[Bilal Nabil]

يا اخوان

التعميم مرفوض ضد اي فئة. فلو افترضنا ان هناك عدد لا باس به من الفاسدين في شعب معين ، فعلينا ان ندعم الصالحين حتى نحد من تفوذهم.

عندما تكون القيادات فاسدة فهي تعطي المجال للفاسدين للوصول الى اماكن السلطة. و لا اشك ان موضوع الفلسطينيين حساس للدول المضيفة. فاي حدث اجرامي يرتكبه فرد منهم يعمم على الجميع.

فعلى سبيل المثال، الشعب العراقي ....

العراقيون كانوا اكثر شعوب العرب علما و غنى و ثقافة و كانوا يلاقوا كل الترحيب في بلاد العرب و العجم.

عندما شاءت الاقدار ان تدمر بلادهم و يشتتوا في اصقاع الارض، عانوا الامرين و الذل و خصوصا من بقية اخوانهم العرب. فاصبح العراقي متهم بابشع الجرائم في نظر بقية العرب، و لم يعد له اي احترام على نقاط العبور في الدول العربية ...

بامكانكم ان تتصوروا شعور الانسان العراقي ، فمجرد ان يسمع اي كلمة من شخص اخر حتى يظن انها تطعن في شخصه لانه عراقي. طبعا ليس لسوء الظن و انما للحساسية المفرطة بعد انقلاب احواله.

اعتقد نفس الشئ ينطبق على فلسطينيي الدول العربية، ففلسطين كانت من اكثر المناطق غنى و تطور في الشرق. بعد تدمير و تهجير سكان اغنى مدنها ، اصبحوا حساسين لاي موقف او كلمة.

حتى نحن سكان فلسطين نلمس الحساسية الزائدة عند سكان المخيمات، فهم كانوا اعز الناس و اكثرهم جاها و غنى و لكن تقلب الزمان قلب احوالهم . فمن السهل استفزازهم و هناك العديد من الصدامات التي كانت تحدث بين بعض من اهل المدن و المخيمات لمشاكل فرديةبسيطة.

كان من المفروض ان يحصل سكان المخيمات على حقوق المواطنة كاملة في كل الدول المضيفة حتى يعودوا لبلادهم ، تماما كما حصل الارمن و الشركس على هذه الحقوق دون التنازل عن هويتهم الاصلية. فلو حصل الفلسطينيون اللاجئون على نفس الحقوق التي حصل عليها اخواننا لاجئي ارمينيا و الشيشان لما راينا هذه الحساسية المفرطة من قبل الفلسطينيين.

و لعل فلسطينيي سوريا كانوا الافضل حظا في هذا المجال ...

بالنسبة للكويت ، الموضوع مختلف تماما، فكل سكان 'دول الضد' اضطهدوا. وحملة التطهير ركزت على الجالية الاردنية الفلسطينية كونها الجالية الاكبر و كون كلا الحكومتين اعتبرتا من دول الضد ، بالاضافة للتصرفات غير المسؤولة لمنظمة جبهة التحرير الموالية لحزب البعث العراقي .

بالنسبة للاردن، فلسطينيو هذه الدولة مخلصين لها، بل الكثير منهم لا يعتبرون انفسهم فلسطينيين . و هناك مصالح لكلا الطرفين اقوى بكثير من ان تؤثر عليها اصوات شاذة من هنا و هناك .... و حكاية الوطن البديل هي مفهوم صهيوني متطرف لم و لن يطرح بتاتا!!

فجوهر الصراع هو مدينة القدس و لو كنا فقط نريد وطن لواقفنا على عروض باراك و حصلنا على 90 % من الضفة و غزة ، علما ان هذه المساحة تحوي اراضي خصبة و مياه و قيمة تاريخية و دينية اكثر من الاردن. الضفة الغربية قادرة على استيعاب جميع لاجئي الدول العربية بدون استثناء.

لكن في المقابل علينا ان نتنازل عن جزء من المسجد الاقصى و بالتالي سينعتنا اخوتنا العرب المتفرجون 'بالخيانة' و ليس ' بالمشردين' كما هو الحال الان!

بالعربي الفصيح = على الجهتين مبهدلين!