عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-04-2005, 12:21 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الحلقة الثانية


فكر و وجدان الأمة
***********

ونحن فى صدد بيان العدو الأول الذى لا بد من أن توجه له كافة أسلحة المجاهدين و قعت على عدة موضوعات لعلماء و كتاب أشاروا إلى الخطر السرطانى الذى ينتشر فى جسد الأمة ... فلنقرأ ما خطه الشيخ محمد شاكر رحمه الله حيث كان نبراسا فى هذا المجال
يقول الشيخ محمد شاكر :
((انبعثت الحضارة الأوربية، ثم انطلقت بكل سلاحها لتخوض في قلب العالم الإسلامي، أكبر معركة في تاريخنا وتاريخهم، وهي معركة لم يحط بأساليبها وميادينها أحد بعد في هذا العالم الإسلامي .. لم تكن المعركة الجديدة بين العالم الأوربي المسيحي، وبين العالم الإسلامي، معركة في ميدان واحد، بل كانت معركة في ميدانين: ميدان الحرب، وميدان الثقافة، ولم يلبث العالم الإسلامي أن ألقى السلاح في ميدان الحرب، لأسباب معروفة، أما ميدان الثقافة، فقد بقيت المعارك فيه متتابعة جيلا بعد جيل، بل عاما بعد عام، بل يوما بعد يوم، وكانت هذه المعركة أخطر المعركتين، وأبعدهما أثرا، وأشدهما تقويضا للحياة الإسلامية والعقل الإسلامي، وكان عدونا يعلم مالا نعلم، ويدرك من أسرارها ووسائلها مالا ندرك، ويعرف من ميادينها مالا نعرف، ويصطنع لها من الأسلحة مالا نصطنع، ويجرى لهما من الأسباب القاضية إلى هلاكنا مالا نحصى أو نلقى إليه بالا)) انتهى كلامه رحمه الله

أنها أشارة إلى ذلك الجانب الهام من فكر و وجدان الأمة الأمة الأسلامية فكيف دخل العدو – دول الغرب كافة بما فيها أمريكا – إلى قلاعنا المحصنة ..؟
ستجدوا أنهم برعوا فى صناعة حصان طروادة .. كيف ؟
يقول الشيخ رحمه الله
((وقد كان ما أراد الله أن يكون، وتتابعت هزائم العالم الإسلامي، في ميدان الثقافة جيلا بعد جيل، وكما بقيت معارك الحرب متتابعة سرا مكتوما لا يتدارسه قادة الجيوش الإسلامية وجندها حتى هذا اليوم، بقيت أيضا معارك الثقافة على تطاولها، سرا خافيا لا يتدارسه قادة الثقافة الإسلامية وجندها، بل أكثر من ذلك:
فقد أصبح أكثر قادة الثقافة في العالم الإسلامي وأصبح جنودها أيضا، تبعا يأتمرون بأمر القادة من أعدائهم، عارفين أو جاهلين أنهم هم أنفسهم قد انقلبوا عدوا للعقل الإسلامي الذي ينتسبون إليه، بل الذي يدافعون عنه أحيانا دفاع غيرة وإخلاص. لم يكن غرض العدو أن يقارع ثقافة بثقافة، أو أن ينازل ضلالا بهدى، أو أن يصارع باطلا بحق، أو أن يمحو أسباب ضعف بأسباب قوة بل كان غرضه الأول والأخير أن يترك في ميدان الثقافة في العالم الإسلامي، جرحى وصرعى لا تقوم لهم قائمة، وينصب في أرجائه عقولا لا تدرك إلا ما يريد لها هو أن تعرف، فكانت جرائمه في تحطيم أعظم ثقافة إنسانية عرفت إلى اليوم، كجرائمه في تحطيم الدول وإعجازها مثلا بمثل، وقد كان ما أراد الله أن يكون، وظفر العدو فينا بما كان يبغي ويريد..".
))

نعم لم يكن غرض العدو أن يقارع ثقافة بثقافة، أو أن ينازل ضلالا بهدى، أو أن يصارع باطلا بحق لأنه لو فعل لهزم فى الجولة الأولى .. فالمحجة بيضاء ليلها كنهارها ويستطيع الأمى و العامى و طلبة العلم و العلماء من قهر و صد الثقافات التى لا توازى ثقافتنا الأسلامية ..( الثقافة هنا المقصود بها هو ذلك الكل من العادات و التقاليد و الأعراف و القيم و المبادئ و القوانين التى يتعامل بها المجتمع الأسلامى )

لقد قام الخبيث بالدخول من خلال النخبة
هناك حكام وهناك نخبة
فالحكام قد غسلنا أيدينا منهم .. ولم يبقى لنا إلا النخبة أو الصفوة التى هى خلاصة المجتمع الأسلامى .. صوت الأمة و ضميرها .

يقول الشيخ أبوالأعلى المودودى رحمه الله
((يقول الشيخ أبوالأعلى المودودى رحمه الله
((أسوأ إنتاج للاستعمار الغربي في البلدان الإسلامية . فالصدمة الكبرى التي وجهها إلينا الاستعمار لم تكن في ميدان السياسة أو الاقتصاد ، بل كانت موجهة إلي أعماق أدمغتنا وأرواحنا . وقد أوجد هذا الاستعمار في أوساطنا عبيداً قلوبهم متعلقة بالغرب حتى بعد الحصول على الاستقلال السياسي .وهم يطيعون أسيادهم ويتبعونهم خطوة خطوة بكل خضوع. وهذه النظرية تدعونا إلي القول بأن حرب الاستقلال لم تنته بعد ، إذ أننا في حرب طويلة الأمد ضد هؤلاء الغرباء الوطنيين
.))

إذن فميدان المعركة الأول لابد أن يكون هنا .. على تلك النخبة الفاسدة التى تحرف الكلم عن مواضعه .. التى تسخر أدواتها من صحافة و إعلام و دار ثقافة لتمكين فكر مغاير لما عليه سلف هذه الأمة .. لمسخ الهوية .. حتى يأتى اليوم الذى يقبل المجتمع الأسلامى ما لم يكن ليقبله من قبل .. فيرفض شئ أسمه الجهادو هو فرض من الله ..
يرفض لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم .. بل و يقبل التحالف معهم و هم يقتلوا فى المسلمين بل ويقبل فتاوى العلماء بتمرير ذلك أرضاء للسلطان
يقبل بالحداثة و العلمانية ..
كان يرفض الشذوذ الجنسى ... فيتقبله بأسم جديد و مشروع مقنن بأسم المثليين أو الجنس الثالث .. وليس بعيد أن يرضخ تحت الديمقراطية الغربية بزواج المثليين ..أقصد الشواذ

إن كنا سنوجه رصاصة للعدو الخارجى فلا بد من توجيه رصاصتين لعدونا الداخلى .

يقول الدكتور أبراهيم عوض عن تلك خلية من تلك النخبة أو الصفوة :
((لا يحترمون القرآن ولا الحديث، وهما أساسا الدين لهذه الأمة، وبغيرهما لا يكون المسلم مسلما. لديهم قدرة عجيبة على الكذب والتدجيل دون أن يطرف لهم جَفْن ولا هُدْب، كما أن لديهم الجرأة الخبيثة على التلاعب بتفسير النصوص الدينية، والقرآنية بالذات، تفسيرا ما أنزل الله به من سلطان. وهذه الجرأة الوقحة على التلاعب بتفسير النصوص الدينية يرفدها جهل غليظ لا يستحي صاحبه من إعلانه على الناس. هذه النخبة أخطر علينا حتى من المستعمر نفسه، المستعمر الذي يتساءل الآن في سخرية شامتة:
ترى هل يستطيع أحد من المسلمين أن يجرؤ على فتح فمه؟.
وفوق هذا وذاك فالقوم لم يعودوا يخفون شيئا من أهدافهم ونياتهم,, فهؤلاء هم المسلمون يُذَبَّحون وتُدَكّ بيوتهم فوق رؤوسهم ورؤوس الذين نفضوهم وتُغْتَصَب حرائرهم وتُلَطَّخ أجساد رجالهم بالخراء ويُكْرَهون على أن يأتي الأب منهم أولاده، والأولاد أباهم، بأوامر اللوطيين والسحاقيات من أبناء وبنات العمّ سام، وتُسَلَّط الكلاب المتوحشة عليهم تأكل أعضاءهم التناسلية وهم عرايا مقيدون قد أُبْعِد ما بين ساقيهم بآلات حديدية حتى لا يستطيعوا أن يداروها عن الكلاب المتلمظة التي يسلطها عليهم كلاب البشر! رهيب! رهيب! رهيب! ..))

ثم يأتي أولئك الخلق فيصيحون بنا أن: كونوا متحضرين أيها الأغبياء يا من لا تزالون تعيشون كالخفافيش في عصر الظلام الذي كان يعيش فيه محمد وأصحابه البدو المتخلفون! ما لكم تريدون أن ترجعوا عقارب الساعة إلى الوراء... لقد مات ذلك الـ"محمد"- بأبى هو و أمى - منذ أربعة عشر قرنا وشبع موتا، وينبغي أن يلحق به قرآنه- بزعهم الواهى - وحديثه اللذان لا مكان لهما في عالم اليوم الذي استولت فيه أمريكا على عرش الألوهية بقوة السلاح كما استولت على بلاد الهنود الحمر بعد أن أبادتهم وجعلتهم أثرا من بعد عين...

حوَّلتهم إلى حكايات تُرْوَى وأفلام تُمَثَّل على الشاشة للتسلية وإدخال السرور على قلوب المشاهدين، ولم يعد هناك مكان لإله محمد يا أيها الحمقى، بل يا أيها البهائم؟ ألا تريدون أبدا أن تفيقوا من هذيانكم وظلامكم وتكونوا، ولو مرة واحدة، قوما متحضرين؟ استيقظوا وافركوا أعينكم وقلوبكم وعقولكم جيدا، فهذا الأوان أوان "الكاوبوى بوش" لا "محمد راعى الجِمَال" يا أيها الصُّمّ البُكْم العُمْى الذين لا يبصرون ولا يسمعون ولا يتكلمون كلاما يفهمه العاقلون!

و إن شاء الله لن يفلحوا .. لا هم و لا أزلامهم ... فالله حافظ دينه على يد الطائفة المنصورة كما أخبرنا رسوله صلى الله عليه و سلم .

وإلى الحلقة الثالثة