عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 23-04-2005, 02:07 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الحلقة الثالثة


بداية الولايات المتحدة الأمريكية :

نعود إلى الوراء 8000 عام قبل الميلاد ... فهو أقصى زمن لوجود الهنود الحمر فى القارة المجهولة وقتئذ .. فالسكان الأصليين لتلك المعمورة هم الهنود الحمر .

عاش الهنود الحمر فى تلك الأرض التى أكتشفها أصحاب الرحلات البحرية إبان القرون الوسط منذ 8000 سنة ق م .. وقد حاول الكثيرون من المؤرخين تصويرهم كقبائل وحشية ليس لها أى حضارة تذكر و قد قيل عنهم أنهم متوحشون و ليس لهم حضارة .. .. ولكن الحقيقة غير ذلك تماما فهناك دراسات كثيرة تدل على عكس ذلك .. بل هم أصحاب فنون و أدب كباقى الشعوب المتحضرة .


فيقول الكاتب الكاتب التشيكي فلاديمير هلباتش الذي جمع حكايات الهنود الأميركيين وأساطيرهم :
((لقد كان للهنود الأميركيين ثقافة مزدهرة مفعمة بالمعاني الإنسانية الراسخة، وكان وصول الأوروبيين بداية لانحسارهم بل وانقراضهم))

يلاحظ على قصص الهنود وحكاياتهم أنها قريبة من قصص الشرق وبعضها قد يكون يقترب كثيرا من قصص وردت في الكتب السماوية مثل الحياة في السماء والنزول إلى الأرض، وهي أيضا منسجمة كثيرا مع تراث الشرق المفعم بالدعوة إلى الخير والرفق بالناس والحيوان.

وكان تعدادهم كبيرا جدا وقتما أكتشف هذا العالم الجديد لقد كان عدد السكان "الهنود" في أميركا عام 1492 م أكثر من خمسين مليونا ، وكان سكان أوروبا أيضا 54 مليونا ويقترب الأوروبيون اليوم من الألف مليون أو يزيدون .. فلو نما تعداد الهنود الحمر كنمو الأوربيين لكان عددهم مثل ذلك تقريبا .. مع ملاحظة أنهم قوم يحبون التناسل الكثير بدرجة تفوق الأوربيين فهم أقرب إلى شبه القارة الهندية فى تلك العادة .. و لكن لم يتركهم الرجل الأبيض الذى جاء لأبادتهم كما سيتضح بعد قليل .. فالهنود الحمر اليوم تقريبا اليوم أربعون مليونا!!.

انهم شعب كبير كان يسكن تلك المساحة الشاسعة من القارة الجديدة التى أكتشفت فيما بعد من الرجل البيض الأوربى .. ولكن هناك من يقول انه كان هناك مكتشفين قبل الرجل الأبيض الأوربى

الرحلات الأستكشافية

فالمعروف لدى الجميع أن كريستفر كولومبس هو أو مكتشف لتلك القارة و لكنه ظنها جزر الهند الغربية حتى جاء أمريجو فاسبوتشى ليكتشف انها أرض جديدة لم يكتشفها البشر .

و لكن هناك نظرية أخرى و قوية و مؤيدة بالدراسات تقول غير ذلك
يقول الدكتور يوسف مروة اللبناني الكندي وأستاذ الفيزياء وتاريخ العلوم مستندا إلى مراجع ودراسات وأدلة كثيرة أن العرب المسلمين قد وصلوا إلى أميركا قبل كولومبوس بخمسمائة سنة، فقد وصل الملاح خشخاش بن سعيد القرطبي إلى جزر البحر الكاريبي عام 889 م ثم وصل بعده الملاح بن فروخ الأندلسي إلى جزيرة جامايكا عام 999 م. وعندما وصل كولومبوس إلى ميناء بالوس في كوبا عام 1492 لم يجرؤ على النزول في تلك المنطقة عندما شاهد قبة مسجد بالقرب من الشاطئ فحول اتجاهه إلى جزيرة صغيرة، وقد كان يظن نفسه متجها إلى الهند في طريق التفافي لا يسيطر عليه العرب والمسلمون.

وكولومبوس نفسه كان عام 1467 بحارا مغمورا في سفينة عربية أبحرت على سواحل أفريقية ثم وصلت البرازيل دون أن يعرف أنه وصل إلى قارة جديدة، وعندما أبحر بعد ذلك بربع قرن بتمويل وتشجيع من الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا كان ثلث بحارته من العرب ويعتمد على خرائط وأدوات عربية، أما أول من وصل إلى القارة الأميركية فهو الملاح الفينيقي ماتو عشتروت عام 508 ق.م ثم الملاح القرطاجي روتان عام 504 ق.م. وتدل الآثار المتبقية والدراسات على اندماج وتأثر واضح لسكان أميركا بالعرب دون أن تطمسهم الحضارة العربية أو تفنيهم.

ولكن الكتب الجغرافية الشهيرة تكلمت عن غير ذلك و نسبت الفضل للرحلات الأستكشافية التى نشطت فى ذلك العصر إلى البرتغاليين ثم الأسبانيين و الطليان وتركت غيرهم ..

وكان لاحتكاك الأوربيين بالمسلمين في بلاد الشرق العربي أثناء الحروب الصليبية واطلاعهم على ما كتبوه أثره في نمو معارفهم ومعلوماتهم الجغرافية ووعيهم باستخدام كثير من آلات الرصد والتوجيه كالبوصلة والإسطرلاب وتصحيح كثير من الأفكار الجغرافية الخاطئة لديهم مما شجعهم على القيام بهذه الرحلات. وفيما يلي أهم الرحلات ونتائجها وآثارها في نمو المعرفة الجغرافية.

قام ملوك أسبانيا سنة 1942 بأرسال رحلات أستكشافية اتجهت كلها غرباً في المحيط الأطلنطي، أملاً في اكتشاف طريق أقرب إلى الهند وشرقي آسيا، انتهت باكتشاف الأمريكتين والدوران حول الكرة الأرضية.
1 - رحلة كريستوفر كولمبس
أبحر (كولمبس) من إسبانيا في سنة 1492م (بداية القرن العاشر الهجري) قاصدا لوصول إلى الهند عن طريق الاتجاه غرباً عبر المحيط الأطلسي بعدما سادت فكرة كروية الأرض وإمكان الدوران حولها، وبدأ رحلته بزيارة جزر كناريا الواقعة بالقرب من الساحل الإِفريقي، ثم اتجه غرباً حتى وصل إلى جزر ياهاما وجزيرة كوبا وعدد آخر من الجزر الواقعة بالقرب من أمريكا.

وعندما رأى كولمبس تلك الجزر ظن أنها الجزر القريبة من الساحل الشرقي لقارة آسيا وأنه على وشك أن يصل إلى الهند، ولهذا أطلق عليها اسم "جزر الهند الغربية" ومازالت هذه التسمية شائعة حتى الآن، ثم عاد كولمبس ظافراً إلى إسبانيا، وسرعان ما قام برحلة ثانية إلى تلك الجزر التي أصبحت ملكاً لإِسبانيا، ثم قام برحلة ثالثة ورابعة ووصل في هاتين الرحلتين الأخيرتين إلى سواحل أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
هذا العام 1492 م هو نفس العام الذى سقطت قيه أخر أرض للمسلمين فى يد الأسبان و الله المستعان ..

كولومبس كان أول من أنشأ ارتباطات دائمة بين أمريكا والقارات الأخرى، فتبعه آلاف الأوربيين، جنود وتجار وأساقفة وأشخاص عاديون، حتى تغير شكل القارة كلها، وهزمت دولها العظمى (وساعدت الأمراض في ذلك، فلم يكن لسكان أمريكا أي مناعة ضد أمراض أوروبا العديدة.)

2- رحلات أمريجو فيسبوتشي:
أكمل هذا البحار جهود سلفه كريستوفر كولمبس، فقام برحلات عديدة من أوربا واتجه غرباً عبر المحيط الأطلسي وذلك في أوائل القرن السادس عشر، وتمكن من الوصول إلى بعض سواحل أمريكا الجنوبية، وقد سميت تلك القارات الجديدة باسمه (أمريكا).

3- الرحلات الأنجليزية
اهتمت إنجلترا كذلك بالبحث عن طريق جديد إلى الصين وجزر الهند الشرقية. وسيرت لذلك عدة رحلات اتجهت صوب الشمال الغربي في المحيط الأطلنطي، أهمها ما قام به (جون كابوت) الذي اكتشف جزيرة نيوفوندلند وشبه جزيرة لبرا دور والشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية عام 1497م.

3 - الرحلات والكشوف الفرنسية:
ولفرنسا دورها كذلك في حركة الكشوف الجغرافية، فقد أرسلت عدة رحلات كشفية لقارة أمريكا الشمالية خلال القرن السادس عشر أهمها:
1- رحلة جاك كارتييه: الذي اكتشف نهر سانت لورنس (1534م).
2- رحلة لاسال: الذي اكتشف نهر الميسيسبي.

فهيا نتسارع بالأحداث لذلك التاريخ حتى نصل للهدف و ننشئ المحكمة التى تدين أو تبرأ الحضارة الأمريكية .. بل لتعلن أن ألولايات المتحدة تستحق أو لا تستحق أن نقول عليها لفظة (الحضارة)

بملخص سريع نستطيع أن نقول في القرن السادس عشر لم يستعمر أي من الدول الأوربية شمال أمريكا بشكل كبير، بل سافر إلى هناك صيادو السمك من أجل الصيد فقط وليس للسكنى، إلا في فلوريدا، فقدأسس الإسبان بعض بروج فيها بعد عام 1513. وحاول البعض أن يأسسوا مدن جديدة في شمال أمريكا، لكن أول من نجح كان الإنجليز في تأسيس مسكن على شاطئ ولاية فرجينيا الحالية عام 1607، وسميت "جيمزتاون".

في أمريكا الجنوبية والوسطى، اكتشف الإسبان كميات ضخمة من الذهب،ولقد أنتشر الخبر في كل أوروبا. فمعظم مستعمري جيمزتاون توقعوا الشيء نفسه وأخذوا يبحثون عن الذهب طوال اليوم وتوقفوا عن أي عمل آخر. شهد العام 1607 مجاعة عظيمة حتى عند الهنود الأمريكيين، فهلك ثلثهم، وعاش الآخرون بسبب قيادة شخص يسى جون سميث، أمرهم بالعمل الدائم وعاقب من لم يطعه، وحالف قبيلة الأمير الهندي الأمريكي "باوهاتان" فساعدوه في البحث عن المأكولات. وكان قوله المشهور: "من لا يعمل، لا يأكل!"

لم يجدوا الذهب، لكن عام 1612 وجدوا ما يشبهه! - زراعة التبغ. التبغ نبتة أمريكية أصلا ,وكان الهنود الأمريكيون يدخنون منذ قرون. لكن التدخين إنتشر في أوروبا بسرعة،وحقق المتاجرون به أرباحا كبيرة. لكن زراعة التبغ تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، وكان عدد المستعمرين قليل، فبدأوا بإستيراد العمال ومن ثم العبيد السود،

كانت الأرض واسعة في فرجينيا، وزراعة التبغ تحتاج إلى مساحة كبيرة، فابتعد المستعمرون عن بعضهم البعض ، والواحد قد يسكن مع عبيده أو خدمه على بعد أميال من جاره. ولم يكن معظمهم يهتمون بالدين، فلهذه الأسباب لم يكن المجتمع مرتبط إلا قليلا. وفي المسكن الثاني في شمال امريكا، وهي نيو انجلاند، كان العكس تماما.

مستعمرة نيو انجلاند
في القرن السادس عشر كانت هناك مشاكل كبيرة في انجلترا بين المتشددين وباقي الفئات، فأراد المتشددون أن يغيروا قانون الدولة لمنع كل مايخالف الدين ، ويبعد الكاثوليك عن الحكومة. وكانوا أيضا ضد الملك، أولا لأنه لم يكن متشددا وثانيا لأنهم اعتبروا كل المؤمنين المسيحيين متساوين أمام الله. وخسروا في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية، فقرر البعض أن يطبقو قانونهم الديني في بلاد بعيدة، فذهبوا إلى أمريكا. أول من ذهب كانوا من طائفة "الحجاج" (Pilgrims)، ووصلوا إلى ولاية ماساشوسيتس عام 1620 وبنوا قرية "بليموث". ولم تكفيهم المأكولات التي أخذوها معهم، لكن ساعدهم الهنود الأمريكيون (وخاصة الرجل المسمى "سكوانتو")، فعاشوا، وفي الخريف وجدوا حصادهم كبيرا، فأقاموا عيدا مع الهنود الأمريكين ليشكروا الله على الحصاد، وكان هذا أصل العيد الأمريكي عيد الفصح (Thanksgiving، معناه تقديم الشكر.)
تابع ========>