[عراقيه حره]

بغداد ــــ الزمان ــــ أ. ف. ب
كشفت صور التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بواسطة الأقمار الصناعية وقدمتها الي الولايات المتحدة ان أهوار مناطق جنوب العراق التي تعتبر من أهم المسطحات المائية في العالم بدأت تعود الي طبيعتها السابقة قبل قيام النظام السابق بمحاولة تجفيفها، حيث تراجعت المستنقعات التي ظهرت بعد عمليات التجفيف واقامة ثلاثين سداً علي نهري دجلة والفرات بنسبة 90 في المائة، وذلك بعد أشهر من فتح مياه السدود المغلقة في الأهوار، كما يعتزم العراق ازالة الأنهار الصناعية مثل نهر الفر ونهر ام المعارك ونهر تاج المعارك التي شقها النظام السابق حتي تغمر المياه مجدداً هذه المناطق الفريدة من نوعها في العالم.
فيما تعتبر الامم المتحدة انه يجب الانتظار ستة اشهر الي سنة حتي تبلغ المياه مستوي كافيا يسمح بعودتهم الي الاهوار واستعادة نمط حياتهم التقليدي الذي يعود الي خمسة آلاف عام والذي ورثوه عن السومريين والبابليين.
وشكلت هذه المنطقة كابوسا حقيقيا لجيش صدام حسين فكانت اشبه بمتاهة لا يمكن الاهتداء فيها. وكانت توفر الظروف المثلي لاختباء المعارضين الذين لجأوا اليها خلال حملة القمع التي تلت الانتفاضة الشيعية عام 1991.
ويعتبر برنامج الامم المتحدة الانمائي ان تجفيف الاهوار يشكل (احدي اسوأ الكوارث البشرية التي تسبب بها الانسان)، وهي مشابهة من حيث خطورتها بانحسار غابات الامازون.
وعلي الرغم من ان المسؤولين في وزارة الموارد المائية العراقية يقومون بجهود حثيثة لكي تغمر المياه مجددا هور (الحمار) وهور (الحويزة) وهور (ابوزرك) والاهوار الوسطي الا انهم يؤكدون ان هذه المناطق سوف لن تعود الي سابق عهدها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
ويرد المسؤولون ذلك الي اكثر من سبب اهمهما عدم وجود الكميات الكافية من المياه وانقراض بعض انواع الحيوانات المائية الفريدة من نوعها التي لا تنشأ الا في مثل هذه المناطق.
وقال الخبير في وزارة الموارد المائية العراقية حسن الجنابي المسؤول عن المشروع ان (الوزارة شكلت فرقا علمية لتنفيذ عدد من المشاريع في منطقة الاهوار بينها غمر المساحات التي جففت بالمياه).
وأوضح ان (المياه عادت لتغمر مئات الكيلومترات المربعة في شمال البصرة (550 كلم جنوب بغداد) وفي هور (ابوزرك) في الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) وهناك توسع لغمر مساحات جديدة تبعا لوفرة المياه).
وكان النظام السابق بعد قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991 واختباء العديد من المعارضين بين المستنقعات، قد عمد الي قطع المياه عن منطقة الاهوار في جنوب العراق ما ادي الي كارثة بيئية وثقافية وانسانية حقيقية في هذه المنطقة الفريدة من نوعها في العالم .
واضاف الجنابي ان (للاهوار العراقية اهمية كبري في حياة العراقيين وفي حياة المنطقة ومنطقة الشرق الاوسط والعالم لكونها نظاما بيئيا فريدا من نوعه في العالم يتمتع باهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة).
وأوضح ان النظام السابق جفف هور (الحمار) و(الاهوار الوسطي) واختفت من الوجود تماما وحوالي 60 في المائة من اهوار (الحويزة)).
وقال ان (الوزارة تنظر بشكل جدي في ازالة المنشآت التي ساهمت او استخدمت في عملية تجفيف الاهوار مثل ما يسمي بنهر (العز) ونهر (ام المعارك) ونهر (تاج المعارك) .. بعد ان فتحنا السدود قبل أشهر).