عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 09-10-2006, 01:15 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي من هرطقات الشيخ العبيكان

بسم الله الرحمن الرحيم


الرد والبيان على ما سطره الشيخ العبيكان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:


فإن حماية معالم الدين والحفاظ على هويته وقوة بنيانه واجب على الأمة بأسرها وهو نوع من الجهاد في سبيل الله، وكيف يكون الأمن وتظهر الشريعة متى ما تعرض لها بالنقص أو التشكيك وكلاهما من وسائل أهل الباطل في الوقوف أمام أنوار الشريعة، ومنه أيضاً ما تعلمه أن الشريعة جاءت بوسائل يتوصل بها إلى ثوابت فيها وأحكام (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )(البقرة: من الآية189) وما ذكره العلماء من أن السبيل في الحج هو الزاد والراحلة، وعليه قرروا أن الوسائل لها حكم الغايات.
أيها القارئ اللبيب: لقد سمعت أو قرأت ما قاله وكتبه (جريدة الوطن) الشيخ/ عبد المحسن العبيكان عن رؤية الهلال لهذا العام، وما قرره من أن الرؤية غير صحيحة إلى آخر ما قال وكتب، وأنا هنا لن أناقش في الأمر الفقهي الواجب حيث أن التناقض ظاهر في كلامه وكتابته حيث أن قرر أن الصوم يوم تصومون، يعني الأمة وأن الصيام يوم السبت امتثالا لأمر ولي الأمر، فإن هذا رده لا يحتاج إلى عناء، لأننا نقول: أننا نصوم امتثالا لأمر الشارع، ففي سنن النسائي الكبرى ح (2422) 2/68 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (جاء أعرابي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: إني أبصر الهلال الليلة، قال: أتشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ قال: نعم. قال: يابلال أذن في الناس فليصوموا غداً). وفي سنن أبي داود ح (2322) وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ( تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي – صلى الله عليه وسلم – أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه ) فهذا أمر الشارع وحكمه دون تشدد أو تكلف، فإنا أمة أمية لاتقرأ ولا تحسب، تحقيقاً لأمر اليسر والسهولة في هذا الباب ولله الحمد.
ودعوى أن أهل الفلك ينفون رؤيته في ليلة السبت فهي مردودة أولاً : برؤية الشهود الذين بلغ عددهم خمسة الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب وقد شهدوا مكثه بعد غياب الشمس لمدة دقيقة ، وفي الأردن مكث نصف دقيقة بعد غياب الشمس ، و قطر أعلنت دخول الشهر قبل المملكة بأكثر من نصف ساعة. ثم إن الشيخ لعله يتذكر وهو قاض سابق أنه في عهد سماحة الشيخ/ عبدالله بن حميد – عالم الأمة وقاضيها _ نفى أهل الحساب إمكانية رؤية الهلال بل استحالته، فرؤي فقط في السعودية في أكثر من سبع عشرة جهة، فرفع الشيخ يديه وكبر وحمدالله وقال: بلغت التواتر،وقد تكرر هذا أيضا مررا ، وأيضاً الحساب يقدر بالأرقام والمنازل، وكل ذلك تحت المشيئة، والله يقضي ما يشاء، فلا تبطل الشريعة لمجرد حساب فلنعتقل، وبعد فإن لي حول ماذكره الشيخ وفقه الله وقفة من ناحية السياسة الشرعية ألخصها بالتالي:


1. إن مقاله خطير جداً جداً حيث أنه شكك في صحة دخول رمضان لعدة أعوام وكذلك الوقوف بعرفة، والأخير وهو الوقوف بعرفة أخطر من الذي قبله حيث أن كافة العالم الإسلامي قد فوض هذا الأمر لهذه البلاد المباركة، وكلنا نسمع دعوى تطالب تدويل الحرمين الشريفين، فإذا احتج مبطل بكلام قاض سابق عندنا وأننا لسنا أهلاً لهذه المسئولية وأشاعوا هذا وضربونا بسوط أحدنا فأين الحكمة عند الشيخ هداه الله، ألم يفكر بالعواقب قبل الكتابة، ولماذا إحراج الدولة في وقت مثل هذا، وهل أصبحت مسألة الأهلة سبب لتصفية حسابات شخصية فإنا لله وإنا إليه راجعون.
2. هل يظن أن مسألة الأهلة أعظم من مسألة الدماء والأبضاع والأموال... وغيرها، فما ذكره الشيخ هداه الله يفتح الباب للطعن في الأحكام الشرعية، وكما قيل: من فمك ندينك، فهذا كلام أحد قضاتنا يطعن في قضائنا فما هو قول من قد ضل، ويا فرحة الفئة الضالة بمثل هذا الكلام، وكيف سيكون تقبلها لأحكام قضاتنا عليهم وقد هدمت الثقة بهم بمعول أحد أصحابهم السابقين، فليت الشيخ راعى المفاسد التي هي أكبر من المصالح التي يتوهمها.
3. قوام كل دولة قضاؤها، وقوة قضائها قوة لها، وكل الدول لا تسمح بالمساس بقضائها وتفاخر بنزاهته وتحاسب من يتعرض له، وهذا أمر شرعي أيضاً، فإن الحجر على السفيه في الأموال واجب، وأوجب منه الحجر على من يفسد دين الناس أو يشكك في عباداتهم، وفي سنن الدارمي ح(144) عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل، فقال من أنت؟ قال أنا عبدالله صبيغ، فأخذ عمر عرجوناً من تلك العراجين فضربه، وقال: أنا عبدالله عمر، فجعل له ضرباً حتى دمى رأسه، فقال ياأمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي) فحماية الدين ومقوماته من أوجب واجبات ولي الأمر، ومنه حماية دين الناس من التشكيك ولذلك أخرج عبدالرزاق في الجامع ح (20907) 11/426 عن معمر قال: خرجت الحرورية فقيل لصبيغ إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، قال: هيهات، قد نفعني الله بموعظة الرجل الصالح.
4. ما الفرق بين المنهج الذي يسلكه الشيخ هداه الله ومسلك الشباب الذين قاموا بما قاموا به في بلادنا، فكلنا يتذكر أن بدايتهم أي الشباب كانت هي تحطيم مقام أهل العلم وعدم الاعتبار بمقام سماحة المفتي ولا سماحة رئيس مجلس القضاء الأعلى والتشكيك في صدقهم وغيرتهم على الدين، وأنهم علماء سلطان ودولة إلى آخره ، وما يقوم به الشيخ من لمز لمجلس القضاء الأعلى وتسميته للجنة الدائمة بالنائمة (جريدة الحياة) وكلا المسلكين واحد، ونتيجته تحطيم المرجعية العلمية الشرعية، فإذا حطمت ضاعت سابلة الدين وانهدم الركن الأساس القويم له، حيث أن الله أوجب على عباده الرد إلى العلماء وسؤالهم (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(النحل: من الآية43) (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) .
5. سؤال: ترى لو قدر الله ورؤي هلال شوال يوم السبت 29/9 الذي هو في التقويم 28/9 الموافق 21/10/2006م ماهو موقف الشيخ / عبدالمحسن، وهل يعلم شهراً قمرياً عدده ثمانية وعشرون يوماً، فكم في التأني السلامة، ثم كيف يحاكم الشيخ الناس إلى أبصارهم حيث يقول أن ليلة الأحد لم ير أحد الهلال، وقد داخله بعض المتصلين مفيدين رؤيتهم لذلك فوهمهم وبقي الصواب عنده وحده، فهل يحتاج الشيخ إلى شهادة الجن ليصدق بعد ذلك.
6. ألم يتذكر الشيخ هداه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري ح (120) قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) هذا وهو علم اتقى أبو هريرة نشره مخافة الفتنة ، وفي الأثر: ( ما أنت بمحدث الناس بحديث لا تدركه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) ومن المقرر أن أمر الأمة لا يتحدث به بفردية، بل كان عمر رضي الله عنه يجمع لها أهل بدر، فليت الشيخ قبل كلامه وكتابته أمام الملأ ناصح وذكر رؤيته لأهل الحل والعقد لكان خيراً له وأزكى لعمله.
7. أذكر بأن من اشتهر بالغرائب سقط عند الناس فضلاً عن أهل العلم، وكنت أسمع كل يوم أمراً غريباً يخالف فيه الشيخ هداه الله العلماء الأجلاء الراسخين، فما زلنا نصطلي بدعوى جواز فك السحر بالسحر، ولم تجف الذاكرة بعد عن التشكيك في وقت دخول الفجر، وكلنا نعلم الاندفاع الشديد لجواز التأمين وهكذا ... فليت الشيخ يتذكر أن الخلاف شر، وأن من سره أن ينال بحبحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة.
8. ألم ينظر الشيخ من اللذين يؤيدونه ويثنون على رأيه ، إنهم أهل الأهواء والشيخ يعلم يقينا مقالة السلف متى ما أثنى عليك أهل الأهواء فاتهم نفسك .
أسطر كتبتها لا أريد منها الحط من قدر الشيخ بل دفاعاً عن حمى الدين وحماته ونصرة لعلماء الأمة وحفظاً لمكانتهم.
أسأل الله أن يجعل ما كتبته خالصاً لوجهه وأن يهدي به من أراد حقاً والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

وكتبه
وليد بن عثمان الرشودي
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات