[الوافـــــي]

ترى أن محاولة الاغتيال جاءت بعد الدرس الذي لقنه الأمير عبد الله للقذافي في قمة شرم الشيخ العربية؟

* محاولة الاغتيال ليست سوى امتداد لعقلية القذافي الشغوف بهوس الزعامة وفكرة الاغتيال وتصفية الآخر هي جزء من عقليته التي ترى إنها الطريقة الناجحة للتخلص منهم سواء كانوا مواطنين عاديين أو رؤساء دول
والدليل على ذلك ما ثبت في التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية مع الليبيين اللذين ألقت القبض عليهم واعترفا بأن لديهما تعليمات من القذافي باغتيال الرئيس السادات ورئيس الوزراء الليبي السابق وإحداث قلاقل في مصر من خلال سلسلة من التفجيرات في عدة أهداف من بينها القطارات، وهو السيناريو نفسه الذي اتبعه مع تونس وأثبتت تحقيقات حوادث "قفصة" ذلك بوضوح إلى جانب مغامراته في عدد من الدول الإفريقية لدرجة أن 23 دولة من دول القارة السوداء قطعت علاقاتها مع ليبيا وأغلقت سفارات ليبيا في أراضيها بعد أن تحولت تلك السفارات إلى أوكار لتصدير الإرهاب والحصول على السلاح والقنابل والمفرقعات والمتفجرات، كما لن يتورع عن استخدام الرسائل الملغمة ضد معارضيه ومنتقديه، وهناك العديد من الصحفيين في مصر تلقوا تلك الرسائل.

ما هي أدوات القذافي التي يلجأ إليها لتنفيذ أهدافه خاصة في عمليات الاغتيال؟

* المال، والتعهد بحماية المجرمين في حال القبض عليهم، إلى جانب استخدامه للمعارضين ممن أغراهم بالعيش في ليبيا، كما لم يتورع عن استخدام البندقية الفلسطينية في تصفية خصومه الليبيين وغيرهم أو لإحداث قلاقل في الدول التي يريد معاداتها بشكل مباشر على غرار ما حدث مع بريطانيا حين منح دعما غير محدود للجيش الجمهوري الإيرلندي.

ولكن ألا ترى أن محاولة الاغتيال من شأنها إجهاض التحرك الليبي لكسب ود الغرب من خلال الكشف عن كل برامج أسلحة الدمار الشامل؟

* تخلى القذافي عن أسلحة الدمار الشامل عندما اكتشف أن كل المعلومات بتفاصيلها في حوزة الأمريكيين، منذ ما قبل إنشاء مصنع "الرابطة" الذي تفجرت قصته في العام 1988 إلا أن رغبته في الحصول على سلاح نووي ترجع إلى عام 1973 حين أوفد أحد كبار مساعديه (عبدالسلام جلود إلى الصين) لمفاوضتهم على الحصول على سلاح نووي، ونفس الأمر اتبعه مع الباكستانيين مقابل دعم برنامجهم النووي، ورغبة القذافي في الحصول على سلاح نووي لتعزيز هوس زعامته في المنطقة، ولعل ذلك يظهر أيضا في طريقة تصرفاته في القمم العربية والإفريقية التي يسعى من خلالها إلى تحقير الآخرين بشتى الوسائل حتى لو كانت صبيانية، فتارة يلبس قفازا ولا يسلم على أحد، ومرة أخرى يدخن بطريقة تثير الاستياء، وثالثة يتحدث عن شعوره بحالة من القرف (يقصد بها الزعماء)، ورابعة يوجه فيها السباب بطريقة غير مباشرة، هو مهووس بالزعامة ويسعد حين يهتفون له بأنه "الصقر" الوحيد.

ألم تنه فترة حكمه الطويلة ذلك الهوس بالزعامة؟

* هوسه بالزعامة منذ عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر له أيضا أبعاد نفسية، للتغطية على ماضيه فقد كان ملازم أول فاشل لم يستطع اجتياز امتحان الترقي لرتبة النقيب بسبب تعذيبه لأحد الجنود، وهو ما يدلل على أن رغبته في تعذيب الآخر وإقصائه قائمة منذ بداياته الأولى، أما تعليماته إلى وزراء الخارجية في مهامهم الرسمية فتدعو للعجب فقد كان يسعد كثيراً حين يخبرونه أنهم خرقوا كل قواعد البرتوكول حين يلتقون بالملوك والأمراء والرؤساء العرب. وأتذكر هنا قصة لقائه وسمو الملك فيصل في حضور الرئيس المصري الراحل أنور السادات حين لقنه الملك فيصل درسا في الأدب بسبب وضعه رجلا علىالأخرى وطريقة خطابه غير اللائقة حين خاطب سمو الملك باسمه مجردا، وهو ما دعا سمو الملك فيصل إلى الرد علىالقذافي قائلا " إنني أتفهم أك حين لا تستطيع أن تخاطبني بجلالة الملك فإنك تستطيع أن تخاطبني بكلمة ياعمي، وليس من التقاليد والأعراف العربية أن تجلس وأنت صغير السن بهذه الطريقة".

هل تتهم القذافي رسميا باختطاف ناشط حقوق الإنسان وزير الخارجية الليبي الأسبق منصور الكيخيا وتحمله مسؤولية اختفائه؟

* بكل تأكيد والجميع يعلم ذلك إلىجانب مسؤليته أيضا عن اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر.

ما الثمن الذي ترى أ القذافي على استعداد لدفعه للاستمرار في الحكم؟

* أي شيء والقاسم الرئيسي الذي يمكنه تقديمه هو المال سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال منح امتيازات نفطية للأمريكيين وغيرهم، ولن يتورع عن تنفيذ كل ما يطلبونه سياسيا واقتصاديا، ومن بين تلك المحاولات الساذجة محاولته التي يغازل بها الأمريكيين، من خلال مقولته إه قام بثورة علىغرار ثورتهم وإه ضد الدولة الدينية من خلال إطاحته بالنظام الملكي، وإنه يستطيع أن يقوم بأي دور في المنطقة العربية لبناء العلاقات والجسور مع الإدارة الأمريكية، ويمك النظر إلىمحاولته لاغتيال سمو ولي العهد على أنها محاولة للتقرب من اليمين المتطرف الأمريكي الذي لوحظ أخيرا تنامي انتقاداته لدول عربية كثيرة من بينها السعودية ومصر.
القذافي... رجل يجلس على "تبة هواء".

وما خفي كان أعظم