عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-04-2007, 12:46 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (1)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


ثلاثة عائدين إلى الحرية وحضن الوطن يروون مأساتهم: حقوق الإنسان واحترام الأديان عند الأميركان وهم كبير!
• لماذا ذهبتم الى أفغانستان قبل القبض عليكم؟
- الزامل: ذهابي الى أفغانستان لإنشاء منظمة خيرية، وهي منظمة وفا للأعمال الإنسانية، وكنت مؤسسها ومديرها في كابل.
وطبيعة عملها أعمال إغاثية مثل جمعيتي إحياء التراث والإصلاح، ومن أعمالنا: حفر الآبار وإفطار الصائم، وزكاة الفطر، وذبح الأضاحي، وبناء المساجد وترميمها، وغيرها من الأعمال الخيرية.
- العجمي:لم أذهب إلى أفغانستان من الأصل، بل ذهبت إلى باكستان لحفظ القرآن الكريم، وقدر الله أن قبضت علي المخابرات الباكستانية، بهدف جمع المال عندما سمعوا أن الأميركيين يشترون العرب بـ خمسة آلاف دولار.
- العازمي: وأنا كذلك لم أذهب إلى أفغانستان، بل ذهبت إلى باكستان لاستيراد العسل إلى الكويت والتجارة به.
• بودنا لو تحدثنا بمزيد من الصراحة، نريد إجابة مقنعة للقارئ، فكل من تم القبض عليهم لم يذكر أحدا أنه جاء للقتال ومناصرة إخوانه، فأين ذهب المقاتلون العرب؟ مع ملاحظة أن الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية صنفتكم كمقاتلين؟
- الزامل: أصبح اليوم تنظيم القاعدة مثل مسمار جحا، كلما أرادوا حبس إنسان ألصقوا به اتهام الانتماء إلى تنظيم القاعدة، ولو كان في العراق أو في الصومال أو في أي دولة من دول العالم، وهذا جزء من نهج السياسة الأميركية. وهناك أناس عليهم أصلا قضايا واعترفوا بأنفسهم لأنهم لا يستطيعون الإنكار، أمثال خالد الشيخ، وابن الشيخ الليبي وغيرهما، كانوا يقولون انهم كانوا في أفغانستان لمقاتلة الأميركيين وانهم يتبعون تنظيم القاعدة، ولم ينكروا بحسب ما سمعت من الأميركيين أنفسهم. أتباع تنظيم القاعدة لم يكونوا معنا في غوانتانامو أصلا ولا أحد منهم، خالد الشيخ المتهم بأنه من زعماء القاعدة وأنه يسمى المخ وغيرها من الاتهامات، لم يكن معنا في غوانتانامو ولا ابن الشيخ كذلك، وأبو زبيدة وأبوياسر الجزائري، وكثير من الناس الذين تذكر أسماؤهم أنهم من أتباع القاعدة ويتحدث عنهم الأميركان كانوا يقولون أسماءهم لنا أحيانا لم يكونوا معنا في غوانتانامو. فإن كنا نحن من تنظيم القاعدة لكنا معهم في مكان واحد، سواء في غوانتانامو أو خارجها.
وهناك أناس أبرياء كثر تم القبض عليهم والزج بهم في غوانتانامو، منهم رجل يمني يسمى كرامة خلفان، فهذا كان ذاهبا لشراء مخدرات، وهذا أكبر حجة على الأميركان، وأخرجته السلطات اليمنية براءة لأن قضية جلب ثلاثة أطنان من المخدرات إلى اليمن، وخرج براءة لأنه لم يأت حتى بطن، فقد كان مجرد رهينة، وكان أميا لا يعرف القراءة والكتابة، وأكبر شاهد على حديثي الإعلام نشر عنه قبل حوالي ثمانية أشهر، وليس له أي علاقة بقتال أو انتماء لتنظيم القاعدة.
ومثال آخر: أتى الأميركان بأناس جزائريين من البوسنة لا دخل لهم بالحرب لا من قريب ولا من بعيد، وهم بوسنويو الجنسية، كان أحدهم مساعد مدرب المنتخب البوسنوي للكاراتيه، وأتى الأميركان بأناس من السودان كذلك هم في الأصل بريطانيين من أصول عراقية وأحدهم من أصل فلسطيني، ذهبوا إلى السودان، يريدون إنشاء مصنع للفول السوداني.
وهناك رجل يمني معروف اسمه عبدالسلام الحيلة من أسرة ثرية وهو ثري جدا ويرأس قبيلة في اليمن، ذهب إلى مصر يريد فتح مصنع هناك، فتم إلقاء القبض عليه، ورُحِّل إلى غوانتانامو، مع عدم علاقته بالقاعدة ولا بأفغانستان أصلا.
فالأميركان جمعوا من جميع دول العالم في غوانتانامو، وليس كل المقبوض عليهم كانوا في أفغانستان أو باكستان.
فحجة الانتماء إلى القاعدة جعلها الأميركان ملصقا يضعونه على ظهر أي شخص يريدون القبض عليه.
وثمة أمر كذلك، إذا كان كل المعتقلين يتبعون تنظيم القاعدة، فما دخل جمعية إحياء التراث بهذا التنظيم؟ فالعاملون في مكاتب الجمعية في بيشاور جمعوهم كلهم معنا في غوانتانامو، وتعرف الجمعية بكل تأكيد العاملين في مكاتبها، منهم أبو محمد الجزائري، واثنين من الصومال أحدهم يكنى بأبي دجانة، ولا أعرف أسماءهم الحقيقية، ولا دخل لهم في تنظيم القاعدة. باختصار فإن أي مسلم يريدونه ألصقوا به تهمة الانتماء إلى القاعدة.
- العجمي: أنا أنتمي إلى جماعة التبليغ والدعوة، وخرجت لباكستان لحفظ القرآن الكريم، والجهاد في سبيل الله أمره عظيم ولكن لم يحصل لي الشرف أن أشارك به، فذهابي كان لحفظ القرآن الكريم، ولا أخاف إلا من الله تعالى، فلو كنت ذاهب إلى للجهاد لقلت اني ذهبت للجهاد في سبيل الله لدفع العدو الصائل في بلاد المسلمين، قبض علي في باكستان.
- العازمي: حتى يقتنع القارئ بهذا الكلام، نقول نعم بعضنا كان تاجر عسل، وبعضنا ذهب لحفظ القرآن وغيره، ولكننا في نفس الوقت نحمل عقيدة المسلمين، أن أي عدو أو كافر سواء الأميركان أو غيرهم يداهم الدول الإسلامية ويسفك من دماء المسلمين، فإننا بإذن الله سنقاتل هذا العدو الذي داهم بلادنا، ونسأل الله أن يستخدمنا في الدفاع عن المسلمين.
• حسنا، ولماذا لم تقاتل إذاً العدو الذي داهم أفغانستان المسلمة؟
- العازمي: لم يدركني الوقت، ولم أحضر واقعة الحرب، فقد اعتقلت قبل حادثة الحرب.
• متى كان تاريخ اعتقالك؟
- العازمي: قبل فترة من الحرب، لا أذكر التاريخ بالضبط لأنها كانت قبل سنوات، وغوانتانامو أنستنا أمورا كثيرة.
• كيف تم القبض عليكم؟
- العجمي: قبض علي عندما كنت أشتري هدايا لأهلي من السوق وانا عائد للكويت، فقبض علي هناك، ولم أعلم إلا وأنا في السيارة مغمى العين من قبل المخابرات الباكستانية بلباس مدني، ووجدت نفسي تحت الأرض في السجون الباكستانية، وأظنها كانت في بداية 2002، والله أعلم.
- العازمي: تم القبض علي في منطقة بيشاور، وسبب الاعتقال كان لمخالفتي للفيزا، فكانت تسمح لي لمدة شهر، وكنت جلست أكثر من شهر، وهذه طريقتهم دائما، ينقلونك لقسم التحقيق، فتدفع قيمة المخالفة ثم تخرج، وبسبب اضطراب الوضع الأمني، تم تحويلي إلى الاستخبارات في كراتشي، وهناك بالسجن التقينا مع عرب وجمعونا مع بعضنا البعض، وكان اعتقالي عبر الاستخبارات الباكستانية، فكنت موجودا في أحد بيوت بيشاور قبل القبض علي، ووجودي هناك رسمي عبر جواز وإقامة.
- الزامل: تم القبض علي بعد أحداث 11 سبتمبر، فبعد القصف الجوي الأميركي على أفغانستان، أغلقنا المنظمة، وخرجنا إلى باكستان، ولم أتمكن من الخروج منها بعدما علمنا أن أي عربي يرونه يلقى القبض عليه مقابل خمسة آلاف دولار يدفعها الأميركان، فتم القبض علي في كراتشي، في 1 فبراير 2002، من قبل السلطات الباكستانية.
• كيف قبضوا عليك؟
- الزامل: كنت موجودا في منزل، وأتت الاستخبارات الباكستانية إلى هذا المنزل وقبضت علي، ثم أودعوني في سجن الاستخبارات لمدة 20 إلى 25 يوما، ثم سلموني إلى الأميركان بعد ذلك.
• هل كان وجودك في باكستان رسميا؟
- الزامل: نعم كان وجودي رسميا.
• من خلال عمليات القبض على العرب، هل تذكرون بعض الأحداث التي حصلت معكم أو مع غيركم؟
- العجمي: أذكر قصة أخ أردني اسمه أبو جعفر خرج من غوانتانامو، كان يعمل في منظمة خيرية في باكستان، قبض عليه ظلما في شقة مع أخيه من قبل الاستخبارات الباكستانية وكان لديهم أجهزة كمبيوتر، فقيدوهم وغطوا على أعينهم، ثم أتى شخص من الاستخبارات الأميركية يحمل حقيبة مليئة بالدولارات، فأعطوا الضابط الباكستاني، الذي فتح على أخينا وقال له باستهزاء: ستذهب إلى أميركا، فقال له أبو حمزة: لقد بعت أخيك المسلم لكافر وهذا لا يجوز، فجلس الباكستاني يضحك، وغطى وجه أخينا.
- العازمي: أذكر عندما نقلوني إلى كراتشي في مركز الاستخبارات الرئيسية في كراتشي، بقيادة أحد الجنرالات الباكستانية، فجمعوا العرب هناك، وحدثني أحد المعتقلين معنا يكنى بأي إبراهيم، وهو من جزيرة بروناي، فيقول: بعثتني دولتي رسميا إلى باكستان لأتعلم هناك العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعد أحداث نيويورك وواشنطن، وبينما كنت نائما دهمت السلطات الباكستانية منزلي واقتحمت المكان. فضربوه هو وزوجته فسفروا زوجته، وأخذوه هو إلى المعتقل وباعوه إلى الأميركان، كما كانوا يفعلون هؤلاء المجرمين.
• في الفترة منذ القبض عليكم إلى وقت ترحيلكم إلى كوبا، كنتم في السجون الباكستانية، تحت سيطرة القوات الباكستانية أم الأميركان؟
- الزامل: أول ما قبضوا علي وضعوني في سجن الاستخبارات الباكستانية في كراتشي، وحقق معي من أول يوم ثلاثة أميركان، مع مدير الاستخبارات الباكستانية الذي كان جالسا ولم يتحدث بشيء، كان اثنان من الأميركان لا يتحدثون العربية، والأميركي الثالث كان يتحدث عربي بلهجة كويتية وكان واضح من شكله أنه أميركي. كان ينسب التهم بأننا من تنظيم القاعدة وكنت أنفي تماما، فلا دخل لي بهذا التنظيم، ولا أعرف أحدا من أعضائه، بعدها بـ 25 يوما نقلوني إلى قندهار بالطائرة، وكانوا يعذبوننا في الطريق، ثم نقلوني إلى مطار قندهار الذي بالأصل معسكر للأميركان جلست فيه أربعة أيام، ومن ثم نقلوني إلى باغرام وهي قاعدة أميركية في كابول، فجسلت هناك شهرا ونصف الشهر، ثم أعادوني إلى قندهار حيث جلست فيها شهرا كاملا، وبعد هذه الأشهر الثلاثة نقلوني إلى غوانتانامو.
• أبو زامل، بحسب تصريحاتكم أنت الوحيد الذي عشت في أفغانستان، كيف وجدت حكومة طالبان، وتزمتها في تطبيق الشريعة واضطهادها للمرأة، وقبول الشعب الأفغاني لها من عدمه؟ وانتشار المخدرات هناك في عهدهم؟
- الزامل: انتشار المخدرات في عهد طالبان كلام باطل وبهتان يراد منه تشويه سمعة الطالبان فقط، لقد عشت في أفغانستان، ولا تهمني إن كان يباع بها مخدرات أو لا، فهي ليست بلدي أصلا، ولكن الإنسان ينصف سواء كان مع العدو أو الصديق، فحكومة طالبان كانت على أيامها عادلة منصفة، وأداؤها جعل الشعب الأفغاني يتمنى رجوعها مرة أخرى حتى هذه الساعة لما رأوه من عدل وإنصاف، وحكم شرع الله تعالى، ولا أتحدث هنا دفاعا عنها لأنها تحكم بما انزل الله، وليست بلدي حتى تهمني، ولكن الظاهر الذي رأيته هناك أنها كانت حكومة شرعية عادلة يقوم فيها القصاص، وكانوا يحرقون مزارع المخدرات بالنار، ورأيت أمام عيني أكثر من مزرعة بمئات الامتار محروقة كلها، ومنعت بيع المخدرات، فهذا الكلام الذي نسمعه بالإعلام كله كلام باطل، يراد منه تشويه صورة طالبان.