عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-11-2006, 03:19 PM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي أسرار خطيرة...سبب عداوة أدعياء السلفية لقطب رحمه الله

انظر ماذا كتب عنهم في كتابه في ظلال القرآن وسيتبين كيف فضحهم فلا يغرنك أن بينه وبينهم نصف قرن من الزمان فهم أذناب أسلافهم

كتب رحمه الله
(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم , ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون). .

هكذا يعجب الله من أهل الكتاب حين يعرض بعضهم - لا كلهم - عن الاحتكام إلى كتاب الله في أمور الاعتقاد وأمور الحياة . فكيف بمن يقولون:إنهم مسلمون , ثم يخرجون شريعة الله من حياتهم كلها . ثم يظلون يزعمون أنهم مسلمون ! إنه مثل يضربه الله للمسلمين أيضا كي يعلموا حقيقة الدين وطبيعة الإسلام ; ويحذروا أن يكونوا موضعا لتعجيب الله وتشهيره بهم . فإذا كان هذا هو استنكار موقف أهل الكتاب الذين لم يدعوا الإسلام , حين يعرض فريق منهم عن التحاكم إلى كتاب الله , فكيف يكون الاستنكار إذا كان "المسلمون" هم الذين يعرضون هذا الاعراض . . إنه العجب الذي لا ينقضي , والبلاء الذي لا يقدر , والغضب الذي ينتهي إلى الشقوة والطرد من رحمة الله ! والعياذ بالله !

ثم يكشف عن علة هذا الموقف المستنكر المتناقض:

(ذلك بأنهم قالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودات , وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون). .

هذا هو السبب في الاعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله ; والتناقض مع دعوى الإيمان ودعوى أنهم أهل كتاب . . إنه عدم الاعتقاد بجدية الحساب يوم القيامة , وجدية القسط الإلهي الذي لا يحابي ولا يميل . يتجلىهذا في قولهم:

(لن تمسنا النار إلا أياما معدودات). .

وإلا فلماذا لا تمسهم النار إلا أياما معدودات ? لماذا وهم ينحرفون أصلا عن حقيقة الدين وهي الاحتكام في كل شيء إلى كتاب الله ? لماذا إذا كانوا يعتقدون حقا بعدل الله ? بل إذا كانوا يحسون أصلا بجدية لقاء الله ? إنهم لا يقولون إلا افتراء , ثم يغرهم هذا الافتراء:

(وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون). .

وحقا إنه لا يجتمع في قلب واحد جدية الاعتقاد بلقاء الله , والشعور بحقيقة هذا اللقاء , مع هذا التميع في تصور جزائه وعدله . .

وحقا إنه لا يجتمع في قلب واحد الخوف من الآخرة والحياء من الله , مع الاعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله , وتحكيمه في كل شأن من شؤون الحياة . .

ومثل أهل الكتاب هؤلاء مثل من يزعمون اليوم أنهم مسلمون . ثم يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويعرضون . وفيهم من يتبجحون ويتوقحون , ويزعمون أن حياة الناس دنيا لا دين ! وأن لا ضرورة لإقحام الدين في حياة الناس العملية وارتباطاتهم الاقتصادية والاجتماعية , بل العائلية , ثم يظلون بعد ذلك يزعمون أنهم مسلمون ! ثم يعتقد بعضهم في غرارة بلهاء أن الله لن يعذبهم إلا تطهيرا من المعاصي , ثم يساقون إلى الجنة ! أليسوا مسلمين ? إنه نفس الظن الذي كان يظنه أهل الكتاب هؤلاء , ونفس الغرور بما افتروه ولا أصل له في الدين . . وهؤلاء وأولئك سواء في تنصلهم من أصل الدين , وتملصهم من حقيقته التي يرضاها الله:الإسلام . . الاستسلام والطاعة والاتباع . والتلقي من الله وحده في كل شأن من شؤون الحياة:
(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه , ووفيت كل نفس ما كسبت , وهم لا يظلمون)?

كيف ? إنه التهديد الرعيب الذي يشفق القلب المؤمن أن يتعرض له وهو يستشعر جدية هذا اليوم وجدية لقاء الله , وجدية عدل الله ; ولا يتميع تصوره وشعوره مع الأماني الباطلة والمفتريات الخادعة . . وهو بعد تهديد قائم للجميع . . مشركين وملحدين , وأهل كتاب ومدعي إسلام , فهم سواء في أنهم لا يحققون في حياتهم الإسلام !

(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه). . وجرى العدل الإلهي مجراه ? (ووفيت كل نفس ما كسبت). . بلا ظلم ولا محاباة ? (وهم لا يظلمون). . كما أنهم لا يحابون في حساب الله ?

سؤال يلقى ويترك بلا جواب . . وقد اهتز القلب وارتجف وهو يستحضر الجواب !

الدرس السادس:26 - 27 حقيقة الألوهية في الكون والإنسان

بعدئذ يلقن رسول الله [ ص ] وكل مؤمن , أن يتجه إلى الله , مقررا حقيقة الألوهية الواحدة , وحقيقة القوامة الواحدة , في حياة البشر , وفي تدبير الكون . فهذه وتلك كلتاهما مظهر للألوهية وللحاكمية التي لا شريك لله فيها ولا شبيه:

(قل:اللهم مالك الملك:تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء . وتعز من تشاء وتذل من تشاء . بيدك الخير . إنك على كل شيء قدير . تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل . وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي . وترزق من تشاء بغير حساب). .


نداء خاشع . . في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء . وفي ظلاله المعنوية روح الابتهال . وفي التفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح استجاشة للمشاعر في رفق وإيناس . وفي جمعه بين تدبير الله وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى الحقيقة الكبيرة:حقيقة الألوهية الواحدة القوامة على الكون والناس ; وحقيقة أن شأن الإنسان ليس إلا طرفا من شأن الكون الكبير الذي يصرفه الله ; وأن الدينونة لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس ; وأن الانحراف عن هذه القاعدة شذوذ وسفه وانحراف !

(قل:اللهم مالك الملك . تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء . وتعز من تشاء وتذل من تشاء). .

إنها الحقيقة الناشئة من حقيقة الألوهية الواحدة . . إله واحد فهو المالك الواحد . . هو (مالك الملك)بلا شريك . . ثم هو من جانبه يملك من يشاء ما يشاء من ملكه . يملكه إياه تمليك العارية يستردها صاحبها ممن يشاء عندما يشاء . فليس لأحد ملكية أصيلة يتصرف فيها على هواه . إنما هي ملكية معارة له خاضعة لشروط المملك الأصلي وتعليماته ; فإذا تصرف المستعير فيها تصرفا مخالفا لشرط المالك وقع هذا التصرف باطلا . وتحتم على المؤمنين رده في الدنيا . أما في الآخرة فهو محاسب على باطله ومخالفته لشرط المملك صاحب الملك الأصيل . .

وكذلك هو يعز من يشاء ويذل من يشاء بلا معقب على حكمه , وبلا مجير عليه , وبلا راد لقضائه , فهو صاحب الأمر كله بما أنه - سبحانه - هو الله . . وما يجوز أن يتولى هذا الاختصاص أحد من دون الله .

وفي قوامة الله هذه الخير كل الخير . فهو يتولاها سبحانه بالقسط والعدل . يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بالقسط والعدل . ويعز من يشاء ويذل من يشاء بالقسط والعدل . فهو الخير الحقيقي في جميع الحالات ; وهي المشيئة المطلقة والقدرة المطلقة على تحقيق هذا الخير في كل حال: (بيدك الخير). . (إنك على كل شيء قدير). .

وهذه القوامة على شؤون البشر , وهذا التدبير لأمرهم بالخير , ليس إلا طرفا من القوامة الكبرى على شؤون الكون والحياة على الإطلاق:

رحم الله قطب يتبع