عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-04-2006, 04:19 AM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
Post واقع المسلمين وسبيل النهوض

واقع المسلمين وسبيل النهوض


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله ،وخير الهدي هدي محمد  ،وشر الأمور محدثاتها ,وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .


أما بعد : فإنّ أحوال المسلمين تقلق النّفس وتقطّع النفوس حسرات ؛ذلك أنّ الأمراض قد فتكت بهم ,العقديّة والمنهجية والسياسية وقل ما شئت من الأمراض ,والعلاج بين أيديهم ,لكنهم لا يريدون هذا العلاج إلاّ من شاء الله ,ويذهبون يبحثون عن العلاجات من هنا وهناك . والعلاج الصحيح الذي قدمه لهم ربّ العالمين قلّ من يلتفت إليه مع الأسف الشديد ,فالله وصف هذا القرآن بأنّ فيه شفاء (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء )) ((وينزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) هو شفاء لهذه الأمراض - أي والله - .

والله لا علاج لهم ولا مخرج لهم ممّا هم فيه من ذلٍّ وهوان وغثائية إلاّ أن يرجعوا إلى هذا الكتاب فيحكِّموه في عقائدهم وفي عباداتهم وفي مناهجهم وفي سياساتهم وفي كلّ شأن من شؤونهم ,لا علاج لهم إلاّ هذا ,ومع الأسف الأطباء الذين يقدّمون العلاج مساكين يحيدون عن هذا العلاج ويذهبون إلى العلاجات المسمومة الفتّاكة التي لا تزيدهم إلاّ بلاءً وذلاًّ وهواناً .

الرسول عليه الصلاة والسلام تحدّث عن هذه الأوضاع المترديّة المنحطّة التي ستنـزل بالأمّة وفي نفس الوقت قدّم لهم العلاج- عليه الصلاة والسلام - وقعوا في الأمراض والأدواء والغثائية - وقلّ من يريد العلاج - وإذا صاح بهم من يريد لهم الخروج ممّا هم فيه من ذلٍّ وهوانٍ وأمراض لا يسمعون له ولا يلتفتون إليه ,بل يحاربونه مع الأسف الشديد .

الذي يقول كلمة الحقّ ويدعو إلى كتاب الله وإلى سنّة رسول الله وإلى تخليص النّاس من هذه المشاكل والضلالات والبدع التي أوقعتهم في الذلّ والهوان والغثائية يُحَارب أشدّ الحرب ,يُحَارب ممن يلبسون لباس الإصلاح وهم يقودون الأمّة إلى الهلاك والدمار,وما نسمع استجابة لهذه الأصناف .
يا أمّة الإسلام أين التّوحيد الصحيح ؟ أين العقائد الصحيحة ؟ أين المنهج الصحيح ؟ الأمور التي تجمع المسلمين ,المسلمون جميعاً يجب أن يكونوا على عقيدة واحدة وعلى منهج واحد ,ولا يتوفر ذلك إلاّ في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان عليه سلفنا الصالح الذين آمنوا بالله عزّ وجلّ وبكتابه ورسله وبكلّ قضايا الإيمان والإسلام وطبّقوها في حياتهم ؛ عقائد وعبادات وأعمال وسلوك وجهاد وإلى آخر شؤون الحياة ( لا يَصلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أولها ) مهما نشدت الإصلاح الإصلاح من هنا وهناك ؛الإصلاح الآن ديمقراطية ,الآن العلاج عندهم الديمقراطية ؛ الإصلاح والإصلاحيّون ,والإصلاح والإصلاحيّون ويجتمع الرّوافض والباطنيّة والعلمانيّون والكتابيون وإلى آخره على هذا الإصلاح ,يجتمعون على هذا !

ومتفقون عليه وما يريدون غيره أبداً ,لا يريدون غير هذا الذي يدعون إليه ,هذا هو الإصلاح الذي يأتي من أوربا ,ومن أمريكا يأتي من بوش ومن شارون ,هذا هو الإصلاح وهذا هو العلاج !! والصحف والمجلات والمواقع وإلى آخره لا تجد إلاّ النـزر القليل الذي يصدع بكلمة الحقّ ويدعو إلى العلاج الشافي ,( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت) نُزِعت المهابة من صدور الأعداء وقُذِف الوهن في قلوب المسلمين إلى أن وصلوا إلى حضيض الغثائية وما يريدون أن يخرجوا من هذا ,ومع الأسف كثيرٌ من علمائهم وأطبائهم يريدون الإصلاح ,الإصلاح ,حوار الأديان ,أخوّة الأديان ,تقديس الأديان ,قداسة الأديان وإلى آخره , يُهان الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نقول : هاتوا لنا العلاج ,هاتوا لنا الحماية ,يا هيئة الأمم احمينا ,خلّي ديننا ورسولنا مع الأديان الفاسدة ,خلّوه في ذيل هذه الأديان مع الأسف الشديد ,المسلمون الآن يُذَبَحون في العراق ولا صوت يرتفع ,أهل السنّة يُذَّبحون في العراق وما تسمع كلاما أبدا - بارك الله فيكم - وحُرِّقت المساجد وهُدِّمت على أيدي الباطنية والروافض - بارك الله فيكم - وديست المصاحف بارك الله فيكم ,ولا كلام ,كيف ؟ لأنّه غثاء ,غثاء والله .
لابد أن نعتصم بحبل الله ,لابدّ أن نتّبع كتاب الله ,لابدّ أن نطيع أوامر الله ولابدّ أن نستجيب لدعوة الله ,لابدّ أن نكون مسلمين ظاهراً وباطناً ,نطبِّق هذا الدّين الحقّ من ألفه إلى يائه ,أصحاب الرسول كانوا في ذلّةٍ وقلّة ,لكن بإخلاصهم وصدقهم وتمسكهم بكتاب ربِّهم وسنّة نبيِّهم نصرهم الله عزّ وجلّ على أقوى الدول وأعتاها في ذلك الوقت كانوا أقلّ الناس عدداً وأقلّهم عدّة وإلى آخره .. جمعهم الله تبارك وتعالى على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
أنا كنت في المدينة في المسجد النّبوي وأذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إنّ المدينة قرية تأكل القرى )) ,تأكل القرى ,كيف؟ المدينة قرية فتحت الدنيا كلّها وكان أهلها في مسجد لا يساوي جزءً من خمسين جزء من هذا المسجد الموجود الآن ,انظر المسجد النبوي الآن مليان من الساحات ,ومليان من الأمم وهم غثاء ,وفي ذلك الوقت مسجد الرسول وقرية الرسول عليه الصلاة والسلام ,مسجد الرسول صغير لا يأتي ولا جزء من خمسين جزء من مسجد اليوم ,فتح الله بهم الدنيا بصدق الإيمان والإخلاص والتّوكل على الله سبحانه وتعالى ؛ما فتحوا الدنيا بقوتهم وإنّما بنصر من الله وتأييد منه (( وما النّصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم )) .

يا أمّة الإسلام عليكم بالتّوحيد الذي حواه القرآن والذي جاء به جميع الأنبياء ,
بلدان المسلمين تنتشر فيها القبور والخرافات والضلالات والبدع
وإلى آخره ؛كيف يأتيهم النّصر ؟ وكيف تأتيهم العزّة وهم ما تركوا باباً من أبواب الذلّ إلاّ وطرقوه والعياذ بالله ولا باباً من أبواب العزّة والسعادة والسيادة والكرامة إلاّ وتحايده الكثير (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا )) كلّكم اعتصموا بحبل الله ,ما هو حبل الله ؟ كتاب الله وسنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام , هذا أمر لجميع الأمّة ,هل الأمّة استجابت الآن لهذا الأمر ؟

هل الأمّة الآن معتصمة بحبل الله في عقائدها وعباداتها ومناهجها ونشاطاتها ؟
كلاّ والله ,قليل ؛قليل جدّاً الذين يدعون إلى هذا المنهج وإلى الاعتصام بحبل الله عزّ وجلّ مع الأسف
والباقون والله يحاربون هذا المنهج وهذه الدعوة .
أنا أعرف يا أولادي ؛وأنتم ما تعرفون ؛نحن كنّا في هذا البلد طلاّب علم يرحل طالب العلم من جنوب المملكة إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها ما نجد طلاّب العلم والعلماء إلاّ إخوة على منهج واحدٍِ , وكنت طالب علم في الجامعة الإسلامية ومدرِّساً وإلى آخره ونزلت مكّة لأكمِّل دراستي يلتقي السلفيّون أهل الحديث والسلفيون من هنا كلّهم على قلب رجلٍ واحدٍ لا خلاف بينهم في المناهج ولا في أيّ شيء من الأشياء طبعاً قد تكون أشياء جزئية خفيفة هذا ما يخلو حتى زمن الصحابة ,لكن المنهج والعقيدة وأمور الحياة كلّها حتّى السياسة تجدهم على منهج واحد لا خلاف بينهم ثم جاء الشيطان ينزغ بينهم وجاء أهل الفتن ونفثوا السموم والفرقة والتّمزيق فمزقوهم شرّ ممزق في مشارق الأرض ومغاربها ,كانوا جماعة واحدة على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام تجدهم الآن متفرقين تجد الشباب في هذه البلاد متفرقين متنا كرين مع الأسف الشديد , ما فيه محبّة ,ما فيه مودّة ,ما فيه تآلف ما فيه تآخي ما فيه تحكيم لله كلّ واحد يحكِّم عاطفته ويشحنونه بأفكار ما يريد أن يغيرها ولا يعرف أنّه على خطأ أو على حق ,لا يا أخي .
...الشيخ العلامة ربيع السنة " ربيع بن هادي المخلي".
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية