عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-02-2001, 02:00 PM
الخليجي الخليجي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 370
Talking

بسم الإله وبه بدينا...ولو عبدنا غيره شقينا
حبذّا رباً وحب دينـاً...وحبذّا محمدٌ هــاديـنا


بعض الناس يفهمون إذا قيل :" هذا الشيء محدود " أن له مساحة معروفة ، حد معروف ، وليس على معنى المحدود عند حملة الشرع علماء أهل السنة ، لأن المحدود عندهم هو أي شيء له كمية ، فالذرة تسمى محدوداَ والعرش الكريم يسمى محدوداً لأن هذه كمية كما أن البشر وهذه الأرض التي تحملنا كل له كمية ، هذا معنى المحدود . فخالق العالم لا يجوز عقلاً ولا شرعاً أن يكون له كمية لأن الله نفى عن نفسه المثل بقوله :" ليس كمثله شيء " .

ثم أن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهم : قال : (سـبـحانك اللهم لا يـحويك مكان ).

" أي ليس له كمية ، وله رسالة يقال لها الصحيفة السجادية ، السجاد هو زين العابدين ، لأنه كان يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة ، لقب السجاد لأنه كان كثير السجود .

ثم بعد زين العابدين بمدة واسعة ، الإمام أبو جعفر الطحاوي قال في كتابه الذي جعله بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ليس عقيدة فرقة دون فرقة بل جعله عقيدة أهل السنة والجماعة وفي هذا الكتاب قال: " تعالى " أي الله " عن الحدود " أي عن الكمية و " الغايات " أي النهايات " والأركان " أي الجوانب " والأعضاء والأدوات " الأدوات هي الأعضاء الصغيرة كاللسان .

هذا الكلام الذي قاله أبو جعفر الطحاوي الذي توفي سنة ثلاثمائة واثنين وعشرين هجرية هو عبارة عما كان عليه الصحابة ومن تبعهم إلى عصره ، ثم بعد ذلك علماء الاسلام في الشرق والغرب هذا الذي يقررونه في تعليمهم ، هذه اندونيسيا فيها اكثر من مائة مليون عقيدتهم أشعرية أي يعتقدون أن الله موجود بلا كمية ، بلا مكان ، بلا جهة لا يوصف بالحركة ولا بالسكون ، علماء مصر هذا تعليمهم، كذلك علماء بر الشام هذا تعليمهم لأن اعتقادهم أن الله موجود بلا مكان أي ليس شيئاً له كمية ، المكان يصير لشيء له كمية وحد ، أما الذي ليس له كمية لا يكون متحيزاً في المكان ، فلما كان عقل الانسان لا يتصور موجوداً ليس له مكان ، وليس لح كمية ، ليس في جهة من الجهات ، ولا في جميع الجهات ، ليس متحيزاً في جهة واحدة كجهة الفوق ولا هو متحيز في جميع الجهات قال السلف " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك " هذا قاله الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقاله ذو النون المصري رضي الله عنه كانا متعاصرين ، ذو النون كان تلقى العلم عن الإمام مالك والإمام مالك توفي في أثناء القرن الثاني الهجري لكن ذو النون توفي بعد انتهاء القرن الثاني وادرك عشرات من القرن الثالث ، كذلك الإمام أحمد توفي بعد تمام القرن الثاني الهجري ، كذلك غيرهم ، هذه عقيدة المسلمين أن الله موجود بلا مكان بلا جهة بلا حد .


يــتـبـع