عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 13-04-2001, 08:40 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

ولمستفسر أن يتساءل عن أهمية (التفكير الفردي) أو فلنقل المسؤولية الفردية في التفكير، حتى نتطرق إليها في قضية (الهجرة النبوية الشريفة) ودلالالتها، ولهذا نقول إن أول أسس الحضارة والعمران البشري أن يتحمل الفرد مسؤولية نفسه تفكيراً وتدبيراً ومسؤولية {وقفوهم إنهم مسؤولون} ثم يتعاون مع الجماعة في الإنماء والنماء (يد الله على الجماعة) بعد أن تتضح له معرفة الواجب والحق والحرام والحلال وسواها من القواعد والضوابط التي لا تقوم الحياة إلا بها.

والتفكير الفردي، أو قل: تحمل الفرد لمسؤولية التفكير والاختيار الحر، هو مفتاح الاجتهاد في الفقه، والإبداع في الصناعة، والابتكار في وسائل الزراعة، والنجاح في التجارة، والريادة في الاختراع، ذلك لأنه يحرر الفرد من عبودية (القطيع). وهي غير الالتزام بالجماعة والعمل الجماعي الذي دعا إليه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).

ولتأكيد هذا المعنى في التفاضل بين حرية الفرد في الاختيار والعبودية للسياق العام في بناء الحياة نقرأ النص التالي لـ(ديفيد لانديس) عن التفاضل بين الصين السبّاقة في ميدان الاختراع وأوروبا التلميذ النجيب الذي فاق في العصر الخير أساتذته في الأندلس والصين معاً، حيث يقول:

(اخترعت الصين البارود والورق والطباعة والبورسلين وأنظمة الري وزراعة الشاي وصناعة الحرير ما بين العامين 900 – 1200 ميلادية، لكنها عجزت عن تطوير واستثمار اختراعاتها التي أخذتها عنها أوروبا وركزت عليها ثورتها الصناعية ..... والفارق كان نظام السوق، حيث المبادرة كانت حرة في أوروبا ومقيدة في الصين التي حصرت التجارة والتعليم في يد الدولة).