عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 26-04-2001, 07:14 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أشكر الأخ بكري، وأتمنى على الاخوة المهتمين المشاركة في تعميق مفهومنا للتعدية (داخل إطار الوحدة الإسلامية) لما في ذلك من خير، إن شاء الله.
----------

والآيات الدافعة إلى التفكر والتدبر والتعقل كثيرة في الكتاب الكريم بحيث تُشعِر القارئ والسامع بخطورة هذا المر ووجوبه، حتى قيل (إن التفكير في الإسلام عبادة مأجورة)، منها قوله تعالى:

{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ: أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى، ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ/46]
يأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يحاجج الكافرين الزاعمين أنه (صلى الله عليه وسلم) مجنون، بالتفكر - أفراداً وجماعات - بعيداً عن الهوى والعصبية والأحكام المسبقة السائدة من خلال الفكر الجماعي الضاغط، فيسأل بعضهم بعضاً: هل بمحمد (صلى الله عليه وسلم) مسٌّ من جنون؟ وهو المعروف بينهم برجاحة العقل، والترفع عن السفاسف، والملجأ عند المهمات، كما وقع لهم في اختلافهم عند بناء الكعبة ونزولهم عند قوله في وضع الحجر الأسود مكانه، وهو المعروف بينهم بالصادق الأمين.

وقد خبروه وعرفوه عن كثب في الحل والترحال، والبيع والشراء، والتعامل اليومي فلم يروا منه إلا رجاحة في العقل، وقيادة في الشخصية، وأمانة في الأداء، فهل للجنون إلى هذه الشخصية سبيل؟ إنما هي تهمة أراد مروجوها تبرير كفرهم وإعراضهم عن الاستماع للحق وقبولهم به.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]