عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 16-06-2004, 02:14 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

ولقد طبق إمام العصر (مع أنه لا يصلي العصر) هذه (الوصية) فجعلها فتوى استوعبت هذه الأمور ومنها :
يكره الجماع قائما وتحت الشمس وتحت الشجرة المثمرة ويكره أن تكون خرقة الرجل والمرأة واحدة بل يكون له خرقة ولها خرقة ولا يمسحان بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة ففي الخبر ((إن ذلك يعقب بينهما العداوة ) .
لكنه –لشدة ورعة وتعففه استغفر الله –كره (الكلام عند الجماع بغير ذكر الله) والذنوب كلها مغفورة
ومع هذا فالذنوب كلها مغفورة ! مهما عظمت أو كثرت ! ولا فرق بين الصغائر والكبائر . ألست تحب (الأئمة) وتعتقد بهم ؟ -وهل هذا يكفي فى النجاة من الله ؟- نعم فإن الأئمة يشفعون لكل محب مهما كان ومهما عملوا من ذنوب ولن تركوه يدخل النار . كيف وهو معتقد بولايتهم ويدين بحبهم ونصرتهم !
أليس الإمام علي قسيم الجنة والنار؟!! أليس كل داخل إلى الجنة لا بد له من بطاقة من علي؟!
وعلي لن يترك واحدا من (شيعته) إلا وسيعطيه البطاقة المنجية على ما هو عليه من عمل !!
وهكذا تحول الدين إلى فكرة مجردة عن السلوك والالتزام .

اقرأ هذه الروايات ومن (أوثق المصادر) ثم تأمل الواقع وما يدور فيه مما يطابق هذه الروايات ويسير على نهجها !
- أن الله تعهد للنبي (ص) أن لا يغادر لشيعة علي (ع) صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل السيئات حسنات .
- أن الله يستحيي من تعذيب أمة دانت بولاية إمام عادل وإن كانت ظالمة سيئة .
- أن سيئة الشيعي خير من حسنة غيره .
- وعن أبي عبدالله (ع) ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو قائم (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام وأسأله أن يصلي على محمد وأن يتوب علي) إلا غفرها الله عز وجل ولا خير فيمن يقارف في يوم أكثر من أربعين كبيرة .
- تصور ! مؤمن ويقترف في يومه وليلته أربعين سيئة لا من الصغائر بل من الكبائر كالزنا واللواطة أو شرب الخمر أو السرقة ... الخ إذا كان هذا مؤمنا فكيف هم الكفرة إذن؟!!

- (وفي الآثار أن امرأة زانية من جيران أهل المعصية وتعزية الحسين (ع) ذهبت تقتبس نارا من مجلس العزاء فوجدتها قد خمدت فأشعلتها فدمعت عيناها من الدخان فغفر لها) .
وهذه القصة المتهافتة كثيرا ما يوردونها ويستشهدون بها في المجالس والتعازي .
حدثنا صديق فقال : حضرت أحد مجالس العزاء في عاشوراء فسمعت (القارئ) يقول : إن امرأة زانية خرجت من بيتها تطلب النار فمرت على قدر هريس قد خفتت ناره فنفخت تحته حتى أشعلت النار ثم أخذت منه قبسا ومضت فإذا بها ترى في المنام من يقول لها : لقد غفر الله لك جميع ما اقترفت من الآثام لأنك أشعلت النار تحت قدر الهريس ! قال : فهذا ثواب من لم يقصد إشعال النار فكيف من تقصد طبخ هريس أبي عبدالله!!
وانطلقت الأصوات متعالية تهتف : (اللهم صل على محمد وآل محمد) ! قال صديقي : قلت له : مولانا لعلك لا تعلم –أو تعلم- أن ثمانين بالمائة أو أكثر من الحاضرين –وأنا منهم- واقعون في آثام الزنا والخمر وغيره أليس كلامك هذا دعوة للاستمرار في طريق الرذيلة ما دام كل شيء مغفوراً بعود حطب تحت قدر هريس فعلام التوبة؟!
إذن لمن هذا الوعيد الشديد في القرآن والحديث على الزنا والقتل وشرب الخمر والغيبة والكذب ؟!
يقول : فإذا به يفاجأ –ولأول مرة- بمن يقتحم عليه عريش كبريائه وهو أمر لم يستعد لمثله لأنه لا يتوقعه فحاول أن يدافع عن موقفه لكنه تلعثم ثم سكت كأنه ألقم حجرا قلت : لو كان في كل مجلس رجل كهذا حر الفكر قوي الشخصية متمرد على قيود التقليد الأعمى لما تجرأ أمثال هذه النكرات على إفساد الناس وسلبهم أموالهم باسم أهل البيت ولعرف الناس شيئا فشيئا أن هؤلاء في واد وأهل البيت في وادٍ آخر .
إن الواقع يشهد أن هذه الروايات المكذوبة قد أتت كلها وأثمرت منذ زمن بعيد.
صدقوني أن هذه الوقعة المقززة التي سأرويها رغم تهافتها قد حصلت مع أحد أقربائي .
إنني سأرويها لعلي أحدث عزة في قلوب الشرفاء وألفت أنظار الغيارى إلى الهوة السحيقة التي تردى فيها كثير ممن انخدع بما يقال وينسب إلى أهل البيت (ع) ، مع ملاحظة أن هذه الواقعة ما هي إلا قطرة من مستنقع آسن يعرفه الكثيرون لكن لا يجرؤون على الحديث عنه لأسباب وأسباب !
- حدثني قريبي هذا أنه زار صديقا له من أصدقائه فى الخدمة العسكرية يعمل مدرسا ومن باب إكرام الضيف عرض هذا المدرس على ضيفه عرضا اقشعر له جلده ! قال له :
- عندي طالب يعجبك ، جميل جدا!!
- ماذا تقول ؟؟!!
- إذا كنت خائفا من الذنب فهذا الحمام حاضر نغتسل ثم نذهب من قريب إلى (الإمام) نزوره وينتهي كل شيء!!!!!!!!!!
تهيأ الجو ففسدت الأخلاق
وهكذا تهيأ الجو تماما لكل معصية وفاحشة فدمرت الأخلاق وفسد الناس .
إنها حقيقة مؤلمة مرة آن الأوان أن نعترف بمرارتها وأننا منذ زمن بعيد نتجرع العلقم المغلف باسم الحلوى والعسل .
إن أول خطوة في طريق العلاج أن يعترف المريض بأنه مريض ويمتلك الشجاعة على الاعتراف أمام نفسه أولا وطبيبه الأمين ثانيا، وإن المكابرة لا تزيد المريض إلا مرضا وعذابا.

خاتمة وقاعدة
إن دين الإسلام دين يسمو بالإنسان ويرتفع به عن القاذورات والدنايا ويبتعد به عن الأنانية الضيقة إلى ميدان التكافل والإيثار الفسيح .
أما هذا الدين المبدل فعلى العكس تماما أنه ينحط بالإنسان ويسفل به فحاشا أن يكون دينا منزلا من عنده جل وعلا أو منهجا واقعيا سار عليه أهل البيت (ع).
إنه دين يقوم على أساس إتباع المتشابهات وفق القاعدة الآتية :
كل دليل أو آية أو رواية تحتمل أكثر من وجه أو تفسير فإن كانت تتعلق بالمال والجنس فيؤخذ بالوجه الذي يميل إلى التوسع والمسامحة .
وإن كانت تتعلق بالعبادة فتحمل دائما على الوجه الذي يتناسب مع التضييق والحذف والمشاححة وإن كان بعيد الاحتمال أو لا يخطر على بال .

وبعد ...
فإنها كلمة ناصح شفيق ، ولمسة آس رفيق
أؤديها وكلي ثقة –بمشيئة الله تعالى- أنها ستجد آذانا صاغية وقلوبا حية واعية من جيل واعد جديد بدأ يصحو وتتفتح عيونه
وها هو يتلمس بيمينه معالم الطريق
لقد بدأت تلوح له –ولو من بعيد-
منارات النجاة على
شاطىء الامل السعيد