عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 09-05-2006, 03:19 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الرابعة والعشرون
عدنا لعنيزة والعود أحمد ولكن كانت تنتظرني حوادث لم تخطر على البال..
لكن رحمة الله تعالى سبقت تلك المكائد والشرور فجعلت من دون ذلك فتحا قريبا!!
وصلنا للمطار استقبلنا نسيب الشيخ الأخ خالد المصلح ..
وأنعم بأبي عبد الله علما وخلقا وتفانيا في الدعوة إلى الله ..
والشيخ خالد من قبيلة حرب ومن عائلة ثرية ووالداه مقيمان في جده ولقد أحبه شيخنا
وقربه وزوجه اكبر بناته فنعم النسيب ونعم الصهر !!
وهو متخصص في علوم غير شرعية في الأصل.
حيث هو خريج جامعة البترول والمعادن وعمل في التدريس فترة بسيطة ثم فصل ..
والتحق بجامعة الإمام ودرس وحصل على أعلى النسب وهو الآن دكتور في نفس
الجامعة وأظن تخصصه مادة العقيدة ...
قادنا الأخ خالد لعنيزة وفي الطريق توقف بجوار أحد المساجد المتقدمة بأطراف عنيزة..
ودخل الشيخ للمسجد وصلى ركعتين سنة القدوم من السفر..
لم أرى شخصا محافظا على أداء السنن مهما كانت الظروف والأوضاع لم أرى مثل شيخن
في ذلك، لا أقول في كثرة العبادة بل الاستمرارية في كل ظرف ..
تعبدا لله تعالى..
أذكر مرة موقفا لن أنساه ...
جاء أحد الطلبة للشيخ وقال له: ياشيخ أليس من وقع على يده حائل من وصول الماء
إلى البشرة من صمغ أو دهان ونحوه فإنه يجب عليه أن يعيد وضوءه وصلاته إن صلى
حتى ولو جهل أو نسي أو كان قليلا ...؟؟
قال : بلى...
قال: ياشيخ إن على يدك أثر دهان !!
وفعلا كان على يد الشيخ دهان فشق ذلك عليه ..
وجلس يفكر منذ كم يوم وقع ذلك الدهان على يده؟؟
فقال لي: لقد جاءنا الدهان في اليوم الفلاني وذلك قبل أربعة أيام !!
استقبل القبلة وأعاد جميع الصلوات للأربعة أيام الماضية بل بسننها والوتر والضحى ..
ولم يعجل في ذلك بل صلى بكل أناة كما هي عادته!!
وكان في تلك السنة يبلغ حوالي تسعة وستين عاما رحمه الله..
ختم صلاته ثم أوصلاني للسكن .. ونسيت حقيبتي في سيارة خالد..
لم أخبر أحدا من الطلبة بسفري برفقته سوى من ذكرت ..
ولكن الخبر انتشر كما تنتشر النار في الهشيم..
وكنت أشاهد من غالبهم نظرات الغيرة الطبيعية والتي فطرت عليها قلوب الأوادم..
ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه الإخلاص ..
أن الحسد شيء فطر عليه الخلق فهو من طبائعهم ولكن المذموم منه ما ترتب عليه
تعد أو إيذاء بلفظ أو بفعل ...
ولكنني لم أحاول إشغال نفسي بردود الأفعال على ذلك وعشت بينهم بكل احترام
وسلام.. ولكن مع بعضهم؟؟
أو مع غالبهم؟؟
سوى صاحبنا ومن يدور في فلكه..!!
ظننت أن ذلك اليوم يوم عطلة وليس هناك درس للشيخ هكذا ظننت !!
وما اكذب الظن!!
شيخنا لا يفرط في درسه ولو جاء من سفر بعيد قبله بدقيقة !!
أذكر مرة جئت مع الشيخ من الرياض برا ..
برفقة تلميذه الأمير عبد الرحمن بن سعود الكبير ..
وصلنا على أذان المغرب ..
سألت الشيخ : هل الليلة درس ؟؟
قال : نعم .؟ بالتأكيد إن شاء الله اذهب وأحضر كتبك وتوجه للجامع!!
يقول لي أحد الطلبة الذين حضروا وفاة والدة الشيخ عليها رحمة الله ..
يقول في ذلك اليوم .. توقعنا بل جزمنا أن الشيخ لن يحضر الدرس ؟؟
ولذلك كان الحضور ليس بذاك ومع ذلك حضر شيخنا وألقى درسه ..
حفاظا على أمانة التعليم ...
وصدق صلى الله عليه وسلم حينما قال : وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما
يصنع...
نسيت أن أقول أن الشيخ أحضر معه موافقة رسمية من مدير الجامعة
الدكتور عبد الله التركي بقبولي في المعهد العلمي في عنيزة تحت اسم فلان الشمري!!
حيث كتبت معروضا للدكتور فشرح عليه بالموافقة ..مع أن الدراسة قد ابتدأت منذ
حوالي الأسبوعين !!
__________________









الرد مع إقتباس