عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 30-08-2006, 11:23 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

عند سماعك لكلمة سياسة فانه يرتبط في ذهنك الصفات المبهمة والامور الغامضة والصور المتراكبة ذات الالوان غير المتناسقة .. فيختلط الدهاء بالحيلة .. والشجاعة باللؤم .. والخيرية بالدناءة .. والافكار والاسرار والاخطار الغير متوازنة .. في كل مرة .. في كل عام تراك تفتن مرة او مرتين بها فلا تستنير بعلمك الماضي على اللاحق ولاماسبق على ماسياتي ..

ومن ساعة ضيق واتساع رقعة ظلام قد تحيط بك تلك اللحظة قد تتسائل ...
لماذا لم يهتم الاسلام بالجوانب السياسية ؟؟؟

فنريد ان نبين لبعضنا باسلوب خفيف ومنثور جميل وفكرة تلو فكرة ومقارنات وقصص وعبر واشادة بالمنظور الاسلامي في مجال السياسة المتعددة الجوانب المكملة للجانب الاهم وهو طاعة الله واجتناب الطاغوت ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) ..

فارتبطت السياسات الاسلامية في التعاملات المختلفة التجارية والصناعية والزراعية وكذلك في تعاملات الدول والافراد والاحكام المختلفة من حدود وجزاءات مختلفة وقصاص من الجاني يكون به الحياة ( ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب ) ..
وانه لصاحب الحق .. الحق بقدر مااعتدي عليه .. لايجب ان يتعداه .. ومنه ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. أوصني بشئ ينفعني الله به، فقال صلى الله عليه وسلم : أكثر ذكر الموت يسلك عن الدنيا .. وعليك بالشكر فإنه يزيد في النعمة .. وأكثر من الدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك .. وإياك والبغي فإن الله قضى أنه من ( بغى عليه لينصرنه الله )
وقال ( ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ) وإياك والمكر، فإن الله قضى أنه ( لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) ..

ويتجلى لنا ذلك في كون الاسلام هو ختم الاديان السماوية والرسالات الالهية .. في كيفية اختيار ذلك النبي المرسل بخاتم الاديان وطريقة تكوينه وانشاءه وخلقة وموطنه وقبيلته والبيئة المحيطة به كاعجاز وسياسة وامتاع في وسط عراك الحياة وخضم الاحداث ..

ففي قول الله تعالى على لسان ابراهيم ( اني تركت ذريتي بواد غير ذي زرع ) .. اشارة بليغة الى ملكية هاجر للماء ومنزلتها فيمن حولها وتفضلها عليهم .. كما حدث في قصة قبيلة جرهم ومصاهرتها لاسماعيل عليه السلام .. وتكلمه بالعربية الفصحى ..

وامتداد هذا النسب وتلك الملكية وذلك الشرف في قريش وبني هاشم الى توسطه في بني عبدالمطلب ومنه الى رسول الله عليه الصلاة والتسليم .. لاعظم منزلة في مكانة تلك الفئة من الناس في محيط من حولها فتوجب على جميع النفوس احترامها وتقديرها كفطرة الهية .. ففيهم الرفادة والسقاية ولهاشم الثريد للحاج والمغترب والاسير لاعظم حب وتقدير وايثار في نفوس العرب ومن حولهم في ذلك الزمن ..

انك لو تاملت الى وضوح حياة الرسول واخلاقة الكريمة وجميع اعماله لرأيت التقويم السليم للحياة الانسانية فهل شك المحيطون به في انه قد زار بيت المقدس يوم حديث الاسراء .. ابدا لانهم كانوا يعلمون اسراره وجميع اسفاره .. وهل كان هو مستغنيا هو عن صاحب ومناصح ومشاور .. وهل كان ذلك الصاحب ذا ريبة بصاحبه .. الم يقل ان كان قاله فقد صدق .. وهو اغرب من ان يصدقة انسان لايؤمن بنقاء السريرة لصاحبة الذي استوطنت به ثقته .. واسلم وآمن بما يقوله .. لتآلف الروحين والنفوس الطواهر والاهداف الظواهر .. المعلومة لديهما منذ فتية في غابر سنهما الى ماشيبة في جوانب صدغيهما .. فصدقة بالرسالة .. وصدقة بالاسراء .. فسمي الصديق .. الى جانب انه كان رحيما به مشفقا عليه .. عالما بمدلولات كلامه .. واهداف فكراته .. وموازين بناءه .. ملهما للحكمة تبعا لصاحبة الكريم .. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ...

(( ايها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس : موعدى معكم ليس الدنيا , موعدى معكم عند الحوض , والله لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا , أيها الناس : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم , ايها الناس : إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله فأختار لقاء الله ) ..

فماذا فهم ابو بكر رضي الله عنه .. وكيف اكرمه صاحبه علية الصلاة والسلام .. انه عرف القصد وعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه , فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال : فديناك بأموالنا , فديناك بأبائنا , فيديناك بأمهاتنا , فنظر إليه الناس شجراً ..

فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : ايها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز و جل )) ..

و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول : ايها الناس : أوصيكم بالنساء خيراً و قال : الصلاه الصلاه , الصلاه الصلاه , الله الله فى النساء , و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول : اواكم الله , نصركم الله , ثبتكم الله , ثم ختم و قال : ايها الناس : ابلغوا منى السلام كل من تبعنى إلى يوم القيامة )) .. وعليك السلام يارسول الله .. ورحمة الله وبركاته ..

الم يذكره ربه في القرآن الكريم ( اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا ) .. فمن كان يرحم من ومن كان يخاف على من هل ذلك الصاحب الذي لدغ وهو يدخل يدية في جحور الغار لخوفه على صاحبه ام من كان يطمنه ويقول لاتحزن ان الله معنا ..

الا نستخلص منه سياسات بناء الدولة واحترام الوزراء والاشادة بفضلهم .. او نستمد منه خذلانهم واعفائهم عن مناصبهم .. وتنحيتهم بناء على طلبهم كاقل عقاب .. ولكن كيف كانت الطريقة الخاطئة يوم تنصيبهم تلك المناصب والمواقع والثغور .. هل كانوا رحماء بالامة والامام .. ناصحون له .. عالمون بقصده عارفون غاياته .. مهتمون بامور مجتمعهم .. قائمون باعمالهم .. ام كانوا غير ذلك .. ام كانوا تمثالا وصورا ورمزا ان تسلطت لاتبقي ولاتذر .. والا فهي قابعة تحت قمع السلطان .. وكراهية الشعب ..

ام حسبتم ان قيام الدول المجاورة المتقدمة المسيطرة كان عبثا وتولية الوزراء بالوساطة والجاة والمال .. ان الله لم يخلق السموات والرض عبثا دون قواعد واصول ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لاترجعون) ..

ان المتامل الى جوانب عمل المرأة في بناء الدين الاسلامي وسياساته ليجد الكرامة والخيرية والفضل الكبير لهن في قيام دولة الاسلام .. وفي وصايته عليه الصلاة والسلام لهن حكمة .. واحقية .. ومعروف واحسان .. قد يكون به صلاح للابناء ورفعة للامة بايتائهن حقهن على ميزان العدل والدين ..


الم يسمونه الصادق الامين .. الم ينادي فيهم ماذا لو قلت لكم ان جيشا خلف هذا الجبل هل تصدقوني .. فلما قالوا نعم .. قال اني لكم نذير بين يدي عذاب اليم .. فلم يكن منهم الا كل ازدراء وتهكم من اقربهم اليه ..

انهم عندما ثبت على كلمته وسياسته وبان اصراره عرضوا عليه الملك والمال والتمكين فماذا كان جوابه .. عليه الصلاة والسلام ..
ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني اليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا نذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وإن تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ..

انظروا الى تلك الاجابة .. الشافية الكافية .. اصبر لامر الله حتى يحكم بيني وبينكم ..

هل سياستنا .. تجبر الناس ان يكونوا مؤمنين .. تمد يدها الملطخة بدماء الناس كعلامة فخر بالشجاعة .. ام تامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى .. والعمل والبناء والجد والاجتهاد ..

هل الدين يجيز للصانع الغش ام الاتقان .. وهل التجارة شطارة ام تعامل وتبيان واشارة الى جميع المواصفات والاستعمالات التي قد تدفع الى شراء تلك السلع او تركها ..

الم يبين لنا الاسلام سياسات الاكل والشرب والنوم .. الم يرغب في الصوم .. الصوم لي وانا اجزي به .. الا يستطيع الانسان اخفاؤ فطره ويظن غيره صيامه ..

اليس تلك من سياسات الثواب والعقاب .. وركعتان في الفجر خير من الدنيا ومافيها .. السن كريمات محببات الى النفس ..

كل ذلك نحاول تبيانه .. بشئ من الكتابة غير المتناسقة في الطرح لاولوياتها ولكنها قد تؤدي الى خير في نفوس الغير او تدل عليه ..
__________________
]