عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 05-05-2006, 03:16 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة التاسعة
حينما التفت إلي سعود قال لي..
ما رأيك في الالتحاق بحلقة الشيخ ابن عثيمين!!
ظننت الرجل يسخر مني !!
ثم أكمل حديثه وقال..
أنا اعرف شخصا مقربا من الشيخ محمد ويمكنه أن يتصل به مباشرة ليشفع لك!!
قلت له: أنا سمعت أن شروط قبول الطلاب عند الشيخ قاسية للغاية!!
فلا بد أن يكون حافظا للقرءان ولصحيح البخاري عن ظهر قلب!!
بلع سعود ريقه ثم صمت!!
وصلنا لحائل... ولم أنم تلك الليلة..
لقد كان ثني الركب بين يدي هذا العالم الجليل أمنية كل طالب علم..
لقد اشغل سعود تفكيري بتلك العبارة....
بعد صلاة الفجر قلت ياسعود.. وين رفيقك اللي يعرف الشيخ..
قال الليلة فيه عرس وسيحضر الرجل وبعرفك عليه..
انتظرت بفارغ الصبر ذلك اللقاء ولكن الرجل غاب ولم يحضر العرس..
في اليوم التالي صلينا العصر في مسجد ذلك الرجل ..
نسيت اسمه ولكنه رجل وقور وهادئ الطبع ..
درس عند الشيخ لأربع سنوات وكان محل ثقة الشيخ فعينه مشرفا على سكن الطلبة..
دخلنا منزله وجلسنا في مجلس الضيوف..
لم يكن يعلم الرجل عن الموضوع..
قال له سعود .. هذا الأخ فلان الشمري!!
يا الله ما أثقل تلك العبارة على قلبي ولكنه قالها سامحه الله..
قال : يرغب في الدراسة عند الشيخ محمد ونريدك تشفع له عند الشيخ..
رحب الأخ بذلك وتهللت أساريره وقال :بكل سرور..
وسأكتب له توصية عند الشيخ ..
سألته هل من شروط القبول حفظ القرءان أو صحيح البخاري كما سمعت؟؟
قال : أبدا هذا ليس بصحيح ويمكنك الدراسة عند الشيخ بدون شيء..
أما إذا أردت الالتحاق بالسكن فلا بد من توصيه.. وسوف اكتبها لك..متى ستذهب؟؟
التفت لسعود فأنا ضيفه ، ومعنى ذلك هو أنني سأغادر حائل وأهل حائل..
ويعلم الله تعالى صعوبة ذلك على نفسي.. ولكن لابد من عمل شيء..
فوالداي لا بد أنهما قلقان علي فلو علما أنني لدى عالم ادرس
والدراسة على الأبواب فلا بد أن أكمل دراستي الثانوية..
لو علما بأن أموري جيده فلا شك أن ذلك سيخفف من وقع المصيبة عليهما..
قال سعود: سوف اذهب في نهاية الأسبوع لتبوك وسوف أصحبك للقصيم..
ومن هناك سأسافر لتبوك....
وفعلا فقد كتب الأخ الكريم تلك التوصية مشكورا ..
ولكن ما كدر خاطري أنه نسبني لقبيلة أخرى غير قبيلتي ..
لقد كان خطئا فادحا سأدفع ثمنه غاليا من سمعتي لاحقا!!!
وضعت التزكية في جيبي وذهبنا للمنزل..
رآني سعود كئيبا فسألني عن سبب ذلك ..
أخبرته بأن من أسباب زعلي هو أنني سأفارق أناسا أحببتهم من كل جوارحي..
كما أحب إخوتي بل وأكثر..
سأفارق الأنس والكرم والجود والسماحة واللطف ..
ماذا لو لم تصلح أموري هناك..
وما يدريني ماذا ينتظرني في عنيزة والقصيم..
ألم أزل شابا غرا صغيرا لم تصقله الحياة
ماذا لو وقعت في يد أناس لا يخافون الله..
لقد كانت حالي استثنائية بكل المعايير وفيها من المغامرة والطيش شيء غير يسير..
دمعت عين سعود وقال لي :
والله إن بقاءك يسرني ويسر إخوتي ..
وإنني والوالدة والزوجة وجميع الأقارب الذين عرفوك يعدوك كواحد منا..
فلو شئت أن تمكث معنا فهذا يسرنا ويسعدنا ولو مكثت في بيتي عشر سنين..
ولكن إن مصلحتك تهمني ولا بد أن تتصل بعائلتك ووالديك ..
فهما مهما غضبا عليك فسيبقيان اهلك واقرب الناس لك..
وأنت شاب ما زلت في مقتبل العمر وتحب العلم والتحصيل فهذه فرصة ثمينة لك..
وثق تماما حتى لو انتقلت للعيش في القصيم فسأبقى قريبا منك تعودني وأعودك
وبخصوص تكاليف دراستك وإقامتك فسأتكفل لك بكل فلس تنفقه..
فانظر ماذا ترى والله يقدر لك الصالح..
__________________









الرد مع إقتباس