عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 21-04-2006, 05:22 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

نقطة مهمة لابد من الكلام عنها : إن قال قائل إن كفار قريش واصحاب التوسل سواء في كونهم يعبدون غير الله وما كانت عبادة قريش لأصنامها إلا بدعاءهم و(الدعاء هو العبادة )كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: رغم أن ما مضى في البحث يكفي في ذلك ولكن طلباً للبيان فأقول ولاحول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم : أن (الدعاء هو العبادة )كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم والدعاء عمل من أعمال التعبد يفتقر إلى النية وذلك
لقوله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرىء مانوى )) وأقرب لك الصورة أكثر بمثالين :
1ـ رجل مضطر قد حاصره العدو من كل مكان فاستغاث بحي حاضر قادر ينقذه منه وكان هذا الحي الحاضر القادر ولي من الأولياء فقال : يا فلان ادركني فكيف أعلم أن دعاءه هنا لهذا الولي يريد به دعاء عبادة أو وليس بعباده ؟الجواب أن مرد ذلك إلى نيته وقصده فإن كان يريد أن يعبد هذا الولي فهو مشرك وإن كان مراده أنه سبب لإنقاذه فقط والأمر لله وحده فهو جائز .
فتحصل عندنا نوعان من الدعاء :
أحدهما :دعاء بقصد العبادة فهذا لا يجوز إلا لله تعالى وحده كسائر العبادات .
ثانيهما: دعاء بدون قصد العبادة فهذا جائز لأنه ليس بعبادة أصلاً .فليس المراد أن كل دعاء هو عبادة بل قد يكون عبادة أو غير عبادة والضابط في ذلك هو النية .
أمثلة لبيان اختلاف الدعاء :
1ـ (( كهيعص ،ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ ناداربه نداءً خفيا ، قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربي شقيا .. ))
2ـ (وادعوا شهداءكم).
3ـ و قوله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)
4ـ ويأتي الدعاء بمعنى العبادة ((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير)) أي والذين تعبدون من دونه ، وكقوله تعالى أيضا : (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) أي ولا تعبد من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك .
فاتضح بأن ليس كل دعاء عبادة فتنبه .


مسألة : فإن قلت بأن المتوسل ينادي الولي والنبي بتذلل وخضوع ؟
فجوابه بجوابين :

الأول: قد سبق ضابط تعرف به كون العمل يراد به عبادة أو غير عبادة ألا وهي النية،
والنية ايضاً تضبط كون العبادة لله أو يريد بها غير الله ،فماذكرت من تذلل وخضوع فهو عمل كسائر الأعمال يشترط له النية فإن نوى به العبادة فيشترط فيه أن يكون خالصاً لله فالنية يا أخي تميز العبادة عن غير العبادة وتميز كونها عبادة لله أو لغير الله .
ولذا فقد بخضع الإنسان ويتذلل لوالديه محبة وإجلالاً أو للرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً وإكراماً أو يخضع لعدو أو حاكم جائر ظالم فليس كل خضوع يكون عبادة .
وقد يخضع ويتذلل بنية عبادة ذلك المعبود فإما أن يكون تذلل وخضوع لله فهو حق أو يكون تذلل وخضوع عبادة لغير الله فهو شرك أكبر .
فالفرق هوبالنية لأنه عمل ظاهر ولكل إنسان مانوى .