عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-09-2001, 12:57 PM
عندي أمل عندي أمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 54
Post تعالوا لنتأمل في هذه القصيده

ان من أنعم الله علينا ان يخرج منا من يوقظنئ من غفوتنا كلما غفونا....من رجال نذروا انفسهم للاصلاح وتحملوا في سبيله كل اذئ
وصبروا ليظربوا لنا اروع الامثله في مقارعة الظلم والصبر من اجل الغايات الساميه...وكان لى وقفه على واحده من قصائد احد هؤلاء المناظلين واحببت ان اشارك اخوتي في تامل هذه القصيده العصماء ومعانيها الساميه......و لا ادرى ان كنت قد كتبتها كامله بدون اي اخطئ ..فالقصيده وجدتها بين اوراق قديمه ولم تكن الطباعه لها جيده....لذا ارجوا من جميع الاخوه ان وجد فيها اي خطء او نقصان ان ينبهونني الى ذلك ولكم جميع الشكر...
========================

أبتاه ماذا يخط بناني++++والحبل والجلاد ينتظرانِ
هذا كتاب إليك من زنزانة++++مقرورة صخرية الجدرانِ
لم تبق إلا ليلة احيابها++++واحس أن ظلامهااكفانِ
ستمر يا أبتاه لست اشك في ++++هذا وتحمل بعدها جثمانِ
الليل من حولي هدوء قاتل++++والذكريات تمور في وجدانِ
ويهدني ألمي فانشد راحتي++++في بضع ايات من القرآنِ
والنفس بين جوانحي شفافة++++دب الخشوع بها فهز كيانِ
قد عشت أومن بالإله ولم++++اذق إلا أخيرا لذة الإيمانِ
والصمت يقطعه رنين سلاسل++++عبثت بها أصابع السجانِ
ما بين آونة تمر وأختها++++يرنو إلى بمقتلي شيطانِ
من كوة بالباب يرقب صيده++++ويعود في أمن الى الدورانِ
أنا لا أحس بأي حقد نحوه++++ماذا جناه فتمسه إضغانِ
هو طيب الأخلاق مثلك يأبي++++لم يبد في ظمأ الى العدوانِ
لكنه إن نام عنى لحظة++++ذاق العيال مرارة الحرمانِ
فلربما هو المروع سحنة++++لو كان مثلي شاعرا لرثانِ
أو عاد من يدرى الى أولاده++++يوماً تذكّرَ صورتي لبكانِ
وعلىالجدار الصلب نافذة بها++++معنى الحياة غليظة القضبانِ
قد طالما شارفتها متأملا++++في السائرين على الأسى اليقظانِ
فأرى وجوما كضباب مصورا++++من ما فى قلوب الناس من غليانِ
نفس الشعور لدا الجميع وإن هموا++++كتموا وكان الموت في إعلانِ
أو لم يكن خيرا لنفسي ان أرئ++++مثل الجموع واسير في اذعانِ
ما ضرني لو قد سكت وكلما++++غلب اللأسى بالغت في الكتمانِ
هذا دمى سيسيل يجري مطفئ++++ما ثار فى جنبىّ من النيرانِ
وفؤادي الموار فى نبضاته++++سيكف من غده عن الخفقانِ
والظلم باق لن يحطم قيده++++موتى ولن يودى به قربانِ
ويسير ركب البغي ليس يضيره++++شاة اذا اجتثت من القطعانِ
هذا حديث النفس حين تشف++++عن بشريتى وتمور بعد ثوانِ
وتقول إن الحياة لغاية++++أسمى من التصفيق للطغيانِ
أنفاسك الحرى وان هى أخمدت++++ستظل تغمر افقهم بدخانِ
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم++++قسمات صبح يتقيه الجانِ
دمع السجين هناك فى اغلاله++++ودم الشهيد هنا سيلتقيانِ
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا++++لم يبق غير تمرد الفيضانِ
ومن العواصف ما يكون هبوبها++++بعد الهدوء وراحة الربانِ
ان احتدام النار في جوف الثرئ++++أمر يثير حفيظة البركانِ
وتتابع القطرات ينزل بعده++++سيل يليه تدفق الطوفانِ
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا++++أقوى من الجبروت والسلطانِ
انا لست أدرى هل ستذكر قصتي++++ام سوف يعدوها رحى النسيانِ
او أنني سأكون في تاريخنا++++متآمرا أم هادم الأوثانِ
كل الذى ادلريه ان تجرعي++++كأس المذلة ليس في إمكانِ
لو لم أكن في دعوتي متطلبا++++غير الضياء لأمتي لكفانِ
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ++++إرهاب لا إستخفاف بالانسانِ
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي++++يغلي دم الأحرار في شريانِ
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى++++وأضاء نور الشمس كل مكانِ
واستقبل العصفور بين غصونه++++يوما جديدا مشرق الالوانِ
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجري++++على فم بائع الألبانِ
واتئ يدق- كما تعود- بابنا++++سيدق باب السجن جلادانِ
واكون بعد هنيهة متأرجحا++++في الحبل مشدود الى العيدانِ
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما++++صنعته في هذي الربوع يدانِ
نسجوه في بلد يشع حضارة++++وتضاء منه مشاعل العرفانِ
او هكذا زعموا وجيء به الى++++بلدي الجريح على يد الأعوانِ
أنا لا أريد ان تعيش محطما++++في زحمة الآلام والأشجانِ
إن ابنك المصفود فى أغلاله++++قدسيق نحو الموت غير مدانِ
فاذكر حكايات بأيام الصبا++++قد قلتها لى عن هوى الاوطانِ
وإذا سمعت نشيج أمي فى الدجى++++تبكى شبابا ضاع في الريعانِ
وتكتم الحسرات في أعماقها ++++ألمًا تواريهعن الجيرانِ
فاطلب إليها الصفح عني إنني++++لاابتغي منها سوى الغفرانِ
مازل في سمعي رانين حديثها++++ومقالها في رحمة وحنانِ
ابني إني قد غدوت عليلة++++لم يبق لي جلد على الأحزانِ
فاذق فؤادي فرحة بالبحث عن++++بنت الحلال ودعك من عصيانِ
كانت لها امنية ريانة++++ياحسن أمال لها وأمانِ
غزلت خيوط السعد مخضلا++++ولم يكن إنتفاض الغزل في الحسبانِ
والآن لا أدري بأي جوانح++++ستبيت بعدى أم بأي جنانِ
هذا الذى سطرته لك يا أبى++++بعض الذي يجرى بفكر عانِ
لكن إذا إنتصر الضياء ومزقت++++بيد الجموع شريعة القرصانِ
فلسوف يذكرني و يُكبرهمتي++++من كان فى بلدي حليف هوانِ
وإلى لقاء تحت ظل عدالة++++قدسية الأحكام والميزانِ

.................................................. ....................... هذه القصيده لهشام الرفاعي.......................


وقتل المناظل المصلح هشام الرفاعي بعد كتابت هذه الابيات بيوم واحد ...في سجون الطواغيت بمصر وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره......رحمه الله واكرم مثواه وجمعه بمن يحب في جنة الخلد....وشفي قلوبنا وطهر امتنا من جميع الطغاة ....اللهم امين امين

[ 06-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عندي أمل ]