♫♫♫ سيدي سْما يا بولاندي...♫♫♫
وقف احد الصحابة امام الكعبة ينظر اليها ثم قال .. “ما اعظم حرمتك.. لكن حرمة المسلم عند الله أعظم منك"
لكن المتأمل بهدوء الى ردّات فعل القائمين على تنظيم موسم الحج بعد كل حادث مؤلم.. و تلك التصريحات و العبارات التي تنطلق من أفواههم بكل عفوية تصف الحجاج بالنقص و الجهل و الفوضى و اشياء اخرى (يستحي الانسان الصاقها حتى بما هو دون الانسان)... يعرف كيف ينظر هؤلاء لتلك الآلاف من ضيوف الرحمن الذين قال فيهم الله "..و أذّن بالحج يأتوك رجالا...”، قيمة تلك الأنفس في عيون المنظمين كما يبدو هي ما يحصلونه من دولارات منهم و الا لماذا 3 ملايين حاج؟
أساس المشكلة ينطلق من هذه النظرة الدونية للرعية في الدول المتخلفة و اسقاطها بتلقائية على من يلعبون نفس الدور "رعية" تحت يد من يماثلهم من الحكام و منها المملكة العربية....
و لكي نُبَسِّط الأمور أكثر لنتمعن قليلا في هذا السؤال الجوهري قبل الانتقال الى التفكير في حلول تقنية و ادارية نتجنب بها تكرار المآسي.
هل من سوء حظ المسلمين في هذا الزمان ان الحج موجود في بلد متخلف تقنيا و اداريا و سياسيا؟
ماذا لو ان تظاهرة مثل هذه حدثت في طورونطو او ملبورن او امستردام او اي مدينة غربية؟ هل كان هؤلاء سيسمحون بتكرار الماساة و بنفس الطريقة؟ هل كان سيتم اغلاق الملف دون فتح تحقيق جدي في الأسباب و المسؤوليات؟
لماذا لم تفكر اي دولة عربية في الترشح لتنظيم تظاهرة عالمية اقل تعقيدا من الحج بكثير؟
الجواب سهل
اي ترشح سيقابل بالاستغراب حتى لا نقول السخرية من قبل الهيئات القائمة عليها.
لا توجد اي دولة عربية حاليا قادرة على تنظيم ما هو اقل من الحج بشكله الحالي...
ثم هذا الرقم المهول 3 ملايين حاج...
اذا كان المتسبب في تلك المجازر هم الحجاج أنفسهم لماذا يزداد عددهم كل عام؟ من المسؤول عن هذه الزيادة اذا علمنا ان الحج بتاشيرة خاصة و عددها محدود؟
أليس من وراء هذه الزيادة سوء تنظيم و اصرار على الربح المادي دون وضع في الحسبان الاخطار التي تشكلها تلك الاعداد الهائلة من "الجهال" و "الهمج" على السير الحسن لشعائر الحج؟
لقد استمعت بذهول لتصريح مسؤول في وزارة داخلية الدولة المضيفة امام الصحافة الدولية و اسمه تركي شيء ما... و هو لا يعرف حتى عدد الضحايا بعد مرور 3 ايام على الحادث حتى همس باذنه احد معاونيه بالعدد. و الذي اثار دهشتي ليس تلك النظرة الدونية للحجاج و ابعاد اي احتمال لاجراء تحقيق في الحادث و انما ما اورده بكل ثقة انه قبل الزوال اجتمع في الساحة المقابلة لجسر الجمرات و مساحتها 124000 متر مربع اكثر من 600٫000 حاج منتظرين وقت الزوال اي انه كان في كل متر مربع 4 حجاج و هذه تسمى في عرف تنظيم التظاهرات الشعبية "عملية اجرامية" مع سبق الاصرار و الترصد.
و لو استعان هذا المسؤول بخبير communication كما يفعل المسؤولون الامريكان للتنصل من مسؤولياتهم بطريقة ذكية كان وفر على نفسه مغبة هذه الزلاّت و التصريحات الساذجة التي هي دليل ادانة قوي على سوء تنظيم و لا مبالاة خطيرة جدا.
شوف يا الهايل
لو وضعت احسن البشر و اتقاهم و اكرمهم و اذكاهم و اكثرهم وعيا في نفس هذه الوضعية فهنالك نفس نسبة امكانية حدوث الكارثة التي حدثت لماذا؟ ...ساعود لأشرح و أكمل الموضوع فمن رحم الكذب تولد الحقيقة احيانا و لا يعدم الحمق مسحة من.... الجمال و شر البلية ما يضحك.
|