عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-04-2005, 11:03 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي أمريكا المجرمة – تشخيص لمرض تاريخى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ... نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله أما بعد :-

فان خير الكلام كلام الله عز و جل و خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلاله و كل ضلالة في النار


لقد عزمت على الدراسة فى موضوع شاق لم تتوفر فيه المعلومات اللازمة للدراسة لما رأيت لها من ضرورة فى تلك الأيام العصيبة التى تمر بها الأمة
و لقد قال السابقون العارفون – أعرف عدوك
ونحن –للأسف قوم لا نعرف عدونا .. ولابد من توسيع مدارك الأمة و وضع أصبعها على العلة ثم كشف وجه العدو الحقيقى – فالعدو معروف .. وما زلنا نتعامل معه ولكن وجهه القبيح غير معروف للعوام فلابد من إظهاره حتى نعلم مدى الخطورة التى تواجهنا , إن العلة هى الجهل .. واجهل من الجهل أن تكون الطبقة المتعلمة – وليست العالمة – من الأمة جاهلة و تدعى العلم , فلا أمل إذن من بذل المجهود لتعليمها ..
وقد تركت تلك المهمة الصعبة لرجال هم على قدرها و لهم من العلم باع يسمح لهم بالدراسة الوافية من تحليل و تبويب و معالجة و استخلاص .. وأخذت على عاتقى مهمة يسيرة وهى قراءة تلك الدراسات و عرضها بتصريف يسير لا يخل بالمعانى و المقصد .
وهذه الدراسة لها أهمية كبيرة و خطيرة بالنسبة لما نحياه من تخبط و تزعزع و مروق للأمة من هويتها

كنت قد و ضعت مقدمة لهذه الدراسة تختلف عما هى عليه الآن , قلت فى جزء هام منها أن دراستى هذه حول تاريخ أمريكا الحضارى ليس من النواحى المادية فحسب بل ومن النواحى العقلية و الوجدانية أو بمفهوم شامل المرجعية الثقافية التى بنى عليه هذا المجتمع الحديث على تاريخ البشرية منذ آدم عليه السلام و أوضحت فى تلك المقدمة أنى سابذل قصارى جهدى أن انقلها بمنتهى الموضوعية و لن أصدر حكمى ( و الحكم فى غالب الأحوال يتضح من العنوان ) إلا بعد نهاية تلك الدراسة فى الخاتمة التى لم أكن أعددتها بعد , و كان العنوان هو ( الأفساد واألأصلاح للحضارة الأميريكية ) .. وما أن بدأت أدخل فى أعماق الدراسة إلا وجدتنى ألعن فى كل شخصية أقرأ عنها – مع العلم بأن معظم قراءاتى كانت لكتاب غربين منهم المحايد و منهم من هو أمريكى .. كثير من تلك الكتب و المقالات و الرسائل تصيبك بالغثيان مما تقرأ .. أجرام لم تعرف البشرية مثله ...
كلما أراد شخص أن يضرب المثل للهمجية و الأجرام لا يجد أقرب له من التتار ... و أنا أؤكد لكم جميعا أنكم فى النهاية ستجدوا أن التتار رحماء رقيقين بالمقارنة مع تاريخ أمريكا الحديث

لقد قررت أن أغير العنوان إلى ( أمريكا المجرمة – تشخيص لمرض تاريخى ) , لو أبقيت العنوان الأول طمعا فى الموضوعية لخرجت عن الصدق و هو شرط أساسى لموضوعية البحث فدعونا نرى هل أنا مخطئ أم لا ؟ ولسوف يتضح ذلك فى نهاية الدراسة .

وأيضا وجدت أنه لابد من الأشارة إلى الجانب الثقافى و العلمى قبل الخوض فى تلك الدراسة لأنها مكمن البحث و أداة التنقيب ..
وكذلك هى الثغر الذى يأتينا منه الدمار .. إنه العامل الثقافى .. و فضلت أن يظهر فى المقدمة

عقل و وجدان الأمة

لو كانت الهزيمة فى الجسد فأمره سهل .. يسهل على النخبة علاجها و العمل على وضع عوامل النصر .. ولكن أن تكون الهزيمة فى الحرب على العقل و الوجدان الأسلامى فأمره شديد التأثير و علاجه صعب للغاية و يزداد الأمر سوأً و تعقيدا لو كانت النخبة هى الأداة فى تدمير العقل الأسلامى .. هذه النخبة للأسف متفقهة و لها علم عظيم يالدين و يعتد برأيها من قبل العوام فتقوم بتفسير القرآن و السنة لما يوازى أهواء السلطة – التى تدور فى فلك أعداء الأسلام , و حتى يتضح هذا الجانب سأتيكم بمثالين مشهورين فى التحوير و نقل وتحريف الكلم عن مواضعه بغرض تمرير فكرة السلطان وتأيد سياسته التى تضاد ما عليه سلفنا

أولا : و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة : -
جاء فى كتاب الله عز وجل تلك الآية الكريمة ((وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) البقرة : 195
تستخدم تلك الآية لتثبيط همم الأمة عن الجهاد بحجة تفوق الأعداء لكن لو قُُرأت الآية الكريمة كما سنرى في سياق الآيات القرآنية لتضح المعنى الحقيقي الذي يعني أن المقصود بالتهلكة هو عدم الإنفاق في سبيل الله وعدم الجهاد .
( قال ابن عباس ) "ليس التهلكة أن يُقتل الرجل في سبيل الله ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله.

وقد روى ابن جرير الطبري بسنده عن أسلم أبي عمران أن رجلاً من الصحابة في غزوة القسطنطينية حمل على العدو حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا مقبلاً فصاح الناس وقالوا : سبحان الله ألقى بنفسه إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله { فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هكذا أن حمل رجل يقاتل يلتمس الشهادة أو يبلى في نفسه إنما نزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار ، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه ، قلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سراً من رسول الله: إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله في كتابه يرد علينا ما هممنا به ، فقال تعالى (( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة))

ثانيا : قوله تعالى "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ."

تستخدم تلك الآية الكريمة لتثبيط همم الأمة عن جهاد المحتل ودفع العدوان الغاشم عليها وانتهاك حرماتها. متجاهلين أن الآيات الكريمة تأمر بالإعداد لملاقاة العدو بكل ما تملكة الأمة من إمكانات .
‏{‏وإن جنحوا‏}‏ أي مالوا ‏{‏للسلم‏}‏ أي المسالمة والمصالحة والمهادنة ‏{‏فاجنح لها‏}‏ أي فمل إليها، واقبل منهم ذلك ....... قال ابن عباس ومجاهد‏:‏ إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة ‏{‏قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر‏}‏ الآية وهو قول عطاء وعكرمة والحسن وقتادة وزيد بن أسلم ، وفيه نظر، لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك، فأما إن كان العدو كثيفاً فإنه يجوز مهادنتهم، كما دلت هذه الآية الكريمة .(مختصر شرح بن كثير).
وبالتالي للمسلم الحق في المعاهدة عندما يكون العدو اقوى عددا وعدة لكن يتم خلال ذلك الإعداد للمواجهة وليس الاستسلام والخنوع كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة . فالقران الكريم لا تنافر ولا تعارض فيه حيث يقول تعالى : (فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) سورة محمد الآية 35.
كما أن القرآن الكريم حافل بآيات كثيرة تحض على الجهاد لنشر الإسلام فما بالنا بمن اعتدى على بيضة الإسلام وأذل المسلمين وانتهك حرماتهم.
قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )‏ سورة التوبة آية 29

وقال تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) سورة النساء آية 95.

وقال تعالى ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالاخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما ) سورة النساء الآية 74.

وقال تعالى : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ‏.‏) سورة التوبة آية 14.

وقال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ‏) سورة البقرة آية 193
وقال تعالى : ( ‏واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم‏) سورة البقرة آية 191

والله سبحانه وتعالى أعطانا من الدلائل والمؤشرات التي تفضح المُخذلين من المنافقين كقوله تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدو له عدة لكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ) سورة التوبة آية 46

وقال تعالى (لوْ خَرَجُواْ فيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين)َ سورة التوبة آية 47.
وفي المقابل نرى آيات الوعيد لمن يتولى يوم الزحف قال تعالى : ( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين)

وقال تعالى : ( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين)

وقال تعالى : ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا )

وقال تعالى : ( ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )

وقال تعالى: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) .
و هناك الكثير و لكن ليس هذا مجال الدراسة فمن أراد ان يتعمق فعنده كتب التفاسير متوفرة و لله الحمد
وانتظروا الحلقة التالية