبة : إضعاف حزب الله عن طريق سحب بساطه الشعبي في لبنان ، وهذا لا يكون إلا إذا كره اللبنانيون ما جره عليهم "حزب الله" من حرب ودمار (وهذا ما زعمته يهود) ، ومن هنا أتى التصريح السعودي المدروس (وليس العشوائي كما يظن البعض) ، وذلك لتحقيق أهداف اليهود القريبة ..

__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة