عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-08-2005, 12:25 PM
الوائلي الوائلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 183
إفتراضي سر في سربهم وتناول من شريهم

من كتاب" المدهش" لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله

يا هذا! قد سمعت أخبار المتقين، فسِرْ في سربهم وقد عرفت جِدّهم، فتناول من شربهم، ثم سَلْ من أعانهم يُعِنْك.

لا يؤيِسنّك من مجد تباعده
فإن للمجد تدريجا وترتيبا

إن القناة التي شاهدت رفعتها
تنمي وتنبت أنبوبا فأنبوبا

استغنى القوم بطبيبهم عن مدح خطيبهم، فاسلك طريقهم تكن رفيقهم.

لابن الرومي:


وسائل عنهم ماذا يقدمهم
فقلت: فضل به عن غيرهم بانوا

صانوا النفوس عن الفحشاء وابتذلوا
منهن في سبل العلياء ما صانوا

المنعمون وما منوا على أحد
يوما بنعمى ولو منوا لما مانوا

قوم يعزون إن كانت مغالبة
حتى إذا قدرت أيديهم هانوا


أطار خوفُ النار نومَهم، وأطال ذِكرُ العطش الأكبر صومَهم، يحسبهم الناظر مرضى الأبدان، وإنما بهم سقام الأحزان.

إذا ذكروا العفو طاب العيش، وإذا تصوّروا العذاب جاء الطيش.

أمد بإحدى مقلتي إذا بدت
إليها وبالأخرى أراعي رقيبها

وقد غفل الواشي ولم يدر أنني
أخذت لعيني من حبيبي نصيبها


قال صالح المري رحمه الله:
كان عطاء السلمي قد اجتهد حتى انقطع، فصنعت له شربة سُوَيْق فلم يشرب، فقال: إني والله كلما هممت بشربها ذكرت قوله تعالى: (وطعاما ذا غصة وعذابا أليما) فلم أقدر، فقلت: أنا في واد وأنت في واد.


أبيت أراقب نجم الدجى
إلى الصبح وجدي ودمعي يسيل


قلب المحب تحت فحمة الليل جمرة كلما هب النسيم التهبت.

يمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضا
ويصدع قلبي أن يهب هبوبها

قريبة عهد بالحبيب وإنما
هوى كل نفس حيث حل حبيبها


سهر القوم يقع ضرورة لأن القلق مانع من النوم، وليس لهم في تلك الشدائد راحة سوى جريان الدموع.

للسري رحمه الله:

بلاني الحب فيك بما بلاني
فشأني أن تفيض غروب شاني

أبيت الليل مُرْتفِقاً أناجي
بصدق الوجد كاذبة الأماني

فتشهد لي على الأرق الثريا
ويعلم ما أجنّ الفرقدان

فيا ولع العواذل خلّ عنّي
ويا كفَّ الغرام خذي عناني


من صلّى بالليل حسُن وجهه بالنهار. شيمة المحبة لا تخفى، وصحائف الوجوه يقرؤها من لم يكتب.

قطعت نياق جدهم بادية الليل، ولم تجد مسا تعب الطريق إلى المحبوب
__________________
لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ
بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ .
الرد مع إقتباس