عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 21-04-2001, 05:10 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

لم تتوقف نتائج حرية الفرد في التفكير على ميدان واحد من ميادين الحياة والإبداع، ولكنها انسحبت على كل ساحة فيها فائدة للإنسان، قبل الإسلام المحمدي وبعده.

فقبل رسالة النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) قام أفراد من العرب، من قريش وغيرها، بالبحث عن الحقيقة، وبعضهم أقام على الحنيفية السمحاء، حنيفية جدنا إبراهيم (عليه السلام) وأبرزهم ورقة بن نوفل، وقصته مع أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) عندما سألته عما يعتري النبي (صلى الله عليه وسلم) معروفة مشهورة.

جاء في (الخصائص الكبرى) وغيره، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنه) قادماً من حراء، فقال: (زملوني، زملوني) فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها خبر جبريل (عليه السلام) وما أمره به من القراءة، وقال: (لقد خشيت على نفسي)! فقالت: (كلا؛ والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).

ثم انطلقت به خديجة (رضي الله عنه) حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وكان أمرءاً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الانجيل بالعربية ما شاء الله ان يكتب، فقالت له خديجة (رضي الله عنه): (يا ابن عم؛ اسمع من ابن اخيك). فقال ورقة: ما ترى؟ فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما رآه.

فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومُك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أومخرجي هم)؟ قال: نعم؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومُك أنصرك نصراً مؤزراً.

ثم لم ينشب ورقة أن توفي.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]