[ALAMEER99]

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

تمر بنا الأيام يوما يتبعه يوم ...
قد تكون سعادتنا كبيرة بزيادة هذا اليوم أو ذاك إلى حياتنا ..
وقد تكون تعاستنا كبيرة به أيضا ...
والفرق بين السعادة والتعاسة كبير جدا في مسبباته وأسبابه ، لأنه يرتبط بما قدمناه نحن لأنفسنا عند رب العباد ( وحده ) ...
فاليوم الذي يمضى من حياتنا إما أن نكون قد قدمنا فيه الخير فكسبناه ...
أو نكون قد قدمنا فيه ( الشر ) فخسرناه ...
وما بين المكسب والخسارة ( أيضاً ) فرق كبير ...
فالإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول ..
(( ليت الذي بيني وبينك عامرٌ *** وبيني وبين العالمين خراب ))
وهذا ما أعنيه من الربح والخسارة ...
الربح الصحيح ليس هو رضى الناس أو مراعاة شعورهم أو مداراة أحاسيسهم ..
الربح الصحيح هو أن تقول ما يرضي ( الله وحده ) دون أن تنظر إلي أثره على ( الناس ) سلباً أو إيجابا ...
ويأتي رضى الناس تابعاً لرضى الله وليس نداً له ...
عندما نضع هذه القاعدة أمام أعيننا ونسير عليها جميعاً ( ودون استثناء ) ...
عندها فقط نستطيع أن نعلم أننا سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أبيض ولا أسود وعربي ولا أعجمي (( إلا بالتقوى )) ..
ولأن التقوى محلها (( القلب )) فالله - جل في علاه - هو الوحيد ( الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ...
وبهذه المعايير مجتمعة يجب أن تكون نظرتنا للأمور وتقديرنا لها ..

أكتب هذا وأنا أتابع ما يجري في الخيمة وما يدور فيها ...
حاولت أن أقف جانباً دون أن أدخل إلى هذا المعترك ... ولكنني لم أستطع أن أستمر كذلك ..
ولتسمحوا لي أن أسأل سؤالاً هاماً وواضحا ...
(( لمصلحة من يكون كل هذا ..؟؟؟ ومن المستفيد من هذا كلّه ..؟؟ ))
سؤالان مهمان ...
ولا أريد أن يكتب أحد إجابة لهما هنا فما حررته لأقرأ إجابات أو تعليقات أو آراء ...
ولكنني حررته لأجد أفعالاً .. لا أقوالا ...
ولتسمحوا لي أن أوجه رسالة إلي الأختين الفاضلتين ( اليمامة و سلوى ) وإلى بعض الاخوة الكرام الذين تركوا الخيمة بتصريح أو بتلميح ( ولم أحددهم خشية الخطأ ) ...
فأقول ...
أنتم خير من عرفناه من خلال ما يكتب ...
كثيرون هم الذين يكتبون ويكتبون ويبقى ما يكتبونه ( كلاماً ) وأنا أولهم وأعترف بذلك ...
وقد تابعت ما تكتبانه فوجدته يحمل فكراً نيراً وعلماً وافراً وسعة أفق وإطلاع ...
وأنا أتحدث عن ( جُلّ ) موضوعاتكما التي كتبتماها طوال مسيرتكم في الخيام ...
وأنا على يقين بأن هناك منها ما كان مرتبطاً بموقف أو حالة محددة هنا أو هناك ولكنها بحمد الله قليلة جداً ونادرة والنادر لا حكم عليه ...
ولتعلما أنني أكتب لكما هذه الكلمات وأن على ثقة أنكما تدركان أنني لا أكن لكما إلا الخير كله ، ولا أضمر لكما إلا الاحترام الشديد ، فما عرفتكما إلا كبيرتين في تفكيركما وقراراتكما ...
وانسحابكما من الخيمة لن يكون هو الحل لتعديل المسار أبداً ...
فما عرفنا ( الخروج ) من الساحات إلا إرضاءً للطرف المقابل .... دون إيجاد حل لأصل المشكلة ...
ولأنني أرى أن ( حوار الخيمة ) يجب أن يكون هو الهدف الأسمى الذي نسعى جميعاً للرقي به ، والمحافظة عليه ، والوصول به إلى أن يكون المكان الأمثل الذي يحتوينا لنعيش جميعاً ( تحته ) سعداء بكل ما تعنيه هذه الكلمة ...
ويأتي بعد ذلك مصالح الآخرين ( مهما كانت أسماؤهم أو صورهم ) وموقع مصلحتي أنا شخصياً - إن كان لي مصلحة أو موقع من الإعراب - في ذيل القائمة .

وفي الختام ...
هذه دعوة صادقة للأخت ( اليمامة ) والأخت ( سلوى ) ولجميع الاخوة الكرام الذين لا يتواجدون بيننا ( دون تحديد للأسماء ) أن يعودوا إلى ربوع الخيمة مرة أخرى ، وأتمنى أن نطوي هذه الصفحة بكل ما تحمله ، وأن نستقبل إطلالة فجر يوم جديد ننسى أو نتناسى معه ظلام تلك الليلة الفائتة ...

واسمحوا لي أن أطلب منكم ( اخوتي جميعاً ) أن لا تكتبوا في هذا الموضوع إلا ما يتمشى مع مضمونه حتى لا أكون مضطراً إلى التعديل أو الحذف دون رضى مني أو رغبة فما أردت إلا الخير ولن أكون إلا كذلك ...
أسأل الله العلي القدير أن يوفقني وإياكم جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه ...

ودمتـــــم ،،،،،