عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 19-06-2006, 08:42 PM
بايعها بحوريه بايعها بحوريه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة العرب
المشاركات: 98
إفتراضي أبـالزرقاوي تفجعني المنايا ...فهلا بابنتي وابني جميعا

بسم الله الرحمن الرحيم

أبـالزرقاوي تفجعني المنايا ...[حولية المراثي]

في زمان الذل ، وبساط الظالمين ، وأروقة الباطل ...
ثمت قمم تتعالى عن الدنايا ، وتأنف الضيم ، وتأبى الذل ...
تثب إلى العليا في شموخ ، وتصافح المجد في شمم ، وتخط الطريق بالدم ...
فتحيا به الرمم ، وتبعث به الهمم ، ويبث الحياة في النفوس الآيسة ...
إنهم الغرس الذي غرسه الله ، فأغاث به الخليقة من بيداء التيه ، وضلالات الشياطين...
.
.
مُقِيْمَ الغَيْثِ أَفْقِدْهَا الرَّبِيْعَا ... وإلَّا فاهْطُلِ الصَّخْرَ الوَجِيْعَا
بِطَاحٌ مَا حَوَتْ جُثْمَانَ شَهْمٍ ... ولا كَانَتْ لأضْلُعِهِ ضَجِيْعَا
سِوَى أرْضٍ تَخَلَّلَها وَحيْدَاً ... يَصُوْلُ بِسَاحِها أَسَدَاً مَنِيْعاً
يُصَيِّرُهَا مِنَ الغَارَاتِ سِفْرَاً ... حَوَى مِنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ بَدِيْعَاً
وَقَفْرٍ قَدْ هَوَاهَا القَلْبُ طِفْلاً ... يُيَمِّمُ نَحوَهَا طَرْفَاً دَمِيْعَاً
تَتيَّمَهَا وَدُوْنَ الوَصْلِ مِنْهَا ... مَهَامِهُ حَوْلَهَا الخَطْبَ الفَظِيْعَا
وَمَا قَدْ شَاقَهُ مِنْهَا حِسَانٌ ... تَمَايَسُ تَسْلِبُ القَلْبَ الجَمِيْعَا
ولا جُزُرٌ غَوَانٍ خَالِبَاتٌ ... تُصَيِّرُ خِلَّهَا قَيْنَاً خَلِيْعَاً
وَلَكِنَّ الطِّرَادَ بِهَا سَبَاهُ ... وَفَلْقَ الهَامِ والشَّرَفَ الرَّفِيْعَا
أبِالزَّرْقَاويْ تَفْجَعُنِي المَنَايَا ... فَهَلَّا بابْنَتِيْ وابْنيْ جَمِيْعَا
سَلَبْتِ يَا مَنَايا مُنَايَ حَتَّى ... رَوَيْتُ بِدَمْعِيَ البَلَدَ القَطِيْعَا
صَوَاعِقُ فارْسِلِي النَّارَ شُوَاظَاً ... لِتُحْرِقَ مَنْ جَنَى ذَاكَ الصَّنِيْعَا
وصُمِّيْ يَا رُعُوْدُ صِمَاخَ بُهْمٍ ... وَلا تُبْقِيْ مِنِ الحُمْرِ قَطِيْعَا
وإلَّا تَفْعَلِيْ نَكْفِيْكِ حَرْبَاً ... تَوَقَّدُ نَارُهَا تَثْنِي الشَّجِيْعَا
تَرقَّب يَا ثَرَى[هَبْهبْ] رِمَاحَاً ... عَلَى أنْصَالِهَا القَانِيْ النَّجِيْعَا
تُرَاقُ وَمَا شَفَيْنَ مُصَابَ قَلْبِيْ ... إلَى أنْ يُقْصَفَ الرَّأسُ الوَضِيْعَا
وَحَتَّى يُفْرِحَ الزَّرْقَاوِيْ يْومٌ ... بِهِ النَّصْرُ يُرَوِّيهِ صَرِيْعَا
وَمَا حَزَنِيْ عَلَى الزَّرْقَاوِيْ لَكِنْ ... عَلَى الثَّكْلَى وَقَدْ فَقَدُا الشَّفِيْعَا

وقفة وفاء ... عذراً أمير الرجال ... ما قدرناك ...
هكذا يمضي الأماجد قتلاً بعد أن يضيئوا في دروب المجد مشعلاً ، يمضون في شموخ ، ويخلفون من ورائهم أجيالاً تنوح ...
تنوح وتأتسي ، وعلى خطاهم يسير أولو المعالي قدماً ، يصنعون المجد ، وعيونهم ترقب نزف الدم ، وأفئدتهم تترآى صور الأماجد مجندلين ، يبتسمون في فخار وسخرية ...
يسخرون بالعدو الذي لم يفهم المعادلة ، ويفخرون بالجيل الذي ستنبته دمائهم ...
هم يعلمون يقيناً أن هاتيك الدماء لا تذهب هدراً ، وأن بذرة الشموخ التي سقتها كلماتهم وأفعالهم في الحياة ، سترويها دمائهم في الممات ...
إن الأماجد حقاً هم الفائزون ، الشرف والعزة في الحياة ، والتأبين والاقتداء بعد الممات ...
لو عاشوا عيشة أهل الدنيا لم تحفل بهم الدنيا ، أما وقد تنكبوا الدنيا فإنها حتماً ستصغي ، وحتماً ستركع ، وحتماً ستأتي وهي صاغرة ...
هكذا هم العظماء ، علو في الحياة ، وعلو في الممات ، وسعي دؤؤب إلى المكرمات ، فلا عجب أن يأبن العظيمَ الموافقُ والمخالفُ ، ولا غرو أن تسكب العبرات التي لم تراق إلا على باب ذي الرحمات ...
يموت العظماء في هدوء ، ويتركون من ورائهم عالماً يموج ، ويصخب ، ويأبن ...
وطفلاً صغيراً ينوح ...
ومحباً قد تيمه العشق يتظلى بنار الفراق ...
وثكلى غاب عائلها تئن ...
وحرة هتك العادي حرمتها تصرخ...
.
.
ورجالاً لا تنام على ضيم تزأر ...
.
.
فاختر لنفسك منزلاً تعلو به .. أو مت كريماً تحت ظل القسطل

.
.
يا جيلاً قد تحاوشته البلايا حتى أثخنته ، ضل عن الهدى ، وغاب عنه طريق السوى ، فعاد كالأنعام الراتعة ترعى ، ثم تستقبل عين الشمس فتثلط ثم ترعى ، ثم ترعى..!
ها قد سطرت العليا لكم مثلاً ، وجادت بابنها وهو أغلى ما تملك ، وتخلت عن العزيز الزرقاوي، وهو منها بالمحل السامي ، لتحيي بالدم الرمم ، وتبعث به الهمم ، وتبث الحياة في نفوس خالطها اليأس ، وتدل الطريق لمن تنكب..
فدونكم الطريق إن كنتم له أهلاً ، وتنكب أيها القاصر فإن من ورائه أهوالاً...
أبا مصعب ... سيد الحياة والممات ... وابن العليا الغالي ... جدت بدمك وارتوينا ..
.
.
حبيبي وسيدي إلى اللقاء ، وهل أطيق بقاء ؟!
المفجع بك ، والمتيم بك ، والمصطلي بنار فراقك ، والعاض على منهجك :
زحف الأنوار

[ الأول ]
__________________
__________________