عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 31-08-2006, 06:57 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

لعل مايهمنا من تلك المناظرة هو استخلاص ركيزتين اساسيتين وهما
اولا .. تلك الصفات والقيم والمكارم التي كان يتمتع بها ابناء العرب في جزيرتهم العربية والتي ندر وجودها في غيرهم من المجتمعات ..

والا لما كان ذكرها والافتخار بها مبدأ للمفاضلة واساسا للمقارنة على غيرهم من الامم والتي كان ملك الفرس يعتبرهم افضل منهم واقدر بالتمكن عليهم ..

ولعل تلك المكارم التي حباها الله لهم وخصهم بها مما يفسر بعث النبي الامي عليه افضل الصلاة والتسليم بخاتم الاديان وناسخها وافضلها من بين اظهرهم مقرا تلك المكارم لهم مكملا للقيم والمبادئ التي ورثوها عن آبائهم فلم تنافي بذلك فطرتهم وتاريخهم فاستحسنوه بداية واعجبوا به الا ان الله كتب على بعضهم الشقاء فلم يوفقهم ودل على ان رفضهم للدين من واقع الكبر لا من واقع التكذيب للمبعوث به .
ويتضح لنا ذلك جليا في المناظرة التي تمت بين ابي سفيان وملك الروم هرقل بصورة اوثق ..

اما الركيزة الاخرى والتي تهمنا من تلك المناظرة فتتمثل في روح المبادرة التي حققها النعمان بن المنذر وبعض حكماء العرب وامرائهم لبيان احقية العرب في الاعتبار والتمكن والسبق الذي قد استحقوه لهم عن بقية الامم ..
اضف الى ذلك تلك المعاهدة التي اجبروا ملك كسرى على اعتبارا رغما عنه لما رأى المصداقية المتواترة اخبارها عنده ..
لعل تلك السياسات تنطبق مع قوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
__________________
]