( 2 )
دموع التماسيح لن تستطيع التغطية على الجرائم التاريخية التي ارتكبت .
واللطم والعويل هو الملهاة الكبرى في زمن السقوط والاضمحلال لكل قوى الفاشية والموت والدمار ... فبالأمس كان وكان وكان .. ... .. ثم يوم ( 10 / 12 / 1427 هـ ـ 29 / 12 / 2006 م ) جاء دور قائد البعث المهزوم .. .. .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ولا عــزاء .. .. .. فالظلم مرتعه وخيم ومن إستل سيف البغي قتل به
هلك صدام حسين .. .. .. وذاق كأس الموت التي سقاها لآلاف الأبرياء ظلما وعدوانا ، وصار الطاغية الآن في الدار الآخرة حيث العدالة الإلهية ، وحيث الحساب الدقيق من رب عزيز حكيم يعلم كل ما جنته يد هذا الإنسان من جرائم ومظالم ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .
أسال ( صدام ) أنهاراً من الدماء والدموع في العراق وجواره وسبّب المعاناة للملايين ، وجلب القوى الشريرة بجيوشها إلى بلاد المسلمين .
رحل المجرم " صدام " .. .. فجعلته التوجهات القومية العربية والحزبية الإسلامية ، شهيداً وبطلاً قومياً !!! .
بكت الجماعات الإسلامية الحزبية والأحزاب والجماعات القومية واليسارية العربية ، بحرقة الديكتاتور " صدام " .
الجماعات الإسلامية الحزبية البدعية ، وقادة ومفكري شباب " الصحوة المزعومة " يعيشون في غيبوبة ، ويا للأسف فإنهم ينفذون مخططات الأعداء بحذافيرها بغير وعي ولا إدراك !! .
فجعلوا من المجرم " صدام " .. .. .. الشهيد !!! .
هؤلاء الحزبيون على يقين من أن صدام ديكتاتور ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى بحق شعبه وجيرانه ، إلا أنهم مع ذلك يتعاطفون مع صدام ، ويرون فيه شخصية البطل الأسطورة ، لأن شخصية ( القائد الحزبي ) تطبعت عبر سنوات في عقول المنتمين ( للإخوان المفسدين ) على الإعجاب بالشيخ والمربي المتسلط الذي يستطيع أن يخضع له الآخرين .
ولذا نجد ( أتباع الجماعات الحزبية والصحوة المزعومة ) يطربون لقصص البطولات الكاذبة عن قياداتهم ، ولهذا السبب تجد من يبدي إعجابه بـ " صدام " أثناء الإعدام وينسى تاريخه الإجرامي الطويل .
مع علمهم أن صدام كان الابن البار لمؤسسة المنظمة الحزبية السرية ذات التنظيم المافيوي الحديدي المحكم ، وهو منذ أن برز في مطلع شبابه على الساحة السياسية كانت كل عدته القبضة والخنجر والمسدس والقتل والتصفية والعنف .
وهنا نقف وقفة .. .. ..
لماذا جعلوا منه بطلاً وشهيداً ؟! .. .. وجعلوه يرحل دون أن يدان على كل جرائمه البشعة ؟! .
لماذا جعلوا من فجر 10 / 12 / 1427 هـ " أول أيام عيد الأضحى المبارك " الموافق 30 / 12 / 2006 م من دفن " صدام " من إعادة بعثه بقوة ، وعلى هيئة الضحية ، والجلاد ينساه التاريخ ؟! .
خرجوا علينا عبر مقالاتهم ومداخلاتهم وعبر الفضائيات يتباكون عليه كما الغربان ، هؤلاء عليهم أن يعودوا إلى ضمائرهم ويتذكروا جرائم ذلك الأرعن بالبشرية ، وعليهم أن يعودوا إلى صوابهم وضمائرهم .
تمنيت لو أن أصحاب المقالات والمداخلات من مرتزقة الطاغية قد أصيبوا بجرائمه أو فقدوا أحداً من أقربائهم تحت تعذيب عصابة مجرم العصر .
تمنيت ذلك حتى نسمع حينها ماذا يقولون عنه ؟!! .
أليس هذا التعاطف هو إحدى علامات المرض " القومي العربي والحزبي الإسلامي " .. ..
أحد أعراضه التعاطف مع الظلمة مع أنهم عادة ما يظلمون الأبرياء .. .. .. ومع الطواغيت مع أنهم يطغون على أبناء جلدتهم أولاً قبل أن يؤذوا الآخرين ! .
|