عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 18-06-2006, 07:14 PM
بايعها بحوريه بايعها بحوريه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة العرب
المشاركات: 98
إفتراضي


العبرة السابعة :

رغم اختلاف كثير من العلماء والدعاة والناس مع الأمير في بعض أساليبه وعملياته وحتى بعض اجتهاداته إلا أن أكثر هؤلاء حزنوا لموته وترحموا عليه لما رأوا من فرح الصليبيين والرافضة والمرتدين بعد مقتله ، فعلم أكثر هؤلاء صدق الرجل وشدة نكايته في العدو ، فسبحان من جعل من دم الأمير قطرات دمع في عيون مخالفيه ، رحمه الله وتقبله في الشهداء ..


العبرة الثامنة :

احتار الكفار بعد موته في مكان دفنه ، فقد علموا بأنهم حيثما دفنوه يشعل قبره جذوة الحمية الإسلامية في قلوب مسلمي المكان .. لقد أشعل الأمير بكلماته النار في قلوب المسلمين وحرك مكامن نخوتهم ، واليوم يخاف الكفار أن يحرك قبره ما حركت كلماته ، فرحم الله محرض المؤمنين حيا وميتا وتقبله في الشهداء ..


العبرة التاسعة :

يروي من أثق به أنه وأمه كانا يأكلان الغداء ، ورأت العجوز على وجهه أثر الحزن فقالت : ما لك ، قال : قُتل أبو مصعب الزرقاوي ، يقول الأخ : وما كنت أعلم أنها تعرفه ، فلا والله ما رفعت القمة التي كانت بيدها ، وتركت الطعام ولم تأكل سائر يومها وأخذت تلهج للزرقاوي بالدعاء وتبكي .. وآخر قال لأمه : قتل الزرقاوي ، فقالت : هذا الرجل لا أنتم .. ومثل هذه القصص عن أمهات الإخوة وجداتهم كثيرة ، ولولا الحذر لذكرت ما يثلج الصدر ويطمئن القلب من حقيقة مودة الناس لهذا الأزد الهزبر رحمه الله وتغمده بواسع رحمته .. حتى أمهاتنا وجداتنا يتابعن قضايا الأمة ويعرفن قادة الجهاد رحمهم الله ونصرهم على الأعداء وبارك الله في أعمارهن وتقبل دعائهن وتضرعهن ..


العبرة العاشرة:

حزن الشباب المسلم لفراق الزرقاوي - رحمه الله - ومقتله ، إلا أن الدلائل تشير إلى ثقة الشباب بقيادة القاعدة ومجلس الشورى المجاهدين في بلاد الرافدين ، وعدم الخوف على الجهاد ، وثقتهم بوجود كفاءات تحل محل الأمير وتؤدي دورها ، فهذه الثقة أتت نتيجة ثقتهم الكبيرة بالقاعدة الأم وبخبرة الإخوة المجاهدين في العراق وإخلاصهم ووضوح رؤيتهم ، وهذا في حد ذاته مكسب كبير جدا للمجاهدين ..


العبرة الحادية عشر :

لقد قهر الأمير – حتى بعد موته – علماء السلطان ، فبعض هؤلاء نعقوا على استحياء يريدون أن يوسوسوا في صدور الناس ليصرفوهم عن إظهار ما تكنه نفوسهم من مودة للأمير - رحمه الله – لكن أصواتهم تلاشت ووجوههم خنست مع تكبير المسلمين وتهليلهم وترحمهم على أسد الفرات ، فكان رحمه الله ثقيلاً على قلوب علماء السلاطين حياً ، ومسكتاً لهم ميتاً رحمه الله ..


وبعد ..

إن العبر كثيرة ، وفي ما ذكرنا من إشارات دلالات لمن له عقل ، فالأمة الإسلامية اجتمعت على حب الرجل واحترامه ومعرفة منزلته وإن اختلف معه من اختلف في اساليبه وبعض اجتهاداته ، فقد كان رحمه الله من أشد الناس نكاية في أعداء الأمة وأعظمهم إرهابا لهم ، ولذلك لم يملك الكفار أنفسهم ورقصوا في نشوتهم وسكرتهم طربا لسماع خبر مقتله رحمه الله ، وهذا ما ورد في موقع الجزيرة في يوم الجمعة (13/5/1427هـ) أي بعد يوم من مقتله رحمه الله :

" الرئيس الأميركي جورج بوش وصف مقتل الزرقاوي بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة وهو انتصار على ما أسماه الإرهاب.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن تنظيم القاعدة في العراق تلقى ما أسماها صدمة صاعقة, وأن إيجاد خليفة له "ليس مستحيلا لكنه سيستغرق وقتا وجهدا".
ولكنه أشار إلى أنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع رغم أهميته نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد".
كما وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سار جدا وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان ، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب".
أما رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان أول من أعلن مقتل الزرقاوي ، فقال إن مقتله يمثل "رسالة لكل الإرهابيين في العراق", متعهدا بملاحقتهم بكل شجاعة ودون خوف أو كلل أو ملل.
وهنأ رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية عبد العزيز الحكيم الشعب العراقي بمقتل زعيم القاعدة ، متهما إياه بأنه كرس حياته الأخيرة لشن حرب "الإبادة الطائفية" ضد الشيعة.
كما وصفت الحكومة الإسرائيلية على لسان المتحدث باسمها مقتل الزرقاوي بأنه "نصر عظيم للديمقراطيات الغربية والأنظمة العربية المعتدلة في الشرق الأوسط"، معتبرة أن تنظيم القاعدة هو "الأكثر إجراما".
أما الحكومة الأردنية التي أعلن المتحدث باسمها مساعدة مخابراتها للقوات المتعددة الجنسيات في عملية قتل الزرقاوي , فقد هنأت الشعب العراقي والحكومة العراقية بهذا الحدث.
واعتبر الأمين العام للأم المتحدة كوفي أنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح", محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق.
وفي النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي أنه ينبغي مواصلة مكافحة ما يسمى الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي, كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا الحدث "ضربة قوية" للقاعدة.
ووصفت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار", مؤكدة أن زعيم القاعدة كان واحدا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم.
وأعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة." (انتهى .. المصدر : الجزيرة + وكالات)

فالذين فرحوا بمقتل الزرقاوي هم رؤوس الكفر من الصليبيين واليهود والرافضة والمرتدين وكل من ربط مصيره بمصير هؤلاء أو بمصير أتباع هؤلاء من الحكام المتسلطين على بلاد المسلمين ، ولا أعرف مسلما له عقل أو بقية دين إلا وحزن لمقتله رحمه الله وتقبله في الشهداء ..

إن من سنة الله أن يجعل في بعض العصور أولياء له من العلماء أو الدعاة أو القادة تكون محبتهم دليلا على صدق محبيهم ، وبغضهم والنيل منهم دليل على خلل في اعتقاد المبغضين ، ولا أحسب الأمير الزرقاوي – رحمه الله – إلا من هؤلاء الذين بحبهم يُعرف الصادقون وببغضهم يُعرف أتباع بوش وبلير واليهود والمبتدعة وأهل الأهواء وعبيد الدراهم المأجورين ، ولعل من هذا المنطق نستطيع أن نقول بأن الأمير أبا مصعب يُعد فاروقا في هذا الزمان : فرق الله به بين أهل الحق وبين أهل الكفر والضلال ، ولله في كل زمان فاروق يميز به الخبيث من الطيّب ، ولا زال أهل العراق أعزة منذ أن وصلهم الزرقاوي رحمه الله وتقبله في الشهداء ..

لقد ألقت الحكومة الأردنية المرتدة القبض على بعض العلماء والدعاة لتعزيتهم أهل الأمير ، واتهمتهم بـ "المساس بالوحدة الوطنية وإثارة النعرات" ، في محاولة لكبت جماح المشاعر الإسلامية المنهمرة كالسيل الجارف في القنوات الفضائية والجرائد والمجلات والشبكة العالمية .. لقد منع القوم حتى العزاء وإبداء المشاعر الإنسانية ليطمسوا حقيقة محبة المسلمين للجهاد والمجاهدين ، ولكن الكلمات كانت أعظم من أن تُحبس ، والعبرات أكبر من أن تُكتم فخرجت المشاعر الصافية من بين روث المخبرات وخبث رجال الأمن ليعلم المسلمون أن الأمة لا زالت حية وأنها بأمثال الزرقاوي تبقى عزيزة ، فإذا رأى الناس من يبذل دينه من أجل عقيدته ترخص في أعينهم بضع سنوات في بيت يوسف الصدّيق لقوهم الصدق وإعلانهم الحق ..

إن إخواننا وأخواتنا أبناء فضيل الخلايلة - أعزهم الله وأكرمهم وتقبّل أخوهم - عزائهم أن الأمة كلها كبّرت يوم أن أطل الزرقاوي في شريطه المرئي ، والأمة كلها بكت يوم أن قُتل الزرقاوي ، والأمة كلها تدعوا له بالرحمة والشهادة ، ولإن منعت السلطات الأردنية المرتدة الناس من الوصول إلى "عرس الزرقاوي" [علق أهله لافتة على بيتهم يوم العزاء كتبوا عليها "عرس الشهيد الزرقاوي"] في حي "معصوم" بمدينة "الزرقاء" الأردنية فإن التاريخ سيسجل بمداد من ذهب قصة أسد الفرات في القرن الخامس عشر ، وسيهمل التاريخ عبد الإنجليز وأبوه وجده موالي يهود ، فالعزة لا تأتي بالنسب وإنما عزة الرجال بعقيدتهم وأفعالهم ، فأبو لهب الهاشمي القرشي تبّت يداه ، وعمّار المولى له موعد في جنة الولى ورضاه ..

إن لم تصل إلى عزاء أميرنا الأجساد فقد وصلت القلوب ، وإن لم تصل الكلمات فقد خرجت الدعوات من أفئدة المؤمنين تطرق أبواب السماء .. إن مثل أسد الفرات لا يُعقد له مجلس عزاء في حي واحد ، فالأمة كلها لا يسعها حي صغير ، ولا والله لا تسع الزرقاء ولا الأردن حجم محبة الأمير في قلب مسلم واحد فكيف بألف ألف ألف مسلم يودون لو فدوه بأنفسهم وأهليهم !!

نحن لم نصل إليكم ولكن الله يعلم كم وددنا أن نعانق أخاً تربى مع أحمد ، وكم وددنا أن نقبل رأس رجل أنجبت زوجه أحمد ، وكم وددنا أن يتعلم نسائنا من ثبات وعزم وإيمان أخوات أحمد الخلايلة رحمه الله وتقبله وطيّب ثراه ..

حُق للخلايلة أن يرفعوا رؤوسهم ، فقد رفعها في الورى أحمد .. حُق لعشيرة "بن حسن" أن يصلبوا هاماتهم فقد سندها بجهاده أحمد .. حُق للزرقاء أن تدخل التاريخ فقد خرج من جنباتها أحمد .. حُق لبعقوبة أن تفاخر الأقطار فقد طيّب ثراها بدمه أحمد ..

رحل الأمير فقرأ إخوانه بعد موته بلحظات قول ربهم {... أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران : 144) ، معتقدين ذلك حق الإعتقاد ، ومتوعدين الكفار بكل شنار ودمار ولسان حالهم يقول :

لن أسبل الدمع السخين لعرسكم ... سأزفكم بدم العلوج القاني

رحمك الله يا أحمد .. رحمك الله يا أبا مصعب .. رحمك الله يا زرقاوي .. رحمك الله يا أمير قاعدة الجهاد في أرض الرافدين .. رحمك الله يا عضو مجلس شورى المججاهدين .. رحمك الله يا مُرهب الكفار والمنافقين .. رحمك الله يا أسد الفرات المعتز بدينه بين العالمين .. عشت حرا ومت حرا .. عشت حميدا ومت ميتة تمنيتها فنلتها .. نسأل الله لك يا قرّة العين أن يقر الله عينك بلقاء الأحبة : محمداً وصحبه ..

اللهم ارحم عبدك أحمد الخلايلة وتقبله في الشهداء .. اللهم هذه شهادة نلقاك بها :

لقد كان باراً بالمؤمنين رؤوفاً بالموحدين ذليلا للمسلمين عزيزا شديدا مرهبا للكفار أعداء الدين .. اللهم تقبل جهاده ، اللهم تقبل تعبه ونصبه ، اللهم احشره بريح المسك مرفوع الرأس وقد أمن الفزع الأكبر ، وأجعله اللهم من أول فوج يدخلون الجنة من الذين يزدحمون على بابها ، اللهم اجعله من الذين يرفع الناس له أعناقهم في الفردوس الأعلى إنك كريم جواد رحيم ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
الداعي للزرقاوي بالرحمة والشهادة
حسين بن محمود
21 جمادى الأولى 1427هـ



[ملاحظة : الأبيات في المقالة جاءت في قصيديتين نقلتا لي ولا أعرف من كتب الأبيات ولكن أسأل الله لهما الأجر والثواب]
__________________