عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 19-11-2006, 04:46 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

الضوابط الشرعية للمقاطعة


لقد تضمنت كتب أصول الفقه مجموعة من القواعد الشرعية التي يستنبط منها مجموعة الضوابط الشرعية التي تحكم أعمال المقاطعة الاقتصادية ضد أعداء الدين الإسلامي حتى لا يقع القائمون بها في أخطاء، كما تمثل هذه الضوابط الشرعية الأدلة القوية للرد على المتخاذلين والمعارضين للمقاطعة.



وتتمثل هذه الضوابط في الآتي:

- عدم مخالفة مقاصد الشريعة الإسلامية والتي تتمثل في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، فإذا كانت المقاطعة الاقتصادية تحقق هذه المقاصد فهي ضرورة شرعية ولازمة ولا ينبغي لأحد معارضتها.



- لا ضرر ولا ضرار، والضرر يزال بقدر الإمكان، والضرر الأشد يزال بالضرر الأخف، وتأسيسًا على ذلك تبين أن تنفيذ المقاطعة على سلعة معينة ضرورية سوف يترتب عليها ضرر كبير فلا تقاطع، وإذا تبين أن تنفيذ المقاطعة عن خدمة معينة وليس لها بديل ويترتب على ذلك ضرر شديد فلا تقاطع وهكذا، ولا يترك الأمر لهوى النفس بل يحكم بذلك أهل الاختصاص الثقات.



- يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام، فعلى سبيل المثال إذا تبين أن تنفيذ المقاطعة الاقتصادية يسبب ضررًا للفرد مقابل منفعة عامة ضرورية، ففي هذه الحالة يتحمل الفرد هذا الضرر، ويعتبر الضرر الناجم من الاعتداء على دين الله من خطر الأضرار العامة وتجب إزالته مهما كانت التضحيات من الأفراد.



- الضرورات تبيح المحظورات: والضرورة تقاس بقدرها، وحدود الضرورة الشرعية هي: أن تكون قائمة بالفعل وليست متوقعة، ولا يكون دافع الضرورة وسيلة إلى ارتكاب هذا الأمر، وأن تدفع الضرورة بالقدر الكافي اللازم بدون تعدٍّ ولا تجاوز، وفي كل الأحوال يجب الأخذ بالعزيمة ولا سيما في حالة الجهاد.



- درء المفاسد مقدم على جلب المنافع والمصالح: فإذا كان في المقاطعة الاقتصادية درء للمفاسد وفي نفس الوقت تمنع منافع فإنها تنفذ، ومن أعظم المفاسد في هذا المقام هو دعم العدو المعتدي معنويًّا واقتصاديًّا وماليًّا علينا.



- وجوب مشروعية الغايات وكذلك وجوب مشروعية الوسائل المحققة لها، ويعني هذا أن تتفق مقاصد المقاطعة مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن تستخدم الوسائل الجائزة شرعًا وتتجنب الوسائل المنهي عنها شرعًا في ضوء الآداب والنظم العامة والأعراف المعتبرة شرعًا.



الالتزام بسلم الأولويات الإسلامية، هي الضروريات فالحاجيات فالتحسينات وعند تطبيق ذلك على المقاطعة يكون الترتيب كالآتي: تبدأ بمقاطعة السلع والخدمات التي تقع في مجال الكماليات، يلي ذلك السلع والخدمات التي تقع في مجال الحاجيات، وهذا يختلف من مكان إلى مكان.





تقليل التكاليف ورفع الحرج من وعن الناس: فمنهم من يأخذ بالعزيمة وهؤلاء ندعمهم ونعاونهم ولا نثبط هممهم، ومنهم من يأخذ بالرخصة فلا تسبب له حرجًا في إطار وحدود شرع الله، فقد قال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ (الحج: من الآية 78) "المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا أو حرم حلالاً"، فإذا كان هناك اتفاق بين دولة إسلامية ودولة محاربة معتدية ويتضمن شروطًا تخالف شرع الله فتعتبر هذه الشروط غير ملزمة للدولة الإسلامية.



- ألا تؤدي المعاملات إلى تضييع حق أو تقصير في واجب أو تتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، فعلى سبيل المثال إذا كانت المعاملات مع أعداء الدين الإسلامي تؤدي إلى ضياع الحقوق فيجب إيقافها وتفعيل المقاطعة ضدها.



- لا اجتهاد مع النص وأن قواعد الشريعة الإسلامية حجة على المفكرين وأصحاب الرأي ولا يجوز تطويعها لتتماشى مع الأهواء والمفاهيم والفلسفات والتوجيهات العمياء للعلمانيين والمنافقين.



نداء إلى المسلمين


يجب على كل مسلم أن يعرف ويعي فقه المقاطعة الاقتصادية بقلب مؤمن بأن الله سبحانه وتعالى سينصر عباده المجاهدين في سبيله، كما يجب أن يكون قدوة لغيره في تطبيق المقاطعة، فيبدأ بنفسه، ثم ببيته، ثم يدعو غيره.



يجب على كل مسلم أن يوقن بأنه لا نصر بلا جهاد، ولا جهاد بدون تضحية ومن صور الجهاد: المقاطعة، وكبح هوى النفس، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من الذين يقولون فيعملون ويعملون فيخلصون، ويخلصون فيقبلون، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

الموجبات الشرعية للمقاطعة


تعتبر المقاطعة الاقتصادية ضد أعداء الأمة الإسلامية فريضة شرعية وحاجة ضرورية لحماية مقاصد الشريعة الإسلامية، وحتى تحقق غايتها يجب الالتزام بالوصايا الآتية:



أولاً: جاهدوا بأموالكم المعتدين على رسولكم العظيم المبعوث رحمة للعالمين إن كنتم مؤمنين، فقد قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15)﴾(الحجرات)، وقال الله عز وجل في وصفه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ (القلم).



ثانيًا: انتهوا عن موالاة المعتدين على رسولكم الكريم حتى لا تكونوا من المنافقين الظالمين، فقد نهاكم الله عن ذلك بقوله: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)﴾ (الممتحنة).



ثالثًا: قاطعوا المنتجات والخدمات الواردة من الدول المعتدية على ديننا وعلى رسولنا الكريم طاعة لله عز وجل وامتثالاً لأوامره، ولا تكونوا من الخائنين المتخاذلين، واسمعوا نداء الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)﴾ (الأنفال).



رابعًا: لا تضعوا أموالكم في يد أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إن كنتم تحبون الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهي أمانة عندكم وسوف تسألون يوم القيامة: أين وضعت وأين أنفقت فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) رواه عبادة بن الصامت، وقال- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: كذلك "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".



خامسًا: قاطعوا أعداء الله وأعداء رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- مقاطعة شاملة وليجدوا فيكم غلظة وعزة وكرامة، فالمقاطعة فرض عين، وضرورة شرعية وحاجة دينية، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾ (الأنفال)، وقال الفقهاء: ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب.



سادسًا: انصروا إخوانكم المسلمين في الدول المعتدية على رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فإنهم يستغيثون ويستنجدون ألا تستجيبون لهم، ألا تدعموهم بمقاطعة المعتدين هل أنتم فاعلون؟، فقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، وقال عز وجل: ﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ﴾ (الأنفال: من الآية 72)، ويقول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" (البخاري ومسلم).



سابعًا: ادحضوا كلام ومفاهيم المنافقين المتخاذلين والفاسقين من المسلمين الذين يثبطون الهمم والعزائم ويوالون المعتدين من دون المسلمين خشية نقص المال أو كساد التجارة، فقد قال الله تعالى لهم: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾ (التوبة)، وقوله عز وجل: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيم﴾ (التوبة: من الآية 28).



ثامنًا: اعلموا أن المقاطعة وقفة مع الله، ووقفة مع رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ووقفة مع الأمة، ووقفة مع النفس، يثاب المقاطع المسلم من أجل تفعيلها ثواب المجاهدين، فقد نجح غاندي وسعد زغلول في إحكام المقاطعة حتى تحقق النصر على المعتدين، ولقد وعدكم الله بالنصر بقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ (غافر: من الآية 51)، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).



تاسعًا: ربوا أولادكم على روح الجهاد والمقاطعة وكراهية الذين يحادون الله ويؤذون رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، فالرجل راعٍ ومسئول عن رعيته، مصداقًا لقول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "والرجل في بيته مسئول عن رعيته" (مسلم والبخاري).



عاشرًا: داوموا على استشعار روح المقاطعة، وهيئوا أنفسكم على التضحية والجهاد، ولا تفتروا واصبروا وصابروا ورابطوا، فلقد أمركم الله بذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران).



وألحوا في الدعاء، واطلبوا الغوث، وأبشروا بالنصر، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)﴾ (الأنفال).



من دعاء المجاهدين في سبيل الله

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأعلي بفضلك كلمتي الحق والدين.

اللهم انتصر لدينك ولكتابك ولرسولك ولعبادك المؤمنين

اللهم أذل الكفرة والمشركين والفاسقين والمنافقين ومَنْ والاهم

اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين فلعنتك عليهم أجمعين

اللهم عليك بأعداء الدين من الصليبيين والصهاينة ومن شايعهم أو والاهم

اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان

اللهم أبرم لهذه الأمة إبرامًا يُعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك حتى تسود شريعتك على الشرائع كلها يا رب العالمين.

والحمد لله على كل حال والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
__________________