عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 03-04-2007, 12:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (3)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


عذبونا بكل شيء من فرشاة الأسنان وحتى الطعام... كان (بايت) ومعفن وفيه ديدان والبدلة من البوليستر القاسي الذي كان يتسبب في تشقق الجلد
• هل تم ترحيل جميع الذين تم القبض عليهم في باكستان وأفغانستان إلى غوانتانامو أم احتفظوا بالبعض؟
- الزامل: الذي أعرفه أن جميع المعتقلين تم ترحيلهم إلى غوانتانامو، إلا بعضهم يتأخر فترة لأسباب التحقيق أو أسباب أخرى، والذين قبضوا عليهم معي كلهم أتوا إلى غوانتانامو، وبين فترة وأخرى يأتينا المزيد، حتى وصل العدد أيام وجودنا هناك أتوقع ألف شخص.
- العجمي: أرجو ألا يظن أحد أن السجن فقط في غوانتانامو، فهناك سجون تتبع أميركا في أكثر من بلد في أنحاء العالم، فبعض الأخوة تم ترحيلهم إلى سجن الأردن الذي يعد أشد من غوانتانامو وهو أكبر سجن مخابرات، بالإضافة إلى سجون ألمانيا ومصر وغيرها، أحد الأخوة اليمنيين جاء إلى غوانتانامو من الأردن فقال ان التعذيب هناك أشد والمعاملة أشد سوءا، وكان الأميركان يهددون من لا يتعاون معهم بنقله إلى سجن الأردن، فإذا عذبوا الأخ تعذيبا شديدا قالوا سنذهب بك إلى الأردن حتى ترى التعذيب على حقيقته!!
- الزامل: أخونا جمال محمد مرعي يمني، من منطقة ذمار في اليمن، أُخِذ من باكستان وكان يعمل معي في منظمة وفاء للأعمال الإنسانية، تم أخذه من مدينة كلكتل في كراتشي، بعد أحداث 11 سبتمبر بيوم واحد ألقي القبض عليه، ثم حولوه إلى الأردن مباشرة، حيث مكث في سجون الأردن 4 أشهر كانت تحقق معه هناك السلطات الأردنية، فما وجدوا عليه أو على المنظمة أي تهمة، حتى أنه ما أوذي أبدا ولم يضرب بالأردن، ثم أرجعوه مرة أخرى إلى باكستان، ومن باكستان تم تحويله إلى غوانتانامو.
• أثناء وجودكم في معتقلات باكستان أو أفغانستان أو غوانتانامو، هل لاحظتم وجود جواسيس بينكم أو مدسوسين ينقلون لهم الأخبار وهم مسجونون معكم؟ أو أجهزة تنصت بالسجون؟
- الزامل: لدينا في غوانتانامو انتشرت مسألة الجواسيس، فكانت بين أوساط الشباب أناس وضعتهم السلطات الأميركية مختصين بالتجسس على المعتقلين ومحاولة لقط الأخبار منهم، ناهيك عن أجهزة التنصت الكثيرة جدا في المعتقل، بل حتى الكراسي التي نجلس عليها كان تحتها أجهزة تنصت، وفي الأماكن الأخرى تجد السماعة وهي في حقيقتها جهاز تنصت لاقط، وبثوا بين أوساط الشباب عدة جواسيس أغلبهم يحملون الجنسيات العربية، حتى أن الأسير أصابه الرعب وأصبح يشك في الجميع، ويخاف أن يتحدث مع أخيه الذي من نفس بلده، وهذا من التعذيب النفسي الذي كنا نعاني منه هناك.
• كيف تعرفتم عليهم؟
- الزامل: الجواسيس الذين كانوا معنا في غوانتانامو كانوا معروفين لأنهم أصلا في السابق كانوا جواسيس في أفغانستان، وألقي القبض عليهم من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، وسجنوا في أفغانستان، بعضهم خمس سنوات وبعضهم أربع سنوات وبعضهم سنتين، بحسب ما سمعت والله أعلم، وعند دخول القوات الأميركية لأفغانستان، أخذوهم معنا إلى غوانتانامو، وهم أناس معروفون.
• ما جنسيات هؤلاء الجواسيس؟
- الزامل: أعرف خمسة عراقيين، وواحدا سوريا، وواحدا إيرانيا.. وهم بأنفسهم يعترفون أنهم كانوا جواسيس للأميركان في السابق داخل أفغانستان، لكشف تنظيم القاعدة وإدارته.
• يقال ان ثمة مشاجرات حصلت بين الأسرى وبين الجواسيس أدت إلى قتل أحدهم؟
- الزامل: لم يحصل قتل في غوانتانامو أبدا، أما المشاجرة بين معتقل مع جاسوس ربما يكون ذلك وقد سمعت شيئا من ذلك، ولكن لا أعلم في أي معتقل بالضبط، فالمعتقلات في غوانتانامو كبيرة جدا أكثر من 2 كيلو.
• قبل ترحيلكم إلى غوانتانامو كنتم معتقلين في أفغانستان، فكيف علمتم بترحيلكم إلى كوبا؟ وما الذي جرى تحديدا؟
- الزامل: كنا نعرف أننا سننتقل من سجن إلى سجن ولكن أين بالضبط لم نكن نعلم، فكانوا يغطون أعيننا بنظارات سوداء ويغطون آذاننا ويلبسوننا قطعة على الرأس، و«يكلبشون» اليد مع البطن والرجل، ويقولون لك: move ولا نعلم إلى أين نتحرك، وعندما صعدنا الطائرة أعطونا بعض الحقن وبعض الحبوب المنومة التي لم أشعر شخصيا بشيء إلا وأنا في غوانتانامو، حتى لما وصلنا هناك لم نكن نعرف أين نحن تحديدا، فكل واحد منا كان يتوقع أننا في بلد ما، ولم نعرف إلا بعد فترة من الزمن عندما أخبرونا المحققين علمنا أننا في غوانتانامو.
- العجمي: في قندهار كانوا يأخذوننا على دفعات كل دفعة عددها 25 أخا، فأخذونا وأدخلونا في غرفة وكان الأسرى عراة، فكانوا يحلقون اللحى، وتأتي عاهرة تفعل بعض الإغراءات الجنسية لبعض الأخوة دون الزنى من أجل إغاظتهم أسأل الله أن يرفع عنهم ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، والأخ مقيد ومغطى على عينه ولكنه عار ليس عليه شيء، لأنهم يعلمون أن هذه الأمور تغيظ المسلم، وكانت الكلاب البوليسية على استعداد للانقضاض متى ما تحرك الأخ، بل بعضهم كان يترك الكلب يهجم على رأس الأخ، ويمسكونه متى ما أحسوا أنه سيقضي على رأسه، فكان بعض الأسرى يصيحون ويغمى عليهم، فقيدونا ووضعونا إلى الأرض، ثم أدخلونا إلى طائرة صغيرة نفاثة سريعة مثل الطائرات الخاصة، أذكرها جيدا، لأنني كنت أرى بعين واحدة لم تكن مغطاة جيدا لوجود ثقب في الغطاء، وقبل إدخالنا الطائرة كانوا يفتشوننا تفتيشا خبيثا بعد أن ألبسونا وأخذوا بصماتنا. ثم حملونا إلى الطائرة النفاثة وكنا على الأرض، فطاروا بنا إلى مكان قريب لمدة ساعتين أو ثلاثة ساعات، وكانت المعاملة سيئة إذا تحرك الأخ أي حركة يضربونه قوات المارينز.
ثم مشوا بنا إلى مكان معين لمسافة تقريبا 50 مترا ثم أخذونا إلى طائرة كبيرة لها أربع مراوح، وأظنها قاعدة معينة، والكلاب كانت تحيط بنا وهي على استعداد للانقضاض، وكنا 25 واحدا أنا كنت آخر واحد فيهم.
- العازمي: قبل دخولنا الطائرة، كنا كما وصفوا لك الاخوة، وكانوا يحلقون شعورنا ولحانا، وتأتي امرأة تحاول إغراء بعضنا جنسيا وتلمس أجزاء من جسده لتفسد عليه دينه، وسط ضحكات الأميركان الذين يعدون هذه الأمور عادية لأنهم ساقطون وكالبهائم أجلكم الله، ويستهزئون بنا فيسألوننا هل تعلمون إلى أين ستذهبون؟ سنأخذكم إلى جهنم، لا لا سنأخذكم إلى الجنة، لا سنأخذكم إلى القطب الشمالي، ثم نقلونا في الطائرة من قندهار إلى غوانتانامو في رحلة تعيسة جدا وسط الأصفاد والقيود بلا طعام ولا شراب.
• كيف كانت طريقة وضعكم داخل الطائرة؟
- الزامل: كنا مكلبشيا اليد مع البطن مع الرجل التي كانت مثبتة إلى الأرض، ومغطيا الأعين والآذان والرأس تماما، ويعطوننا حبوبا بين فترة وأخرى أظن أنها كانت منومة، ويطعموننا بايديهم تفاحة، لأن الرحلة كانت طويلة جدا، وعن نفسي لم آكل شيئا، لأنني لم أكن أشعر بنفسي أصلا حتى وصلت.
- العجمي: لما صعدنا الطائرة الكبيرة العسكرية طارت بنا، وكان بعض الأخوة يصيح من الألم، وكانوا يعطوننا أبراً وحبوبا، وأنا أعطوني حبوبا بالقوة لأنني كنت أصيح عليهم أن يدي تؤلمني لأنها كادت تنخلع من مكانها بسبب قوة الرباط، فكلما نتحرك كلما اشتد القيد علينا، فطاروا بنا وكنت أرى فوقنا جنديا معه عصا سوداء مثل العصا الكهربائية، لأن الخوف والرعب يملؤهم مع أننا مقيدون، وطاروا بنا أكثر من 24 ساعة تقريبا.
- العازمي: كان يستهزئون بنا طوال الطريق مع التعذيب، فمن يريد ماء يسكبونه على رأسه وهم يضحكون. ومن يتأوى من الألم يضربونه، ومن يرونه صاحيا يطعمونه حبوبا مخدرة رغما عنه، حتى وصلنا إلى غوانتانامو.
• هل استطعتم النوم في الطائرة؟
- العجمي: غفونا غفوة التعب، ومن أثر الحبوب، ولم يكن نوم الراحة، فكنا نصحو وننام، وبعض الأخوة أعطوهم إبراً عن يميني وعن شمالي وكنت أراهم، فكان عن يميني بالطائرة الأخ جمعة الدوسري البحريني، وعن شمالي عبدالهادي الشارخ من السعودية، وأسمع صوتهم وهم يتألمون وكانوا معي في نفس العنبر في قندهار وفي الطائرة كذلك.
• أفهم أن طريقة التعذيب فيها أخف من طريقة نقلكم من باكستان إلى أفغانستان؟
- الزامل: نعم أخف، لأنهم لو وضعونا في هذه الطائرة كما وضعونا في الطائرة التي أقلتنا من باكستان لمتنا ولا أظن أحدا منا سيعيش، فبذاك النقل لا يتحمل الإنسان أكثر من ساعتين.
- العازمي: الوضع كان أخف ولكنه ليس خفيفا ففيها آلام وشدة، وكانت الدماء تسيل من أيدينا وأرجلنا بسبب القيود التي كانت محكمة علينا.
• هل كانوا يعطونكم طعاما؟
- العجمي: نعم، ولكن مع الاستهزاء بالأخ فيعاملوننا كالحيوانات، وكنتم أراهم بعيني، فإذا احتاج الأخ إلى طعام يقدمونه له، وإذا بدأ في الأكل يسحبونه منه وهم يضحكون، وسط معاملة سيئة جدا، وكانوا ما يعطوننا من الماء إلا القليل.
• وكيف تمكنتم من الصبر بلا طعام لأكثر من 24 ساعة؟
- العازمي: الإنسان يمكنه التحمل لأكثر من يوم بلا شراب ولا طعام، فالأميركان كانوا يجوعوننا على أيام، وفي هذه الطائرة كان يتعمد الأميركان عدم تقديم الطعام أو الشراب لنا.
• وكيف يقضي المعتقل حاجته؟
- العجمي: إذا أراد أحدنا قضاء حاجته، فكان بجانبه أكياس خاصة، وبعض الأخوة إذا ألح بطلب دورة المياة فإنه يحملونه باستهزاء ويضعونه في الحمام وعليه أربعة من العسكر وهم الذين يخلعون ملابسه عنه، ورأيت ذلك بعيني، فيعدون إلى الثلاثة ثم يسحبونه مرة أخرى.
• ما صحة أن بعض الأسرى تم تكديسهم في حاويات وقت النقل؟
- الزامل: نعم هذا صحيح، فبعضنا تم وضعه في الحاويات كما تحدث بذلك بعض الأخوة.
• واضح من خلال حديثكم أن بعضكم كان يسمع كلام الأميركان في الطائرة، فما فائدة تغطية آذانكم؟
- العازمي: الأميركان إذا أرادوا مضايقة شخص أو إعطاءه طعاما فإنهم يرفعون إحدى السماعات، ثم يعيدونها إلى مكانها.
• كيف كان استقبالكم في أول وصولكم إلى سجن غوانتانامو؟
- الزامل: كان استقبالنا سيئا للغاية فكانوا ينزلوننا من الطائرة وهم يرفسوننا، ونحن مقيدو اليدين والقدمين والبطن، ومغطون الأعين والآذان، وأمسكوني جنديان وأنا مقيد ركضوا بي بقوة ثم رموني حتى أن رجليّ نزفت الدم، ثم رمونا في شاحنة بالحذف، ثم ركبت هذه الشاحنة في سفينة سارت لمدة 30 إلى 45 دقيقة في البحر حتى وصلنا إلى غوانتانامو، ورمونا من الشاحنة إلى الأرض لما وصلنا بمعاملة لا تليق أصلا بالحيوان، فبعضنا سقط على رأسه وبعضنا على يده وهكذا، وبمجرد سقوطنا يأخذوننا إلى العيادة مباشرة، فيضعوننا في مكان يمكننا من الاستحمام ثم يعالجون أيدينا وأرجلنا وأعيننا من آثار القيود والأغطية، حتى أن جميع الأسرى كان فيهم أثر الدم بسبب الفترة الطويلة التي استمرت لأكثر من 24 ساعة، فبدأوا العلاج.