عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-02-2001, 02:30 PM
الخليجي الخليجي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 370
Talking

بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدتهم عقيدة يشهد لها العقل والقرآن الكريم " ليس كمثله شيء " هذه الآية تكفي لنفي الحد عن الله والتحيز في المكان وفي جهة من الجهات ،
تنفي عن الله كل ما هو من صفات الخلق كالحركة والسكون ، ليس كما يزعم هؤلاء التائهون المجسمة ومن سبقهم على هذا الاعتقاد ، هؤلاء من حيث العقيدة تائهون ومن حيث بعض الأشياء التي هم اختصوا بها دون غيرهم من الناس وهي تكفير من يقول يا محمد ، يا رسول الله ، فعندهم من يقول ذلك يكون حلال الدم إذ لو استطاعوا لقتلوا الذي يقول يا محمد لأنهم كفروه ومن كفر شخصاً استحل قتله لكنه قد يحجم عن ذلك لأنه لا يستطيع ، هؤلاء عندهم من قال يا محمد صار مشركاً كافراً ، ثم هؤلاء خالفوا زعيمهم ابن تيمية الذي هو عندهم شيخ الإسلام الذي أخذوا منه إثبات الحد لله ، ابن تيمية يثبت الحد لله فقد قال عن الله أنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر وقال مرة إنه أوسع من العرش .

الذي يجعل لله كمية صغيرة والذي يجعل له كمية موجودة في العالم وهو العرش والذي يجعل الله تعالى أعظم من ذلك يكفر لأنه جعله بصفة المخلوق ، جعله بصفة خلقه ، فهو غير عارف بالله تعالى ، هذا ابن تيمية عندهم شيخ الاسلام مع هذا خالفوه ، في تكفير من يقول يا محمد . ابن تيمية يقول من خدرت رجله فليقل يا محمد ، والخدر مرض من الأمراض يصيب الإنسان في رجله وغيرها ، يقول ابن تيمية في كتابه الذي سماه " الكلم الطيب " يعني استحسن ما فيه من الأول إلى الأخير ، علق عليه عبد القادر أرناؤوط من الشام وطبع سنة 1980ر في مكتبة دار البيان ص88 رقم الحديث 234 يروي فيه الحديث ، يقول عن الهيثم بن حنش قال : كنا عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر احب الناس إليك فقال : " يا محمد " يقول : فكأنما نشط من عقال " . ثم طبع هذا الكتاب مرة ثانية وعلق على الطبعة الثانية محمد ناصر الدين الألباني ، وهو أيضاً منهم ، ص120 من الطبعة الثانية يذكر نفس الحديث الذي ذكره ابن تيمية أن عبد الله بن عمر قال " يا محمد "
ونفاة التوسل بتكفير من يقول يا محمد كفروا ابن تيمية من حيث لا يشعرون هم لا يكفرونه لكن حكماً كفروه ، لأنهم من عقيدتهم ان من يقول يا محمد صار حلال الدم ، على زعمهم عبد محمداً ، على زعمهم كفر ، وهذا زعيمهم الذي أخذوا منه عقيدة التجسيم وإثبات الحد لله يقول شيء حسن أن يقول من خدرت رجله " يا محمد " الشيء الذي يستحسنه زعيمهم جعلوه كفراً ، هذه الفرقة تائهة ضالة كأنهم لا يدرون ما يقولون والتحذير منهم واجب شرعي .

ثم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى باتباع الجمهور في غير ما حديث ففي سنن أبي داود حديث رواه معاوية عن رسول الله : " وسفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي الجماعة " أي الجمهور .

معنى الحديث أن جمهور الأمة المحمدية عقيدتهم مقبولة عند الله .
وحديث " لا تجتمع أمتي على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم " . السواد الأعظم معناه الجمهور ، معناه أن جمهور أمة محمد لا يضلون عن عقيدة الإسلام التي ارتضاها الله تعالى ورسوله ، لا يضلون ولا يخرجون إلى يوم القيامة ، إلى فناء الدنيا يبقون على العقيدة الصحيحة ، هذا غير العمل ، أما من حيث العمل ، الأمة ليسوا مثل ما كان عليه الصحابة والتابعون واتباع التابعين ، ليسوا مثل أولئك ، ليسوا مثل أهل القرون الثلاثة كان يواسي بعضهم بعضاً بما رزقهم الله تعالى إلى حد كبير ، يعرف ذلك من قرأ التواريخ : يوجد رجل كان في القرن الثاني الهجري والياً على سجستان ( بلد من بلاد العجم اسمها سجستان ) يسمى طلحة الطلحات ، هذا الرجل كان كريماً ذا مروءة حتى إنه زوج مائة عربية في تلك البلاد بمائة عربي مع تحمل الكلف عنهم . أين الذي يفعل مثل هذا الفعل اليوم ؟!
الحاصل أن الأمة من حيث العمل ليسوا مثل أولئك في المواساة وملازمة شرع الله تعالى من حيث الأحكام بل قصروا كثيراً تركوا المواساة إلا القليل منهم ; اليوم القليل الذين يعملون بالمواساة ، فأكثرهم حريصون على جمع المال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " ما كنت أظن أن أحداً منا يحب المال حتى أنزل الله تبارك وتعالى " منكم من يريد الدنيا "
[ سورة ءال عمران /ءاية 152] ، لما نزلت هذه الآية عرف أن في المسلمين من يحب الدنيا وإلا ما كان يعتقد أن أحداً يحب الدنيا ، كان همهم مصروفاً إلى الاستعداد للآخرة ، مع ذلك كان أفراد فيما بينهم يحب المال .
الحاصل أن المسلمين من حيث الأعمال تأخروا كثيراً ، منذ قرون تأخروا ولا سيما في هذا القرن الأخير من حيث العمل ; أما من حيث العقيدة ولله الحمد هم على ما كان عليه الصحابة والتابعون واتباع التابعون أهل القرون الثلاثة الفاضلة والحمد لله على ذلك ، ثم الرسول بين سبب الانحطاط الذي وصلت إليه الأمة اليوم فقال لسيدنا ثوبان رضي الله عنه " كيف بك يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم تداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه ، قال : أومن قلة بنا يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل يدخل في قلوبكم الوهن " قال ثوبان رضي الله عنه : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت " رواه أحمد والطبراني في الأوسط . هذا سبب انحطاطكم الذي يوصلكم إلى حد أن الأعداء يحيطون بكم كما يحيط أكلة الطعام بالقصعة التي فيها الطعام هذا يمد يده من هنا وذاك يمد يده من جهته وذاك وذاك كل يمد إلى قصعة الطعام من جهته. والرسول بين سبب ذلك فقال " حب الدنيا وكراهية الموت " على كل حال من لم يخسر ، رأس المال فكأنه لم يخسر ، رأس مال المسلم العقيدة ، عقيدة أهل السنة والحمد لله تعالى موجودة فينا ، الجمهور بعد على تلك العقيدة وإن قصرنا في الأعمال ، نحمد الله على ذلك ، اللهم لك الحمد اللهم أحينا على عقيدة أهل السنة والجماعة وأمتنا واحشرنا عليها .


والحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وخاصة نعمة الاسلام.
معاد

انتهى