عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 28-04-2001, 05:28 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

ويؤكد الإمام ابن كثير (رحمه الله تعالى) في تفسيره أن الآية نزلت في دعوة المشركين إلى التفكر بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) وصدقه فيما بلغ عن الله، ولم تنزل في الصلاة فيقول:

فأما الحديث الذي رواه ابن أبي حاتم ... عن أبي أُمامة (رضي الله عنه) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: (أُعطيت ثلاثا لم يعطهن أحد قبلي، ولا فخر: أُحلت لي الغنائم ولم تحل لمن قبلي، كانوا قبلي يجمعون غنائمهم فيحرقونها. وبُعثت إلى كل أحمر وأسود، وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة. وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، أتيمم بالصعيد وأصلي فيها حيث أدركتني الصلاة، قال الله تعالى: {أن تقوموا لله مثنى وفرادى}. وأُعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدي). فهو حديث ضعيف الإسناد، وتفسير الآية بالقيام في الصلاة في جماعة وفرادى بعيد، ولعله مقحم في الحديث من بعض الرواة، فإن أصله ثابت في الصحاح وغيرها. والله أعلم.

وحجة الله تعالى على هؤلاء المشركين لاستكبارهم عن الإقرار بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) مع يقينهم بصدقه، واضحة في الآية نفسها، وهي قوله تعالى: {إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} فقد روى البخاري (رحمه الله) ... عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال:

صعد النبي (صلى الله عليه وسلم) الصفا ذات يوم فقال: (يا صباحاه)! فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟ فقال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم، أو يمسيكـم، أما كنتم تصدقوني)؟ قالوا: بلى. قال (صلى الله عليه وسلم): (فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب وتب}.