عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-08-2006, 09:59 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي السياسات الاسلامية .. وابعادها الحقيقة ...

انك لو تفكرت قليلا لرأيت الكثير من الناس تعاني من قصور في فهم الكثير من المصطلحات السياسية السائدة ضمن وسائل الاعلام المختلفة في وقتنا الحاضر .. او غموض في معانيها المختلفة والمتعددة ..

نجد ذلك في السياسات الدولية اوالمحلية .. على حد سواء .. جزائية عقابية .. اوثوابية .. للاصلاح والبناء ايضا .. او لغير ذلك ..

كما يلاحظ ذلك في كثير من بنود الشركات المختلفة وعقود العمل طويل الاجل .. والبيع بالتقسيط .. وقروض التمويل لدى البنوك ..

اما في مجال شركات التأمين .. فهو اشد وضوحا واقل نقاشا .. لتمني السلامة والتفاؤل بالخير ..

اما في دور التعليم .. وتاهيل النشء .. واصلاح فهمه .. وتقويم سلوكه حال كونه بذرة صالحة .. لتقديمة الى مجتمعة .. وهو في صورة . ثمرة ناضجة .. مؤهلة لجلب المنافع واقتناص المصالح .. للرقي بدينه .. وبحاله ومجتمعه ووطنه ..
فنجده يعجز عن فهم ماتعني .. كلمة (اصطلاحا) .. في التعريفات المختلفة .. للمعاني الواضحة عنده ..
كما يزيد من صعوبة فهم الكثير من النظريات المعقدة .. طريقة الترجمة الحرفية لها .. وتشابه اسماء المكتشفين لها .. امثال ارخميدس وفيثاغورس واشعار نابليون .. ومسرحيات شكسبير ..

لتختفي بذهنه الحضارات العريقة فيدرس الادب الانجليزي المفرد ويترجم له ويخوض بكيفة الابداع الخيالي والجمالي لشاعر الغرب والموحي الى اهتمام بمكارم الدنيا الجميلة لدى الغرب والزهد في هذه الدنيا بالموت والشجاعة في الاقدام على الانتحار بآخر حياته فتكون المآساة مشوقة الى أنفة الطالب عن كل نبل ومروءة واخلاق كريمة ..

ليس لشئ غير ان الذين ألفوا تلك الكتب في عصرهم ودرسوا لابنائهم .. كانوا يجهلون الكثير من الحضارات العربية والاسلامية المذهلة والصانعة للمجد في نفوس القارئين لها والدارسين بها والمقيمون عليها .. من تلقاء انفسهم بحب ورغبة وحماس كبير لذلك ..

ليأتي التابعون المقلدون لمن سبقهم .. يدرسونها لابنائهم .. فظلموا بها انفسهم .. باهمال الحضارات الفاضلة وتعتيمها دون ان تصل الى عقول ابنائهم .. فكان ذلك المجتمع في اقل مستويات الامم .. بل ماعاد يمثل كيان مجتمع حقيقي .. اسوة ببقية المجتمعات حوله ..

فتدور عقولهم في غبش من الفهم وابتعاد عن الفكرة وانسلاخ من واقع العالم الذين يعيشون فيه ..

فلا يحتملون النقاش ان تناقشوا .. ولايتفقون لو تصالحوا .. انحسرت عقولهم واستخدمت قواهم في جهادهم لتامين مايضمن لهم الحد الادني في هذه الحياة من العيش وابنائهم ..

فانطوت بهم الارض واحتبس الرزق لدى فئات قليلة .. يبيدون مايشاؤون من زروع وثمار واعمار .. وتكفلوا بقيادات البلدان .. واستاجروا النخب والاقلام .. لتشيد في البناء .. وتعمرهم للارض .. وتكتب لهم الخطاب السياسي .. مرغمين لا مناص لهم .. او الفناء .. اوماضرهم ان هو كذلك .. ان يكون كذلك .. فقد يكون لهم الاجر .. بصدقة من مكتسباتهم .. لضعيف لمسكين او ارملة .. اوفرد وشيخ كبير ..

تأسوا بحياتهم وانسوا بركودهم .. واطاعوا الاوامر .. فلعل القائدين لهم رؤية اكثر نفعا .. فاستغفروا الله وتابوا اليه ..

ولكن القائدين يقراون مايكتب لهم .. والكاتبين ينقلون .. ما يترجم لهم من الامم المتقدمة .. فينمقوا ويحصفوا ويجيدوا .. باخلاص ..

انما بغير فهم .. لما يكتبون .. كما ان القائد السياسي .. لايسئل عن معنى خطابه السياسي .. فلم يهتم للفهم ..

الا ان المشكلة الاكبر .. عن معاني خطاباتهم السياسية .. المتفق عليها معهم .. دون الفهم ايضا ..

كل ذلك امر طبيعي .. الا اننا اهملنا سياستنا الجملية البينة الواضحة .. فبقول الله تعالى .. (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله) .. ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم )..
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ..
( يا ايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا بر ؤوسكم وارجلكم الى الكعبين )
(اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهوداً) .
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)
﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً﴾
(واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين )

وقال رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم .. { إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم ما يعزب عنهم ويشق عليهم }

{ أمرنا معشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم }

( حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يُكَذّب الله ورسوله )

ان عدم التكامل والترابط بين القائد السياسي ومجتمعة التابع له .. وانعدام التحاور الهادف والتشاورالناصح .. ادى الى كل ذلك من خذلان وسوء عاقبة ..

فتكتل القائد احترازا ورقابة على مجتمعة .. وبذل المتحصلات من خيرات بلادهم .. وسلطها عليهم .. ليس بقصد اذلالهم .. بل للسلامة من اي خطر مفترض ..

فصارت المجتمعات المتكاملة .. لما اكتشفت ذلك .. تزيد من جهدهم .. تروج بضاعتها .. وتسوق مستشاريها ..

بينما الخيار من ابنائنا بمستواهم العلمي .. ينتكس على عقبيه بفكرة خاطئة .. وغير منطقية .. ليفرض وينادي بعزل الدين عن الدولة .. تاسيا للغرب .. الذين نجحوا في ذلك .. لطبيعة دياناتهم .. ولكنه تقليدا اعمى .. فان الدين الاسلام .. هو دين ودولة وكيان .. لاينفك ابدا .. فهل سياسات الدولة في الاسلام .. تتعارض مع الدين .. ام تزينها وتصقلها .. وتهذبها .. وترجح ثقلها ..

( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ...
__________________
]