الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #59  
قديم 04-09-2006, 12:21 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-213-

الباب الثالث
الثورة الإيرانية في بعدها السياسي

ويشمل الفصول التالية :
الفصل الأول : الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الإيرانية .
الفصل الثاني : أطماع الرافضة في الخليج والعراق .
الفصل الثالث : ماذا وراء التقارب النصيري الرافضي .
الفصل الرابع : أوكارهم في العالم الإسلامي .
الفصل الخامس : الوضع الداخلي في إيران .


-215-

الفصل الأول

الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الإيرانية

ويشمل الأبحاث التالية :
1_ أصول لا بد من معرفتها .
2_ إيران إلى أين .
3_ الولايات المتحدة والثورة الإيرانية .
4_ من أفواههم ندينهم .

-217-

المبحث الأول

أصول لا بد من معرفتها
سيجد القراء عبارات في هذه الدراسة يصعب عليهم فهمها إما لأنهم يرون أنها تخالف ما سبق أن اطلعوا عليه من آراء ودراسات سياسية ، أو لأنها تبدو لهم متناقضة .. لهذا رأينا أن نحدد أصولا عامة نبين من خلالها واقع الرافضة وسائر الفرق الباطنية وما هو الأسلوب الذي يعتمدون عليه في سياسة أمورهم . ولقد اعتمدنا في تحديد هذه الأصول عن تاريخهم ، وعقائدهم ، وخبرتنا الخاصة من خلال رصدنا لأخبارهم ، وأهم هذه الأصول ما يلي :

1_ مركز قيادة الشيعة والفرق الباطنية المتفرعة عنها في مختلف أنحاء العالم إيران . أشار الخميني الى هذه الحقيقة في كتابه الحكومة الاسلامية ، وصرح بذلك ما يسمى آية الله
شر يعتمداري في لقاء له مع صحيفة السياسة 26/6/1978 قال فيه : إن زعامة الشيعة في إيران وفي قم بالذات وطالب بمجلس أعلى للشيعة في العالم .

واذا كان لا بد من التفريق ما بين الشاه المخلوع والزعماء الدينيين ، فالتنظيم الباطني الرافضي العالمي كان وما زال مرتبطا مع الزعماء الدينيين وليس مع الشاه ، مرتبطا بهم من خلال ( الحسينيات ) و( الحوازات العلمية ) ، ويتولى العلماء الإيرانيون توجيه وتثقيف الشيعة في معظم بلدان العالم ، وتراهم يغيرون ويبدلون في أسمائهم فيحذفون منها الكنية الفارسية ويضيفون إليها أصلا عربيا .

ومن ثم يزعمون أنهم من أصل عربي ومن آل البيت ، وأن جدهم هاجر لإيران


-218-

قبل كذا سنة وأنهم اليوم عادوا الى وطنهم وأملاكهم ويشهد لهم بذلك جميع الشيعة من سكان البلد العربي الذي استوطنوا فيه .
2_ ليس لخلافات الشاه المخلوع مع الخميني أثر كبير عند أبناء الطائفة خارج إيران ، فالمهم ولاء الطائفة وأنصارها للقيادة السياسية والزعامة الدينية في إيران معا ، ونضرب مثالين على ذلك :
المثال الأول : في تشرين الثاني من عام 1968 قام شاه إيران بزيارة للكويت ، وقبل الزيارة عرض الشيعة ومعظمهم من الإيرانيين على الحكومة أن يقوموا بفرش طريقه كله بالسجاد ، من المطار الى قصر الضيافة ، وهي مسافة تكاد تصل الى عشرة كيلو مترات ، فأجابتهم الحكومة بالموافقة شريطة أن يفعلوا الشيء نفسه مع كل رئيس يزور البلاد فأبوا .. هؤلاء التجار كانوا يرفعون ويزينون دورهم ومكاتبهم بصورة الشاه فاستبدلوها بصورة الخميني عندما خرج الشاه من البلاد ، وابتهجوا بالثورة المسماة بالاسلامية ن وما سمعنا أن واحدا منهم قد امتدت إليه أصابع الثورة بالاتهام لأنه من ( السافاك ) مع ان عدد ( السافاك ) فيهم كبير جدا .

المثال الثاني : كان لقيادة النظام النصيري في سورية صلات وثيقة مع شاه إيران المخلوع ونظامه ، وصارت لهم صلات أوثق وأقوى مع الثورة الجديدة بقيادة الخميني ، وليس هناك من نيقول : كيف كانت علاقتهم قوية مع الشاه ثم أصبحت كذلك مع الخميني ؟!

المهم أنهم حلفاء وأنصار للقيادة السياسية الإيرانية مهما كانت هويتها ، وللزعامة الدينية في قم .

ومما يجدر ذكره أن كثيرا من الآيات في داخل إيران وخارجها كان لها صلات متينة مع شاه ايران المخلوع ، وكانوا يطالبون بإصلاحات دون أن يتطرقوا لخلع الشاه .

-219-

ومن هذه الآيات من كان أعلى مرتبة دينية من الخميني كشر يعتمداري والخوئي .

3_ معظم الفرق الباطنية المتفرعة عن الشيعة لها جذور فارسية ، فالنصيريون مثلا ينتمون الى جدهم محمد بن نصير وهو مولى !! من موالى بني نمير ( 232_260 ) سامراء ، ثم هاجر أحفاده الى سورية خلال الغزو القرمطي لبلاد الشام ، واستوطنوا في جبال الكلبيين في الشمال الغربي من سورية ، وسميت فيما بعد بجبال النصيرية نسبة إليهم .

وعقيدة النصيرية تشبه الى حد بعيد عقائد المجوس في اعتمادها على السرية وأخذها بالتقية والحلول وتناسخ الأرواح .
فارتباط النصيرية بإيران ارتباط عرقي من جهة ، وعقائدي من جهة أخرى .

4_ الخلافات التي كانت _ وما زالت _ قائمة بين زعماء الأحزاب السياسية ، وأسرة بهلوى ، وسادة الحوزات العلمية في قم ومشهد وغيرهما ، ليس لها أي تأثير على سياسة إيران الخارجية ، وأطماع الفرس في عدد من الدول المجاورة :
فالشاه محمد رضا كان ينادي بالبحري وشط العرب ، وكان قد احتل الجزر العربية الثلاث ( طمب الكبرى ، والصغرى ، وأبي موسى ) .

وجاء زعماء ثورة الخميني فزعموا ان الجزر المحتلة فارسية . وأن الخليج فارسي ، وتمادوا أكثر فطالبوا بالبحرين والعراق ومكة والمدينة وجنوب لبنان ، بل ويحاولون إقامة إمبراطورية شيعية كبرى تمتد لتشمل جميع البلدان الاسلامية تحت قيادة مرشد يجب أن تكون جنسيته ايرانية

-220-

كما نص دستورهم مؤخرا ، فقالوا صراحة لا يجوز أن يكون هذا المرشد عراقيا أو لبنانيا.
وفي 20/10/1979 أجرت صحيفة الأنباء حوارا مع الدكتور شابور بختيار رئيس وزراء ايران السابق .

وعندما سألت الصحيفة بختيار عن الجزر العربية المحتلة ، زعم أنها ليست عربية وأنه لا مالك لها ، كما رفض الاعتراف بحق كل من الأكراد وعرب ايران والبلوش في الاستقلال الذاتي ضمن دولة ايران .
أدلى بختيار بهذه التصريحات في وقت عصيب بالنسبة له ، ومن مصلحته أن يداهن فيه للدول العربية المجاورة لإيران التي أغضبتها ثورة الخميني ، لكنه أبى أن يأخذ بالتقية وحرص على الوضوح والصراحة وهو في حالة الضعف .

ومن هنا نقول أن سياسة الخميني الخارجية لا تختلف عن سياسة الشاه أو سياسة بختيار . تعددت الأسباب والموت واحد .

5_ الشيعة والنصيريون وسائر الفرق الباطنية التي تتفرع عن الشيعة يعتمدون إصدار التصريحات المتضاربة ، ويفتعلون الخلافات :
فهذا يهدد بتصدير الثورة وبعد أن يصبح هذا التهديد حديث العالم يصدر مسؤول آخر تصريحا يؤكد فيه ان ثورتهم غير قابلة للتصدير ، وأن الذي أصدر التصريح الأول ليس مسؤولا ، ومن ثم يركب الباطنيون كل موجة من موجات التحرر والباطنية والثورية والجمهورية وما الى ذلك من شعارات حديثة .

والشعارات التي يرفعونها ليست أكثر من استهلاك محلي وتخطيط مرحلي ، وتراهم


-221-

يقولون شيئا ويقصدون شيئا آخر . وهذا الأسلوب يتمشى مع عقيدتهم في التقية ، ويلائم شدة إيمانهم بالسرية .

لقد كذب الروافض على الله وعلى رسوله وكذبوا على أصحاب رسول الله ، وعلى علي وأبنائه الذين يقولون بعصمتهم ، وملأوا التاريخ دسا وافتراء ، وسبق أن نقلنا _ في الباب الثاني _ أقوال علماء الجرح والتعديل بهم ، فلا يصح اعتقاد الصدق بأقوالهم وأفعالهم .

وهم بعد ذلك أشربوا حب الغدر ، فمن يراقب أحوالهم يرى أنهم يستمرون سنوات طويلة في حركة من الحركات الوطنية ، حتى يتمكنوا من السيطرة عليها واحتوائها ، فاذا نجحوا في تحقيق هدفهم قلبوا ظهر المجن لشركائهم ، وداسوا بأقدامهم الشعارات التي كانوا يطوفون حولها ويدعون الناس الى تعظيمها وعبادتها .

ووصف علماؤنا أسلوبهم هذا فقالوا :
( يميلون الى كل قوم بسبب يوافقهم ويميزون من يمكن أن يخدعوه ممن لا يمكن ، فهم يدخلون على المسلمين من جهة ظلم الأمة لعلي وقتل الحسين رضي الله عنهما ، وان كان المخاطب يهوديا دخلوا عليه من جهة انتظار المسيح ومسيحهم هو المهدي ، وان كان نصرانيا فاعكس وهكذا ) .

أما السرية فهي أصل من أصولهم حتى لو كان الحكم لهم وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على غموضهم وعدم وضوح أهدافهم . فهم يقولون في أجهزة إعلامهم شيئا ، ويبيتون في الخفاء خلافهم ، وكل من يتعاملوا معه لا بد ان يهيأ نفسه لمفاجآت كثيرة تخالف ما يعرفه عنهم .


-222-

6_ ينظر الباطنيون الرافضة الى المسلمين العرب بمنظار الحقد والكراهية ، لا لشيء إلا لأنهم هدموا مجد فارس وقهروا سلطان كسرى ، والتاريخ خير شاهد على عمق تعاونهم مع الكفرة والمشركين والاستعانة بهم ضد السنة المسلمين :

استخدمهم التتار في أبشع مجازر شهدها التاريخ الاسلامي ، وكان زعيمهم نصير الكفر الطوسي وزيرا لهولاكو ودليلا له في إبادة معظم المسلمين في بغداد .

واستخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة وتطوع النصيريون فقاتلوا المسلمين في ساحل بلاد الشام ، وعملت الدولة العبيدية المجوسية كل ما تقدر عليه من أجل تثبيت أقدام الصليبيين في مصر ، كما قام بعض الأمراء من الشيعة الإمامية بتسليم مناطقهم للصليبيين دون قتال في بعض أجزاء الشام .

واستخدمهم البرتغاليون والانكليز ضد الدولة العثمانية المسلمة وضد المسلمين بشكل عام ، ولعب الصفويون دورا خبيثا في تمكين الكفرة المستعمرين من ثغور بلاد المسلمين .

وسنذكر شواهد كثيرة في الفصول المقبلة على تعاونهم مع الموارنة وأمريكا وإسرائيل كما حصل في حرب لبنان عام 1975 ، وكما هو حاصل في ايران اليوم .

إنهم مطايا لأعداء الاسلام في كل عصر ومصر ، وواهم جدا من أحسن الظن بهم واعتقد
بأن شيعة اليوم خير من شيعة الأمس .

7_ للباطنيين الرافضة جذور اشتراكية قديمة ذلك لأن القرامطة غصن من غصون شجرتهم


-223-

الخبيثة التي غرسها ( مزدك ) وجاء أبو حامد القرمطي من بعده ليتعهدها ويرعاها .

ومن الأساليب التي يستخدمها الباطنيون الرافضة في نشر دعوتهم :
الفوضى فلا يأمن الانسان في ظل أنظمتهم على نفسه وماله وعرضه ، ويستغلون هذه الفوضى فيعمدون الى تصفية خصومهم وارهاب من لم يصف .

8_ ليس في عقيدتهم أصول تمنعهم من المحرمات أو تردعهم عن فعل المنكرات فإيمانهم بالتقية جعل منهم أكذب أمة ، وعقيدتهم في المتعة جعلت من معظمهم زناة بغاة ، ووقاحتهم مع أصحاب رسول الله (ص) سهلت عليهم شتم المؤمنين والافتراء على المتقين

أجل أية عقيدة هذه التي تربي عليها رفعت الأسد وأبناء ملته ؟! .
بل أية عقيدة هذه التي خرجت الموسيقار الدكتور صادق طباطبائي نائب رئيس الوزراء الايراني ؟! .

وننكر أن منهم من يتظاهر بالخلق الحسن ، ولكن أي خلق هذا الذي لا يتورع صاحبه عن الكذب والشتم والزنا باسم المتعة ومصاحبة أهل الشر ؟! .
*******
هذه الأصول لا بد أن يتذكرها القراء عند قراءة كتب الرافضة ، وعند الدخول معهم بحوار ، وعند متابعة أنشطتهم وتقويم منهجهم ومخططاتهم .
وعند تجاهل هذه الأصول سيجد من يتصدى للحكم عليهم نفسه أمام تناقضات وقضايا متضاربة . فقد يحكم عليهم من خلال رأي سمعه من أحد زعمائهم ويقبل هذا الرأي