عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 07-05-2001, 07:22 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أتوقف قليلاً لأجيب الأخ الفاضل (حامل المسك) على أسئلته شاكراً له في البدء اهتمامه وحسن ظنه بي وبما كتبت في هذا الموضوع. وأجيب على الأسئلة بما أعلم:

1= سؤالك عن حكم الاحتفال (بالمولد)؛ أشبعه العلماء قديماً وحديثاً، بياناً وفتوى، ولم تخرج أقوالهم عن حكم من ثلاثة: (1) الإباحة المطلقة (2) الحَظْْر المطلق (3) إباحته بشروط معينة تدور مع الالتزام الشرعي، وتجنب النواهي الشرعية فيه.

وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) في المولد فصلاً كاملاً في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) رأى فيه أنه بدعة، ثم قال كلاماً يحسن الوقوف عنده وتأمله، خاصة وأن شيخ الإسلام (رحمه الله) من أكثر العلماء تشدداً في مسألة الاحتفال بذكرى المولد الشريف وغيره من الاحتفالات التي لم تكن على عهد رسول الله (صلى الله علبيه وسلم)، قال (رحمه الله):

(فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما قدمته لك، أنه يحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن المُسَدّد، ولهذا قيل للإمام أحمد (رحمه الله) عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحفٍ ألفَ دينار، ونحو ذلك. فقال: (دعه؛ فهذا أفضل ما أُنفق فيه الذهبُ). أو كما قال( )، مع أن مذهبه (رحمه الله) أن زخرفة المصاحف مكروهة.

وقد تأوّل بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط. وليس مقصود أحمد (رحمه الله) هذا، وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضا مفسدة كُرِه لأجلها. فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ككتب الأسمار أو الأشعار أو حكمة فارس والروم( ). [انتهى كلام ابن تيمية].

وأكتفي بهذا النقل دون أي توسّع. ولجميع الاخوة والأخوات أن يعود كل منهم لمن يثق بدينه من أهل الفتوى ليطمئن لدينه وعمله.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]