[اليمامة]

سوف ألفت الإنتباه الى أمر مهم لم يحظ بأي إهتمام من الإعلام العربي في قضية تعذيب العراقيين في سجن أبوغريب..وبالتالي لم يقم الإعلام بواجبه بالعمل على ترميم الأضرار التى لحقت بمعنوية الإنسان العربي من جراء نشر الصور البشعة التى إهتز لها الضمير العالمي.هذا الأمر هو ان تسريب صور التعذيب الجسدي والإذلال الجنسي كان عملاً متعمداً..خطط له وسعى اليه الأمريكيون المتطرفون بهدف تحقيق نشوة الإنتصار على إذلاال شرف العرب.
فأمامنا شواهد مادية لاتقبل الجدل تساعدنا على إستنتاج أحكام مهمة لفهم مايدور حولنا لكي نحسم التعامل معهم.

ترى ماذا يعني للعرب صور الإذلال الجنسي..وماذا تعني هذة الصور بالنسبة للأمريكين؟
بكل تأكيد يمثل العرض والشرف أشياء مقدسة عند الرجل والمرأة وهما عنوان للإفتخار وعندما تسرب صور الإعتداء الجنسي على الرجال أو صور يقال عنها أنها إغتصاب جماعي لنساء عراقيات قام به جنود أمريكيون فإن ذلك يعني إنتهاك لشرف المرأة والرجل.

في الجانب الأخر فإن رؤية هذة الصور سوف تشعر الأمريكيين بنشوة الإنتصار والتشفي وإفراغ مافي قلوبهم من حقد وكراهية حرصت وسائل الإعلام خاصة أفلام هوليوود وأقاويل بعض رجال الدين المتطرفين على تكريسة ضد العرب والمسلمين.

بكل ماتحمله إجابة هذا السؤال من مدلولات فإنها توضح أيضاً دوافع فعل هذا العمل الشنيع وهو تعمد تصوير الإغتصاب والتعذيب..وتعمد نشره.غير أن مايحجب هذة الحقيقة هو أن الأمريكيين رسمو سيناريو لقصة مختلفة ادعوا فيها تطوع أحد الجنود بتسريب هذة الصور.وهذا السيناريو يهدف تحقيق النشر بدون تحمل مسؤوليته الأخلاقية. وهو أمر لايمكن أن يصدق لأن العدد الكبير للصور وشرائط الفيديو يوضح أن هناك مخططاً وراء هذا النشر ويوضح أيضاً وجود منهج لإذلال شرف العرب والمسلمين توضحة بعض الشواهد على النحو التالي:

* إحتفال الرئيس الأمريكي-بعد فضيحة نشر الصور مباشرة-بوزير دفاعه رامسفيلد حيث أثنى عليه امام أنظار العالم..واعلن انه راضى تماماً عن أدائه.
* إحتفال مسؤولي وزارة الدفاع بوزيرهم رامسفيلد.
* قيام رامسفيلد بزيارة سجن أبوغريب وقابل العسكريين هناك وأثنى على الجنود.
* إعلان مسؤولين أمريكيين بوجود عدد هائل من الصور مثيرة للرعب.
* تسريب أخبار بالتحذير عن فظاعة الصور التى لم تنشر بعد..والخوف من وصولها في يد المتاجريين بالصور الإباحية وإستخدامها لترويج تجارة الجنس وهناك فعلاً موقع في شبكة الإنترنت متخصص في نشر صور الإغتصاب في العراق وأفغانستان.

هذة الشواهد بكل تأكيد تساعد على إستنتاج حقيقة مهمة لم يتناولها الإعلام العربي وهي أن هذا العمل القبيح لم ياتى نتيجة أسلوب فردي خاطئ بل كان منهجياً..وكان الهدف من ورائه تحقيق نصر بهزيمة المسلمين يمس أغلى شيئ يملكونه ويعتبرونه مقدس لديهم وهو العار وبدون شك أن هذا النصر يحتاجه الأمريكيون المتطرفون لإرضاء النـزعة العدائيه وهناك أدله تدعم هذا الإستنتاج منها على سبيل المثال:

* إعلان الرئيس بوش قبل البدء بالحرب بإنها حرب صليبية..وإن إعتذاره لم يكن الا لإلهاء المسلمين بعد ان حققت كلمة حرب صليبية مفعولها في إثارة حماسة المتطرفين.
* إطلاق بعض رجال الدين المتطرفين الشتائم ضد المسلمين والتعرض لشخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

بدون شك أن هذة الحقائق تشكل أرضية صلبة ومهمة لابد أن يلتفت اليها العرب ويستخدموها لمقضاة المتسببين في تعذيب العراقيين جسدياً وجنسياً.فقد كان الأمر في غاية الوحشية لقى إمتعاضاً وتنديداً داخل أوروبا وكذلك داخل أمريكا نفسها فقد اعلن الشعب الأمريكي إستهجانه وإنتقادة للإدارة الأمريكية وبالتالي لابد ان يستثمر العرب الرأي العام الأمريكي الحر لصالح هذة القضية.

مقال للدكتور راكان حبيب