الموضوع: (( الأمثال ))
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 01-12-2006, 04:31 AM
جنات عدن جنات عدن غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: سينين/ العريش
المشاركات: 526
إرسال رسالة عبر MSN إلى جنات عدن إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جنات عدن
إفتراضي

.. متابعة ..
الآية رقم ‏(‏140 ‏:‏ 141‏)‏
‏{‏ قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ‏.‏ وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ‏}‏
يذكّرهم موسى عليه السلام نعم اللّه عليهم، من أسر فرعون وقهره، وما فيه من الهوان والذلة، وما صاروا إليه من العزة والاشتفاء من عدوهم، والنظر إليه في حال هوانه وهلاكه وغرقه ودماره، وقد تقدم تفسيرها في البقرة‏.‏
الآية رقم ‏(‏142‏)‏
‏{‏ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ‏}‏
يقول تعالى ممتناً على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية بتكلميه موسى عليه السلام وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة، فصامها موسى عليه السلام وطواها، فلما تم المقيات استاك بلحاء شجرة، فأمره اللّه تعالى أن يكمل بعشر أربعين، وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي‏؟‏ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة، روي عن ابن عباس وغيره، فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام، وفيه أكمل اللّه الدين لمحمد صلى اللّه عليه وسلم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا‏}‏، فلما تم المقيات وعزم موسى على الذهاب إلى الطور استخلف على بني إسائيل أخاه هارون ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد، وهذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون عليه السلام نبي شريف كريم على اللّه، له وجاهة وجلالة صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء‏.‏
الآية رقم ‏(‏143‏)‏
‏{‏ ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ‏}‏
يخبر تعالى عن موسى عليه السلام أنه لما جاء لمقيات اللّه تعالى وحصل له التكليم من اللّه، سال اللّه تعالى أن ينظر إليه فقال‏:‏ ‏{‏رب أرني أنظر إليك قال لن تراني‏}‏ وقد أشكل حرف ‏{‏لن‏}‏ ههنا على كثير من العلماء، لأنها موضوعة لنفي التأبيد، فاستدل به المعتزلة على نفي الرؤية في الدينا والآخرة، وهذا أضعف الأقوال، لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأن المؤمنين يرون اللّه في الدار الآخرة، كما سنوردها عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة‏}‏، وقوله تعالى إخباراً عن الكفار ‏{‏كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‏}‏، وقيل‏:‏ إنها لنفي التأبيد في الدنيا جمعاً بين هذه الآية وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة، وقيل‏:‏ إن هذا الكلام في المقام كالكلام في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏، وفي الكتب المتقدمة أن اللّه تعالى قال لموسى عليه السلام‏:‏ ‏(‏يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده‏)‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا‏}‏، قال ابن جرير الطبري‏:‏ ‏(‏لما تجلى ربه للجبل اشار بأصبعه فجعله دكاً وأرانا أبو إسماعيل بأصبعه السبابة‏)‏، وعن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ هذه الآية‏:‏ ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا‏}‏ قال‏:‏ هكذا بأصبعه، ووضع النبي صلى اللّه عليه وسلم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر، فساخ الجبل ‏"‏أخرجه ابن جرير وروى الترمذي وأحمد والحاكم قريباً منه‏"‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ما تجلى منه إلا قدر الخنصر ‏{‏جعله دكاً‏}‏ قال‏:‏ تراباً ‏{‏وخر موسى صعقا‏}‏ قال‏:‏ مغشياً عليه ‏"‏أخرجه ابن جرير والطبري وهي رواية السدي عن ابن عباس‏"‏‏.‏ وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وخر موسى صعقا‏}‏ قال‏:‏ ميتاً، وقال الثوري‏:‏ ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب معه‏.‏ وعن عروة بن رويم قال‏:‏ كانت الجبال قبل أن يتجلى اللّه لموسى على الطور صماء ملساء، فلما تجلى اللّه لموسى على الطور دك وتفطرت الجبال فصارت الشقوق والكهوف ‏"‏رواه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏