رحم الله الملك الموفق ، خادم الحرمين الشريفين ، الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله
فلقد كان من الملوك القلائل الذين حملوا الدواة والقلم ليسطروا على جبين التاريخ أروع ما يكون ، وأبدع ما يكون ، وأجمل ما يكون
كان ملكاً لا كالملوك ، ورجلاً لا كالرجال ، إنه أنموذج واقعي للحاكم المسلم في هذا العصر
رحمك الله يا أبا فيصل ، وأسكنك ربك الفردوس الأعلى ، إنه الكريم الجواد البر الرحيم
-------------------------------------- ------------------- ----------
----------------------- ( غاب الكوكب ) -----------------------
--------
أيُّ الخطوبِ من الخطوبِ تَلَهَّبُ ---- إلا التي بالرّاجفات تَوَثَّبُ
في كل آوِنةٍ لها أطوارها ---- يا رب قائلةٍ .. أتلك الأشغبُ
إن تمض عشرٌ ثم عشرٌ بعدها ---- وعِدَادها .. فلهيبها لا يُسلبُ
تهوى الرياحَ الهُوجَ ما نعِم الورى ---- بالطارفات وأخصبوا أو اجدبوا
لهفي على الأيام حين يَلفُّها ---- ليلُ الهمومِ .. غداة غاب الكوكبُ
وغداة قيل الفهد أصبح راحلاً ---- ومضى إلى حيث الكواكب تغربُ
هذي الكواكب حين تَهدي حائراً ---- تمشي الـهُويْنا .. للرحيل وتذهبُ
أرَحيل نجمٍ كان مِلْء عيوننا ! ---- أم بدْرُ تِمٍّ .. أم شهابٌ أشهبُ !
أم سَيْبُ مُزنٍ ! أم رحيقُ مناحلٍ ---- ورياض حُسْنٍ ! أم عبيرٌ أطيبُ
أم ليثُ غابٍ ! أم سليلُ أماجدٍ ! ---- أم سيف حقٍّ ! أم مليكٌ يُوهَبُ
أم كل ذاك .. وكل عِلْقٍ في العُلا ---- حاز المليكُ سناه وهو الأقربُ
هو فهدنا .. أيُّ المكارم شئتَها ---- فلِفهدنا القِدح المُعلًّى الأعجبُ
لو ينطق الثقلان صوتاً واحداً ---- لـمضَوا يقولون الذي هو أصوبُ
كان المساء وكان فهدٌ شمعةً ---- تَهدي الأنام إلى الذي هو أوجبُ
باتت مآثرُ عزمه في باذخٍ ---- توري الثناء وتستجيشُ وتُطربُ
لا يَسأل الرجلُ الغريب بدارنا ---- أين المكارم ؟ فالشواهد تُعربُ
ويظلُّ أهل الدار في تَسْآلهمْ ---- فجديده في كل يومٍ أغربُ
يا خادم الحرمين رحتَ مُطيَّباً ---- فإذا مبيتك عند ربٍّ يَعجبُ
تقضي السوابق واللواحق أنكم ---- للدين والأسلام دِرعٌ أصْلبُ
أشبهتَ عثمان القتيل بجمعهِ ---- فطبعتَ ما جمعوا .. فزَان المطلبُ
ومنائر الحرمين جِئنَ شواهداً ---- بجميل صُنعٍ .. أنت فيه الأنجَبُ
ووهبتَ للعلماء ألويةَ الرُّبى ---- فشكرتَ ما قالوا .. وسار المركبُ
وبنيت للتعليم صرحاً شامخاً ---- في كل وادٍ .. فالمعارف مَطلبُ
ومشاعلٌ في الخافقين بصائرٌ ---- في غُرَّة التأريخ باتت تكتبُ
آليتَ يا فهد العزائم والذُّرا ---- إلاّ سموّاً حين يَجني المذنبُ
فغدوتَ للصفح الجميل مُعانقاً ---- وغدا عدوّك في رضاك يُغلِّبُ
ورميتَ كل مُعاندٍ ركب الهوى ---- بشهاب صدقٍ .. حار فيه الأجربُ
هي حكمةٌ ألقى به الرحمن في ---- لُبِّ الفؤاد .. وليس شيئاً يُغلبُ
يا خادم الحرمين .. إنا مُذ أتى ---- خبر المغيب وحالنا لا يُرغبُ
أتغيب شمسٌ ما رأينا مثلها ---- يا ليت .. أمنيةٌ تطيبُ وتَعزُبُ
إنا لنرفع بالدعاء أكفَّنا ---- ووراءنا جمعٌ غفيرٌ طيّبُ
يا ربُّ .. عبدُك لا يَريم سعادةً ---- في غير دربك والمناقبُ تَخطُبُ
فدع الجِنان مقيله ونواله ---- فالجود جودك .. والندى مُترقَّبُ
وعليك يا فهد السلام سلامنا ---- إن القلوب على فراقك تَنْعُبُ
|