عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-07-2006, 12:47 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي

وهذا لايعني أن كلّ هذه الوسائل محرمة شرعا في جميع صورها ، بل ماكان منها خاضعا لأحكام الشريعة، فهـو مباح ، أو ربّما كان من الجهاد المندوب ، أو الوا جب ، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحياة الصحابة ، وتاريخ المسلمين ، أمثلةٌ كثيرة ، لإستغلال ما يجوز استغلاله لمصالح المسلمين ، وإعلاء كلمة الإسلام ، سواء توظيف القوى والصراعات السياسية ، واستغلال الخلافات في صفوف الأعداء ، واهتبال فرص تقاطع المصالح ، والاستفادة من التحالفات ،..إلخ

ولاريبَ أنّ ساسة الغرب ، قـد فكّروا في الإستفادة من الجهاد العالمي في ضمن ما ذكرت آنفا ، وقلّبوا عقولهم الماكره ، يبحثون عن كيفيّة من خبراتهم الشيطانية ، لإستثماره في مكرهم العالمي ، غيرَ أنّ الذي حيـّر عقولهم فرجعت خاسئة منبهرة ، وكفّ أيديهم فردت إلى أفواههم منكسرة ، أنّـه أمر ربانيّ ، تجاوز حدود تفكيرهم العفن ، وتعدّاها إلى حيث يقفون عاجزين أمام إنهيار بنيانهم الذي بنوه بأيديهـــم ، كماقال الحق سبحانه :

(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون ، َفَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ، أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) .

( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ) .

وقد قلنا فيما مضى ، وفي عدّة مواضع ، أنّ هذا الجهاد العالمي ، إنما هو روحٌ ربانيّة ، عليها جميع أمارات النصـر ، وملامح التمكين ، قد بثّهـا الله تعالى في الأمـّة ، لتكون إرهاصات لتغيير كبير ، وجمع لها ثلاثة ركائز ، هي سـرّ استعصاءها على دوائر المكر السياسي العالمي ،

أحدها : أنّه جهاد عالمي تجاوز حدود القدرة على حصاره ، أو إسقاطه في شَـرَك التوظيف.

الثانيــة : أنّ خطابـه مستعلٍ بالوحي ، خارج عن سيطرة أوكار الطواغيت ودسائسها ، ووسائله أيضا غير خاضعة لإعلام الطواغيـت وأبواقها .

الثالثة : أنّ استعداده للتضحيات تجاوز المقاييس كلّها ، وعزيمته أشدّ خطراً من ترسانة الأعداء بأسرها .

ولأنّ هذا الجهاد العالمــي ، فكراً ، وتنظيماً ، وسلاحاً ، تبرّأ من الجاهليّة كلّها ، وقطع جميع خيوطها ، وأظهر لها العداوة من غير خفاء ، ولاتلبيس ، لم تقدر أن تصطاده في شباكها ، بل اصطادها هـو ، فأوقعها في مستنقع الهزيمة ، وألحق بها الذل ، والعار ، وبدا عليها التخبـّط ، فهي غارقة في أخطاءٍ تولد أخطاءً ، على جميع المستويات.

وســرّ ذلك كلّه أنه قفز عن حضيض التأثـّر وردود الأفعال ، إلى مستوى صناعة الحدث العالمي ، والتأثير فيه ، ومن الأنانية الحزبية التي تعيشها الحركات الأخرى إلى الفكر الأممـيّ الذي يشقّ طريق النهضة الشاملة ، فحلّت عليه بركات الله تعالى ، وتجلّت فيه آيات العزيز الحكيم .

ومن الواضح جدا ، أنّ مسيرة الجهاد العالمي ، أربكت كلّ الأهداف الغربية ، وتعثّرت بسببه مشاريعها ، وأدخلت المشروع الغربي في دوامة من المشكلات المستعصية ، فتأمّل ما يحدث من هبوط لشعبية أمريكا، وتنامي العداء لها في كلّ الاستبيانات ، وارتفاع أسهم الخطاب الإسلامي في الشارع الإسلامي ،

وقـد خسرت أميركا بسبب هذه الروح الجهادية الآخذة في النمو والتصاعد ، من الأرواح ، والأموال ، والسمعة ، والصورة الحضارية، والمكاسب الإقتصادية ، وكسب أعداؤها المجاهدون ، من الأنصار ، والدعاية ، والإمداد من المخزن البشري ، والفكري ، ما يجعـل تفسير هذا كلّه ، بأنـّه مؤامرة أمريكية ، ضربٌ من لغو الحمقى ، الذي يترفع العقلاء عن الردّ عليـه !

هذا ،، وأعظم ما كسبه أعداءُ الطاغوت العالمي الأمريكي ، صناعة النماذج المثلى المتمرّدة على الهيمنة السياسية والعسكرية الأمريكية ، الملبَسه لباس التهويل المبالغ فيه ، والدعاية النفسية الكاذبة .

والشهيد بإذن الله الزرقاوي ، هـو لهذا أنموذج شامخ ، شموخ الأنموذج الكامل لهذا النهج التمردي المطلوب اليوم من الشعوب ، ولهذا فقـد حقّق هذا الشموخ النادر ، في ثلاثة أعوام فحسب ، من جهاده في العراق ، أهداف أمّة ، وضرب مثلاً عظيما لأمـّة ، وأنار الطريق لأجيالٍ من الأمّـة .

والحقيقة الجليـّة التي نقولها مستيقنين ، أنّ المكر الصهيوصليبي لم يكن حريصاً على التخلّص من أزمة تلاحقه ، وتزعجه ، أكثر من الزرقاوي ، ذلك أنّه لم يكن رجلا مجاهدا فحسـب ، بل كان في حـدّ ذاته أزمة عالمية ، يواجهها المشروع الصيهوصليبي العالمي ، كما قائــده الشيخ بن لادن ، وسائـر رموز هذا الجهاد المبارك .

غير أنـّه ،، شأنَ جميع أبطال الأمّة الذين يستعملهم الله ، لا يستدعيهم إليــه ـ ولا نزكّيه على الله ـ إلاّ بعدما يقـذف فيمـن يعقبهم من البركــة ، أكثر مما كان في حياتهم ، ومن ذلك استكمال مسيرتهم على يـد أتباعهم ، ولهذا فقد تولـّد من استشهاد الزرقاوي أجيالا من المجاهدين ، سيتقاذفون كالحمم الحارقة ، على المشروع الصيهوصليبي حتى يحرقوه ، فيذروه ـ بإذن الله ـ قاعا صفصفا ،

هذا هوا لجواب ،، وكفى

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


http://www.h-alali.net/npage/fatwa_o...?cat=&id=15989
__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة