عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 18-02-2006, 06:47 AM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي

من أراد أن تقر عينه بالنصر على اليهود والنصرى(2) لماذا لم ياأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعملية اغتيالية واحدة أو ضربة بحصاة واحدة أو مقاتلة أو مواجهة فإن أرحم الراحمين السميع البصير القدير العليم لم يأذن له بالقتال بل نهى عنه كما تقدم لحكمة ضل عنها كثير من العالمين سيأتي بيانها.
قال مسلم في صحيحه ( 3343) عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله وهو متوسد له بردة له في ظل الكعبة قلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال : كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) فانظر إلى استعجال هؤلاء بقتالهم أعدائهم قبل الإعداد الواجب الذي أمر الله به بحجارة ونحو ذلك في مقابل الدبابات والطائرات ( فقارن بين هدي هؤلاء وهديه ) وكان الله قادر أن يقول لهم قاتلوهم بما تقدروا عليه بالحجارة أو نحو ذلك فلم يكن ترك الإذن بالقتال للنبي إلا عن علم وحكمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لو علمها مستفزي اليهود الأنجاس بالحجارة وأصحاب العمليات الانتحارية اليوم لكانت نذارة لهم بهلاك جهادهم لو أعلنوا الجهاد وإجلائهم عن بلادهم حيث أن قتل بعض كفار قريش سيجعل هجوماً ما شرساً يحدث ضد النبي وأصحابه ولا تناسب بين القوتين فتهلك الدعوة وتموت الدولة الوليدة فالحكمة الإلهية أعظم من مثل هذه التهورات القتالية السريعة المتعجلة التي لا تقوم على أدلة شرعية والمفضية إلى الهزيمة الساحقة التي لا تبقي ربما أثراً لبذور العلم والدعوة والجهاد الإسلامي الصحيح لبناء دولة مسلمة قويه كما بناها النبي وأصحابه بل صبر النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بالصبر وقال عندما شكى له أحد أصحابه ما يلاقونه من صنوف الإذلال والتعذيب لكنكم (قوم تستعجلون) فتبين أن ترك متابعة الرسول باستعجال مقاتلة الكفار وقت الضعف وقوة العدو الإعدادية سنة تركية وهي من أسباب الهزيمة التي جنبها ربنا لمحمد صلى الله عليه وسلم في العهد المكي فأمر بالهجرة وخرج من مكة مع أبي بكر مختفياً في غار حراء ولا ينبغي لأحد أن يقول كيف ترك النبي وأصحابه مكة لقمة سائغة بيدي كفار قريش لأنها الحكمة بعينها فقد تقوَّى في المدينة ورجع مكة فاتحاً فهو كر وفر لو كانوا يعقلون كما أنه لا ينبغي لأحد أن يقول إننا لا نستفيد حكماً للجهاد في الفترة المكية بترك جهاد الكفار وقت الضعف إذا كانوا أقويا وقت ضعف المسلمين لأن الجهاد لم يفرض لأن الحكمة من عدم فرضه وقت الضعف واضحة أوضح من الشمس في رابعة النهار الم ترى ان الله قال في كتابه : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) فلو سبوا آلهتهم آلا يكون ذلك دافعاً لهم لسب الله وهو مفسدة راجحة على مصلحة سب آلهتهم وكذلك لو قيل لهم وهم ضعفاء قاتلوا الكفار وهم أولي قوة في ذلك الوقت فإن مفسدة سحق الكفار لتلك العصابة المسلمة بمكة أرجح من مصلحة قتل اثنين أو ثلاثين من كفار قريش فمن أبى أن يعقل هذه الحكمة فقل له بالله عليك ألم يفرض صلح الحديبية بعد فرض الجهاد؟ فلأي شئ يكون الصلح وقد فرض الجهاد .أفلا تعقلون ... ألم تكن مصلحة حقن دماء المسلمين وقت الضعف وتوسيع دائرة الدعوة والتقوى على الجهاد استعداداً للفتح أرجح من مفسدة الصلح وشروطه فقد قال الله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (الفتح:1) قال بعض أهل العلم هو صلح الحديبية ولذلك لما عارض عمر لما عنده من غيرة على الإسلام ذلك الصلح لرؤيته واعتقاده أنه ذل لم يقبل منه فإن الوحي مقدم على الرأي أفلا تكون لهم عبرة أن رجع عمر عن رأيه استسلاماً لوحي ربه(فاعتبروا يا أولي الأبصار) .... فكان ذلك الصلح طريقاً لا للذل والهزيمة إنما للتقوي والفتح ففتحت مكة وهزم قبل الأحزاب بالريح وصدق وعد الله إن تنصروا الله ينصركم فنصر النبي وأصحابه ربهم بتقديم الوحي على الرأي والصبر على ذلك فكان النصر والفتح قال الله تعالى : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (النصر:3) قال علـي : وصدق علي (لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخف أولى من الظاهر)(1)ولكن [الدين قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه] قال بن سيرين: ( إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ العلم) فإيَّاك أيَّها المسلم أن يكون علمك الحماس والعاطفة والرأي فيجرك إلى الكلام على الله بغير علم اندفاعاً وراء العاطفة والإعجاب بالرأي قال الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرْ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الحج:9) فتحتج بالأحاديث والآثار التي لا تعرف صحتها ولا يكون عندك خلفيه علمية ترضي الله تسعفك لاستنباط وجه الدلالة منها إذا صحت فتقع في اعظم جريمة عصي الله بها على وجه الأرض(2)كما قال ابن القيم : وهي القول على الله بغير علم قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33) فجعل مرتبة القول عليه بغير علم أشد من الشرك به.