عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-04-2006, 12:58 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

إمام الجهاد/ الشهيد عبد الله عزام


بين الميلاد والاستشهاد

* المولد والنشأة



ولد الشهيد عبد الله عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين وتقع في الشمال الوسط من فلسطين عام 1941م ، في حي اسمه حارة الشواهنة ، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزام .

الذي وافته المنية بعد سنة من استشهاد ابنه، أما والدته فهي زكية صالح حسين الأحمد ، من عائلة ثانية لها صلة قرابة بآل عزام، وقد وافتها المنية قبل استشهاد الشيخ عزام بسنة تقريبا ودفنت في مقبرة الشهداء ببابي . وكان الشهيد لامعا منذ طفولته المبكرة ، وليس غريبا أن يكون هذا النبوغ المبكر من الشهيد عبدالله وهو لم يتجاوز سن البلوغ بعد ، فقد شهد له أساتذته ومدير مدرسته بذلك وهو لا يزال طالبا في المرحلة الابتدائية ، كما انخرط في صفوف الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمون) وهو دون سن البلوغ ، ولهذا ليس غريبا أن نرى المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن (أبو ماجد) يتردد على قرية الشهيد وهو في مراحله الأولى من دراسته، وهو لا يزال في الصف السادس الإبتدائى كما ذكر هذا أبو ماجد بنفسه ، فقد كان يرى مخايل النجابة والذكاء تلوح على وجهه.


إقتباس:




لقد كان النبأ المزلزل الذي وقع على نفسي وما أظن أنني تلقيت خبرا في حياتي أشد منه ، لقد فجع العالم الإسلامي والمسلمون في شتى أرجاء الأرض وهم يتلقون نبأ استشهاد المجاهد وقائد مسيرة المجاهدين العرب في أفغانستان الشهيد الدكتور عبدالله عزام رحمه الله واسكنه فسيح جناته إثر المؤامرة الإجرامية التي تعرض لها وهو في طريقه إلى مسجد سبع الليل لإلقاء خطبة الجمعة بتاريخ 42/11/89 م، فمرت السيارة التي كان يستقلها من فوق لغم بوزن (02كغم ت. ن . ت ) كان قد زرعه الحاقدون المجرمون، وبهذا العمل اللئيم الجبان .

وقد انفجرت السيارة وتطايرت أجزاؤها في الهواء، وقد نتج عن هذا الانفجار استشهاد شهيد الأمة الإسلامية الدكتور عبد الله عزام ومعه زهرتين من فلذات كبده ( محمد نجله الأكبر وإبراهيم ) .

وقد سارت الجموع الغفيرة وهي تودع كوكبة الشهداء(شهيدنا الغالي، ومحمد، وإبراهيم) إلى مقبرة الشهداء في بابي بعد أن صلى عليه الشيخ عبد رب الرسول سياف وجمع غفير من المجاهدين العرب والأفغان وغيرهم من المسلمين ممن حضر الجنازة .

ثم ألقى على كوكبة الشهداء بعض قادة الجهاد الافغاني يتقدمهم الشيخ سياف رئيس وزراء دولة المجاهدين المؤقتة والشيخ برهان الدين رباني أمير الجمعية الإسلامية ووزير الاعمار في حكومة المجاهدين كلمات تأبينية أشادوا فيها بدور الشهيد في مسيرة الجهاد الأفغاني وبمناقبه وخدمته للإسلام والمسلمين، كما ألقى الأخ أبو عبادة والأخ أبو يوسف والشيخ فتحي الرفاعي كلمات تأبينية، كما ألقيت أيضا كلمة على أرواح





















الشهداء .

كرامات شهيدنا الغالي ونجليه:

1- رائحة - المسك التي لم أر في حياتي رائحة أفضل منها - انبعثت من دمه الزكي والتي عبقت في أنوف الإخوة ممن حضر، وبقيت هذه الرائحة الزكية حتى تم دفنه .

2- حفظ جسده من التشويه رغم أن الانفجار نتج كما قلنا عن (02كغم ت . ن .ت ) وقد أحدث دويا هائلا وقطع تيار الكهرباء، وحفر حفرة في الأرض، وتناثرت أجزاء السيارة في الهواء . وقد وجدت جثة الشيخ على مقربة من الحادث .

3- إنبعثت من الأولاد رائحة زكية كرائحة الحناء ويبد ولي - والله أعلم - أنها حكمة من الله: حتى نميز رائحة المسك أنها صدرت من شهيدنا الشيخ الغالي بحيث لو كان الجميع قد صدر منهم رائحة المسك لم نميز من أيهما صدرت،ومن ناحية أخرى فالشهادة درجات ومراتب .

ردود الفعل بعد حدوث الجريمة:

لقد تناقلت وكالات الانباء العالمية هذا الخبر بشيء من التعتيم في بداية الأمر، ولكن عندما شعروا أن الأمر جد خطير وأن العالم الاسلامي بمختلف فئاته قد نزل عليه الخبر نزول الصواعق وأن هذا الخبر قد زلزل القلوب والعقول نظرا لاختفاء منارة كانوا يستضيئون بها، ثم بدأوا يوحون إلى أوليائهم أن يتعاطفوا مع هذا المصاب الجلل لأمر يخفونه في أنفسهم .

وهو أنهم بعد أن قتلوا هذه الشخصية الاسلامية الجهادية التي طالما كانوا يترصدون لها يريدون أن يجهضوا المنهاج الفكري الجهادي الذي خلفه للجيل المسلم فيكونون قد قتلوه حيا وقتلوا المنهج الجهادي الذي خلفه لتتربى عليه الاجيال المسلمة من بعده .

أصداء الجريمة على نفوس

قادة الجهاد الأفغاني:

لقد نزل هذا الخبر المزلزل على نفوس قادة الجهاد الافغاني نزول الصواعق على البشر، وقد كان من المقرر أن يتوجه شهيدنا مع قادة الجهاد الأفغاني إلى إسلام آباد صباح يوم الجمعة، ولكنه قرر أخيرا أن يسافر بعد صلاة الجمعة .وقد كان قادة الجهاد متوجهون إلى إسلام آباد لحظة حدوث الجريمة، وبمجرد سماعهم النبأ عادوا فورا إلى مدينة بيشاور . وقد دخل الشيخ سياف ورأى جثث الشهداء فما تمالك نفسه من شدة البكاء، وقد أبلغني بأنه قد رأى ليلة الجمعة رؤيا بأن يديه قد قطعتا، يقول: فقمت صباحا لا أدري تفسير مارأيت في المنام! يقول الشيخ سياف: ثم تحركت إلى أسلام آباد وفي نفسي شيء من هذه الرؤيا، وعندما تلقيت الخبر عبر الهاتف عرفت تفسير هذه الرؤيا.

لقد سمعت سيافا يقول: لقد رافقت الشهيد عبدالله في كثير من الرحلات داخل أفغانستان وفي خارجها، فكنت والله أستصغر نفسي أمام فقهه وعلمه .

ومن جهة أخرى صرح المهندس قلب الدين حكمتيار رئيس الحزب الاسلامي ووزير الخارجية لدولة المجاهدين المؤقته أن استشهاد المجاهد الكبير الدكتور عبدالله عزام قد ترك فجوة في مجال الحركة والعمل الإسلامي، وأضاف يقول في كلمة ألقاها في بيت الحكومة لرئيس وزراء دولة المجاهدين - حيث كان بيت الأجر - أن الشهيد كان شخصية نادرة بين العلماء في هذا العصر .

وأضاف حكمتيار :إنني إذ أمر الآن في شوارع بيشاور فأرى الشباب العربي فأشعر أنهم أصبحوا كالأيتام بلا والد بعد رحيل شهيدنا عن الدنيا .وقد كان لاستشهاد الشيخ أعظم الأثر على نفوس المجاهدين والمهاجرين الافغان.

يقول الشيخ برهان الدين رباني وزير الإعمار في دولة المجاهدين المؤقته: عندما سمع المجاهدون الافغان بل والمهاجرون نبأ استشهاد الشيخ عبدالله عزام كأن زلزالا ضرب أرض أفغانستان


(منقول)